شوارع الغربة بقلم : محمد الموسى

 




شوارع الغربة

يلفها صقيعٌ

تُصفِرُ الرِّيحُ في مساماتها

شاحبة الملامح

يباسٌ هبوبها

لاتعرف وجوه المارة

تتسكع الأحلام خاوية

يتيمةٌ لا مأوى لها

تتمادى في الضياع

تمشي الأجساد على ثراها

دون أثرٍ أو ظلٍ يرافقها

عاريةٌ أرواح المغتربين

تثمل بنخب الضياع

على أرصفة الليل

لئلا تصحو

فتكتشف منفاها

أرض يباب بلا زهر

أو ياسمين

محمد الموسى


هايبون بقلم أحمد العكش

 




هايبون

نمضي في دروب الحياة كمن يسابق ظله، نركض خلف أحلامٍ تتبدد كلما اقتربنا منها، ونحمل على أكتافنا أثقال الأيام دون أن نلتفت لجمال اللحظة. تمر السنوات كقطار لا ينتظر أحدًا، يسرق من أعمارنا ما شاء، ويترك لنا بقايا ذكريات نحاول أن نلملمها في صمت. نكبر، لا لأننا أردنا ذلك، بل لأن الحياة دفعتنا دفعًا نحو النضج، نحو محطات لم نخترها، لكنها اختارتنا.

وفي لحظات السكون، حين يهدأ الضجيج من حولنا، نسمع صوتًا خافتًا يشبه ارتجاف القلب، كأن الماضي يهمس لنا من خلف ستائر الغياب. نحدّق في الصور القديمة، في الوجوه التي غابت، في الأماكن التي لم تعد كما كانت. كل شيء تغيّر، حتى نحن.

أرواحٌ تنامُ

في زوايا الوقتِ البارد

خيطُ عنكبوتٍ

صوتُ الذاكرة

يرتجفُ بين الأصابع

دفءٌ منسيٌّ

..احمد العكش.


ترانيم عشق وحنين بقلم:محمود البقلوطي.

 




ترانيم عشق وحنين

امرأة.. شاعرة مثقفة خفق قلبها، اهتز كيانها ابحرت وسافرت في بلاغة اللغة، تاهت في بحر الكلمات العاشقة،سافرت في أحلامها اللازوردية... اخذت القلم وكتبت اليه قالت:

عندما أكتب اليك أتخذ من ملامحك وسحر عينيك حروفي.. فيشتعل فوق الورق حبري.. يعلن لك حبي.

أكتبك في شعري وانتظر خروج كلماتك... نعم اليك اشتاق الى لألئ وسحر عينيك.. الي صورتك.. الى صوتك.. الى كلامك.. احن إليك واشتاق لنظرة من عينيك. احن للمسة من يديك.. احتاج لهمسة من شفتيك... اه ياحبيبي وماادراك من الحب والحنين متى نلتقي لتطفئ النار المشتعلة في شغاف القلب ولحاف الوتين.

قال لها:

قلبي يحلق في فلك محياك، وروحي تغوص ببحر هواك ونبضي يتوق لضمة يديك..

قالت له:

حرفي خلق لوصف هواك وكلماتي تخضع لسحر نجواك وابجديتي تطوف بمحراب سماك وانغامي تعزف لحن الحياة بين شفتيك وقلبي لم يعشق سواك ومناسك الحب تعلمتها على يديك..

قال لها:

نسمة انت احتوت رعشاتي وضيائي من نور بهاك، انت حلمي وعشقي.. انت واقعي... انت حياتي.. قل لي كيف انساك..

محمود البقلوطي. تونس


هايكو بقلم: داود بوحوش

 



ذات فراغ

أنّى للبرتقال ملء

مكان الثوم


☆☆☆

إبّان نقص

بشبيهه يملأ

فراغ


☆☆☆

على رؤوس الملإ

لكلّ مقام

لسان


ذ.داود بوحوش تونس


هايكو بقلم : هاشم هندي

 



حبات قمح

تجمعت الطيور حولها

لامكان لعصفور


حبات قمح

شكى الهدهد يوما

(مت من حبة بر)


حبات قمح

(سرقت من بيت نملة)

يغص الهدهد


بقلمي/هاشم هندي


مُتَّشحًا باليقينِ بقلم: الطيب عمر السنوار

 



مُتَّشحًا باليقينِ كدرعٍ قديم،

ومتعبًا من محاولاتِ النجاة،

رفعتُ سلاحي نحو الجميع،

وأطلقتُ اثنَيْ عشرَ رصاصةً دفعةً واحدة:

واحدةً كي يسمعَ العالمُ أني ما زلتُ هنا،

والباقياتِ كي أُسكتَ الأصواتَ التي تنهشني من الداخل.

لم أُصبْ أحدًا،

غير أنَّ قلبي ترنّحَ قليلًا،

ثم جلسَ القرفصاءَ على حافةِ صدري،

ينظرُ إلى الدخانِ المتصاعدِ منّي،

ويقولُ بهدوءٍ يشبهُ الخيانة:

"كلُّ المعاركِ التي خضتَها كانت ضدَّ نفسك

لكنَّك نسيتَ أنَّك أيضًا ساحةُ الحرب".

منذُ ذلكَ اليومِ،

لم أعرفْ إن كنتُ ناجيًا أم ميتًا،

كلُّ ما أعلمهُ

أنَّ المدينةَ ما زالتْ ترتدي رائحةَ البارود،

وأنَّ القرى حينَ تنامُ

تحلمُ بأطفالٍ يولدون دونَ خوفٍ من الأصواتِ العالية.

هذه البلادُ،

تُقاتلُ نفسها كما يُقاتلُ الجسدُ تعبهُ في الليل.

كلُّ طرفٍ يظنُّ أنهُ النور،

ولا أحدَ ينتبهُ أنَّ الدمَ واحد،

وأنَّ الوطنَ – حينَ يُذبح –

يُنزفُ من جهةِ القلبينِ معًا.

الطيب عمر


حين فاقت البلاد بقلم: الطيب عمر السنوار

 



حين أفاقت البلاد،

كان الضوءُ أعرج،

يمشي على عكّازٍ من دخان.

كانت الطفلةُ هناك،

تكبرُ في صمتٍ،

تحملُ في عينيها

ظلَّ أمٍّ لم تَعُد،

وفي صدرِها

نشيدٌ بلا لحن.

رأتْ:

أن النيلَ رجع،

لكن لونهُ تغيّر

بات يشبهُ المرآةَ

حين تبكي.

رأتْ:

أن الشجرَ

يحاول أن يورِقَ من جديد،

لكنّ كلَّ غصنٍ

كان يحملُ على كتفيه

شهيدًا صغيرًا.

وفي آخرِ الحلم،

كانت البلادُ

تُرضِعُ الطفلةَ من جديد،

تقولُ لها:

اشربي،

هذا ما تبقّى من قلبي،

من ترابي،

من أغنيتي القديمة.

الطيب عمر السنوار


هايكو بقلم: رضا الشايب

 



هدوء النفس.

قلة الحديث.

عدم التدخل.


الإنصات إلى الروح.

تجنب الجدال.

هذا عالمي.


الانطواء الذاتي.

هذه حياتي.

هذه راحتي.



رضا الشايب.

" نصوص لا تعرف التصنيف " بقلم : ازدهار قوتة

 



" نصوص لا تعرف التصنيف "

🍂 في دفتر الأحكام

كتِب إسمي مرتين

كمدعي عليها

و كحب مؤجل.

🍂 قال لي:

القانون لا يعترف بالعواطف

فوقّعت على صدري.

🍂 و لما كنت القصيدة التي

مزقت نفسها في آخر سطر ،

لم يحبني شاعر .

🍂 و لما كنت جرحاً

قال لي راهب

أنتِ تصلحي للصلاة .

🍂 القاتل الذي أحبني

قال لي:

سأتركك حيّة،

فأنا لا أهوى مشانق الورد .

و لما كنت الجريمة التي

لم تولد بعد

أحبني الشاهد،

و حكِم بالسجن المؤبد.

🍂 يتبعني فلكي

و لكنني نجمة

تغيّر مدارها كل يوم .

🍂متّ مرّة

في ذاكرة لا تتذكر .

🍂نجمة الصبح

ومضة، لا تكمل الحلم ..!


كما الجنون... للبكاء فنون .. قراءة وجدانية في نصّ ميسون أسعد بقلم زيد رشيد

 



كما الجنون... للبكاء فنون

قراءة وجدانية في نصّ ميسون أسعد

---

ثمّة نصوصٌ لا تُقرأ بعين القارئ

بل تُستشعر بنبض الروح

تُصغي إليها كما يُصغي المؤمن إلى ترتيلٍ يعرف أنه كُتب لأجله.

ونصّ ميسون أسعد “كما الجنون... للبكاء فنون”

ينتمي إلى هذا النوع النادر من الكتابة التي لا تُفسَّر بل تُعاش،

تغوص في أعماق النفس كأنها مرآة من دمٍ ونجاةٍ في آنٍ واحد.

منذ الجملة الافتتاحية:

“كما الجنون، أيضًا للبكاء فنون.”

تضع الشاعرة قارئها أمام عتبةٍ وجوديةٍ صارخة :

أن البكاء ليس ضعفًا، بل فنٌّ من فنون الوعي،

وأن الجنون ليس خللًا، بل حالةُ صدقٍ مطلقٍ لا تحتمل التبرير.

من هنا يبدأ النصّ رحلته في تفكيك العلاقة بين الإنسان ودمعته،

بين الضحك كسلاحٍ ضد الوجع، والبكاء كاستسلامٍ جميلٍ له.

“كأن تسير مسرعًا هاربًا من ظلك،

تسابق رأسك مرّة ومرّة قلبك،

وكلّما ظننت أنّك نجوت، تعيدك أغنية...”

تبدو هذه الصورة كأنها شريطٌ من السينما الداخلية،

يتسابق فيه الفكر والوجدان على حلبة الفقد،

حيث الذاكرة تُعيدك دائمًا إلى ما أردت الهروب منه.

إنّها لعبة العودة القسرية، حين يصبح الماضي قدرًا يمشي في ظلك.

ثمّ يأتي المشهد الأكثر رعبًا وصدقًا:

“وأنت تشاهد ماء وجهك يُراق على حدّ طعنةٍ،

وترى قلبك على طاولة التقطيع،

وثمّة أشخاص مألوفون يشاركونك الضحك،

ولا يشاركك أحدٌ منهم البكاء!”

يا لعمق المفارقة!

هنا تبلغ الكاتبة قمة الوعي الموجع بالزيف الإنساني،

فبينما يشاركنا الناس أفراحنا المصطنعة،

يبقى الحزن تجربةً سرّية لا تُشارك.

ميسون تضع إصبعها على جرح العصر :

نضحك جماعيًا... ونبكي فرادى.

“كأن تفقأ بمخرزك عين الورق،

بينما لا تنبئ ملوحة الكلمات النازفة

عن دمعةٍ واحدةٍ جرت في روحك وبللتها!”

في هذه الصورة، يتحوّل الورق إلى كائنٍ حيّ،

له عينٌ تُبصر وجعنا

لكنها تُصاب بالعمى حين يتجاوز الألم اللغة.

إنها صورةٌ ميتافيزيقيةٌ تكشف أن الكتابة ليست خلاصًا،

بل استمرارٌ للوجع في شكلٍ جماليٍّ آخر.

ثمّ تأتي الرقصة الجنائزية الساحرة:

“كأن ترقص على جثتك،

وتمعن غرز قدميك أكثر فأكثر،

بينما يداك تتمايل كأغصان مثقلةٍ بالدموع والحنين.”

أيّ بلاغةٍ أن يتحوّل الرقصُ إلى طقس وداعٍ للنفس!

تُمارس ميسون هنا جنونها النبيل،

ترقص لا لتحتفل، بل لتعترف،

وتُعيد للجنون معناه الطهري :

التحرّر من الوعي حين يصير الألمُ أثقلَ من الاحتمال.

ثمّ تختم نصّها بخاتمةٍ إنسانيةٍ آسرة:

“للبكاء فنون، أبسطها أن تنهمر دموعك

على لقطةٍ محزنةٍ في فيلمٍ لا يحكي عنك بقدر ما يفعل.”

إنها المرآة الأخيرة التي تضعها أمامنا لتقول:

نبكي الآخرين لأنهم يشبهوننا،

نبكي كي نُثبت أننا ما زلنا نملك قلبًا.

وهكذا يتجلّى البكاء كأسمى أنواع الإدراك الوجداني:

دمعةٌ على الغير، هي في جوهرها دمعةٌ على الذات.

---

خاتمة الوجدان

نصّ ميسون أسعد هو أكثر من تأمّلٍ في الحزن،

إنه بيانٌ شعريّ في فلسفة الدمع

ودرسٌ في كيفية تحويل الانكسار إلى جمال.

إنها لا تكتب لتشفى،

بل لتجعل الألم يكتسب شكله الأنيق على الورق.

ميسون — في هذا النصّ —

علّمت اللغة أن تبكي، والجنون أن يتأنق،

والوجع أن يرقص على حدّ الجمال دون أن يسقط.

  بقلم : زيد رشيد

***********

النص المدهش :

كما الجنون

أيضاً للبكاء فنون ..

كأن تسير مسرعاً هارباً من ظلك ،

تسابق رأسك مرّة ومرّة قلبك، وكلما ظننت أنك نجوت،

تعيدك أغنية ...

كأن تضحك بأعلى صوتك

وأنت تشاهد ماء وجهك يراق على حدّ طعنةٍ،

وترى قلبك على طاولة التقطيع،

وثمة أشخاص مألوفون

يشاركونك الضحك،

تضحك وتضحك

ولا يشاركك أحدٌ  منهم البكاء!

كأن

تفقأ بمخرزك  عين الورق ،

بينما لا تنبئ ملوحة الكلمات النازفة ،

عن دمعةٍ واحدةٍ جرت في روحك وبللتها!

كأن ترقص على جثتك،

وتمعن غرز قدميك أكثر فأكثر ،

بشيءٍ من التشفّي ،

بينما يداك تتمايل كأغصان مثقلةً بالدموع والحنين ..

للبكاء فنون

أبسطها  أن تنهمر دموعك

مدراراً ،

على لقطة محزنة ،

في فلمٍ لا يحكي عنك

بقدر ما يفعل!

Maisoon Asaad


( إلى ورد في يوم ) (محكمة) بقلم : أحمد هاني الحمدان

 



( إلى ورد في يوم )

              (محكمة)

......

عدالة الأرض مُنحرفة

هي عدالة كذبٍ مُزيفة

قيد على الروح مُحكم

والروح بالقيد مُعترفة

كلما حاولت سكب محابري

قالت قصائدي :. آسفة

حززت رأسي عن جسدي

دمائي على الأرض راعفة

 فمن يدرك فحوى حرفي

وكل من حولي فلاسفة!؟

 بقلمي

أحمد هاني الحمدان


نصوص هايكو بقلم: أنور الأغبري

 



نصوص هايكو

مثل الجهنمية

نحيلة وتحسن الإلتفاف

كَذباتكِ!

___

أتساءل

في هذا المساء، ماذا لو أثمر

الفُل!

___

الأزقة القديمة

تتضوع رائحة الياسمين

لمسة أمي!

___

إنحناءة نخلة

فوق البحيرة ووسطها

مرجيحة صبي!

___

في الصباح

تنظف عاملة صالة الأعراس

ما تبقى من رقص!

___

تحت الضباب

يسير الراعي برفقة كلبه

في موسم الأمطار!

___

على الشاطئ

الأطفال يبنون خيامًا

نازحون!

___

ليل مقمر

من نافذة الجيران

يطل قمر!

___

شجرة اللبان

من ساقها عطرًا

عبق التاريخ!

___

في الصباح

ينقر العصفور الزجاج بلطف

فرح!

______

أنور الأغبري

اليمن


هايكو بقلم: أحمد العكش

 



أُوْلَى الهَزَائِمِ

تُطْفِئُ الشَّمْسُ آخِرَ أَمَلٍ،

السَّمَاءُ صَامِتَةٌ.


أُوْلَى الهَزَائِمِ

رَعْدٌ يُزَاحِمُ نَبْضَ الوَرْدِ،

المَطَرُ يَنْدُبُ الحُلْمَ.


أُوْلَى الهَزَائِمِ

نَظْرَةٌ تَشُقُّ صَمْتِي،

يَسْقُطُ القَلَمُ.


أُوْلَى الهَزَائِمِ

مَنْفًى يُرَافِقُ كُلَّ جَنَاحٍ،

طُيُورٌ تَحْلُمُ بِالوَطَنِ.

 

..احمد العكش..



الدهشة بقلم: سعيد العكيشي

 



الدهشة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين تقف أمام فاتنةٍ،

...وأنت مصفَّدٌ بجمالِها،

ضريرٌ من الحياء،

ممتلئٌ بالرهبة،

خاليٌ من الفطنة،

فاقدٌ للغة.

الدهشة،

حين تُسقِط فاتنةٌ أخرى

قطعةً من حبلِ غسيلها؛

ربما عنوةً،

وربما مصادفةً...

فتناديك،

لتعيدها،

أو لتدسَّ رقمَ هاتفِها في يدك.

الدهشة،

حين تتذكّر أنك أعمى،

وأن عينيك نسيتَهما

في جسدِ الفاتنة

التي مرّت أمامك للتوّ.

الدهشة،

أن تجمعَ لحظةٌ واحدةٌ فاتنتين

بذلك الدلال،

فتجعلان مشاعرك تطوف حولهما

في ساحةِ ذاكرتك الكبيرة.

تستيقظ الرغبةُ النائمةُ فيك،

ولا تجد الأحجيةَ التي تُقنع قلبك

بأن الحياء لم يتلقَّ تدريبًا

لخوضِ حربٍ كهذه.

الدهشة،

وأنت تحاول كتابةَ قصيدةِ الدهشة؛

تلفُّ اللغةُ حبلَ المجازِ حول عنقك،

وتعلّقك على جذعِ الخيال...

لكنّك لا تموت،

ولا تموت القصيدة؛

بل تأتيك بعد حملٍ شاقٍّ

وولادةٍ متعسّرة.

دهشةُ الدهشة،

أن تفقد وعيك

في مفترقِ دهشاتٍ كثيرة.

سعيد العكيشي / اليمن


ابن العاصفة بقلم: سعيد ابراهيم زعلوك


 

ابن العاصفة

🖊️ سعيد ابراهيم زعلوك

في الثامن عشر من يوليو

كان الليل يعيد ترتيب الغيم على هيئة رجفة

والسحب تلقي خطبا غبارية فوق المدى

عاصفة...

دخلت البيت قبل القابلة

وصحت...

فاِهتز الباب الطيني

كأن الريح تبارك ما لم تفهمه الجارات بعد

قالت امي:

> "ولدت في توقيت

تغلق فيه السماء سجل الاعمال

وتفتح بوابة القدر"

قالوا:

> "ولد في غبار العتمة!

اي بركة تنزل فوق صدر القرية الصغيرة؟"

ولكن امي

رأت في وجهي

وجها يشبه الغفران

ان نزل من جبل مكسور

كنت اذا سرت، ارتجف الحائط

واذا بكيت

فاض الحنين على سجادة الوقت

المطرز بانفاس الطفولة

كنت اعبر

بين الساعات بلا ظل

فمن اين يأتي كل هذا النبض؟

ومن اين يأخذني الله حين اغيب عن نفسي؟

لي من غضب الريح وشوشة

ومن سكون الرمال يقين قديم

يهدأ في صدري

كنبض نخلة

تتعلم الصمت قبل الغنج

لست قاسيا...

لكني لا اضع قلبي على راحة الغرباء

ولا اهب وجهي لمن لا يقرأ ملامحه

اليوم...

لا اطفئ شمعة

ولا اعدد السنوات التي ذابت مني

ولكني...

اتذكر تلك الليلة كلما مال الغيوم

واتذكر وجه امي

حين قالت لي:

> "انت...

هبة السكون في زمن الصخب

وابن العاصفة التي استأذنت

قبل ان تهب"

واليوم يشبهني...

نصفه حلم

ونصفه وقت يتعلم كيف يحزن

امشي على اطراف صوتي

لا اخاف من الغيم

فالعاصفة التي جاءت بي

ما زالت تسكن عيني

وان سالوني: من انا؟

قلت:

انا صورة البدء

حين تخفف من غباره

وابن الام التي لم تخف من السماء

وابن العاصفة التي...

ما زالت تهب في الداخل


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات