نصوص هايكوبقلم: محمد العلوي آمحمدي

 




شهقةٌ أُخيرةٌ

تسقطُ فوقَ ورقةٍ،

كانتْ فراشةً.

Soupir final.

Il tombe sur une feuille.

C’était un papillon.

---

شهقةٌ أُخيرةٌ،

بيضٌ فوقَ نباتٍ،

جناحٌ في الغياب.

Soupir final.

Des œufs sur la plante.

Une aile dans l’absence.

---

يرقةٌ تتغذّى

على غُصنِ شجرةٍ،

وتهويدةُ رضيع.

Une chenille se nourrit

Sur une branche d’arbre.

Et une berceuse d’enfant.

---

شرنقةٌ تنفتحُ

على أجنحةٍ في السماء،

رفرفةُ روح.

La chrysalide s’ouvre

Sur des ailes dans le ciel.

Un battement d’âme.

محمد العلوي آمحمدي

Mohamed Alaoui Mhamedi

وشي المطر بقلم: محمد العتبي

 




وشي المطر...

على شباكك الاخضر...

تتسمر العيون...

ترقب فيضك الآتي

من اعماق الندى

حتى آخر الدهر..

ترتسم إشراقة الغيم هناك..

 تجلو الأوجاع...

تزحم الكدر

تتلبد الاشتياقات..

ركاما من الفقد...

..وينساب من خلل البرد

دفؤك المعهود ...خلسة

يسري في اعطافي..!

كالنيران ...كالسحر..كالخدر

احثو ابتساماتك لجراحي

ذخرا..

دونما عد...!

اشدو في حلكة الدرب الموحش

اغنياتي الحالمة..

بلا لحن

بلا وتر...!

محمدالعتبي


مسرحية الحياة بقلم: راتب كوبايا





مسرحية الحياة

.. نصوص حرّة ..


على مسرح الحياة،

بين اللغة والأداء تتحفز؛

غيمة مطر!


غيمة مطر،

 حبلى بحمولتها الزائدة

ثمة دهشة!


ثمة دهشة،

تشبه دغدغة هشاشة

قد لا تغتفر!


لا تغتفر،

ذنوب تماهي هبوب

عاصفة ضجر!


عاصفة ضجر،

من تراتبية الحياة إلى

أين المفر!


أين المفر،

عالقة بأذهان البشر

بطاقة سفر!


مجرد بطاقة

يزهق روح  الطاقة

اجترار ناقة


اجترار ناقة

لا تغيّر الرشاقة

نوائب البشر!


نوائب البشر

هل تنتمى لوحاتها

لإطارات الصوَر


إطار الصورة

على جدار العمر محفورة

تجاعيد القدر !


راتب كوبايا 🍁كندا 

هايبون - كرة الثلج بقلم: أحمد العكش

 




هايبون - كرة الثلج

أجواء باردة، أتوَشّح بالشوق في الطرقات، أسير بخطى عجوز أرهقه الزمن كما أرهقني الغياب،

في كل خطوة مسافة من حنين بين نبضي والفراغ، وفي كل نظرة يتثاقل الزمن بعيني،

كقطار خرج عن مساره وتاه في صحراء لا نهاية لها.

أجواء باردة تعصف بالقلب، ينخره الشوق كما ينخر السوس الخشب، حتى صار قلبي هشًّا، يتصدّع من لمسة ذكرى، ويئنّ من ثِقل الانتظار.

لكنني رغم هذا الوهن، أحمل في داخلي جمرة صغيرة، تقاوم الريح، وتضيء عتمة الطريق،

علّها تُعيدني يومًا إلى دفء اللقاء، أو تُطفئ هذا الغياب اللعين.


كُرَةُ الثَّلْجِ

يَكْبَرُ الشَّوْقُ رُوَيْدًا

نارٌ بِلا لَهَبٍ


كُرَةُ ثَلْجٍ

يَذُوبُ فَوْقَ كَفَّيْ

نَبْضٌ مُلْتَهِبْ

..احمد العكش..



َعلى رَصِيفِ الِانْتِظَار بقلم: Raghda Abdulrahim

 





َعلى رَصِيفِ الِانْتِظَار

عِنْدَ آخِرِ مَحَطَّةٍ؛ يُوجَدُ مَقْهَى الْغِيَابِ.

كُلُّ الزَّبَائِن هُنَاكَ مُصَابُون بِلعْنةِ الِانْتِظَارِ؛ يَرْتَشِفُون قَهْوَة الْحَنِينِ وَيتلذَّذُون بِمرارتِها.

 ذَاتَ يَوْم، بَيْنَمَا كُنْتُ جَالِسَةً عَلَى مَقْعَدِيَ الَّذِي اعْتَادَ عَلَى جُلُوسِي عَلَيْهِ؛ حَتَّى صَارَ يُخْبِرُ مَنْ وَدَّ أَنْ يَعْتَلِيَهُ أَنَّهُ مَقْعَدِي، أَتَى شَابٌ أَسْمَر اللوْن؛ مُتوَسط الْقَامَةِ؛ ذُو ملامحَ عَصفت بِهَا الْحيَاة. جلس عَلَى مَقْعَدٍ فِي زَاوِيَةٍ مُقَابلَ الزَّاوِيَةِ الَّتِي أَنْزَوِي فِيهَا، طَلَبَ قَهْوَةَ "حَنِينٍ زِيَادَةٍ".

 أَشْعَلَ سِيجَارَتَهُ المَلعُونة التِي عَبَأَ دُخَانُهَا كُل الْمَقْهَى

 وَكَأَنَّهُ نَاقِصٌ لَعَنَاتٍ...!

 كُنْتُ أُرَاقِبُهُ مِنْ زَاوِيَتِي، تَارَةً يَستنشِقُ دُخَانَ سِيجَارَتِهِ وَطَوْرًا يَرْفَع رَأسَهُ إِلَى السقف وَيَنْفُخُ دُخَانَهَا وَيَأْخُذُ رَشْفَةً مِنْ قَهْوَتِهِ. هَلَكَت السيجَارَة وَلَمْ يَبْقَ سِوَى مَا بَيْنَ سَبابَتِهِ وَوَسَطَاهُ

 رَخَى الْقَبْضَةَ وَأَلْقَى بِمَا بَقِيَ عَلَى الْأَرْضِ وَدَاسَ عَلَيْهَا حَتَّى صَارَتْ فُتَاتًا

 عدَّلَ جِلستَهُ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى خدهِ، وَأندَهقتْ عَيْنَاهُ دَمْعًا

 يَبْدُو أَنهُ شَرَدَ بِأَفْكَارِهِ إِلَى زَمَانٍ مَضَى، لَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى الذكْرَيَاتِ

 رَأَيْتُ فِي عَيْنَيْهِ مَقبَرتيْن؛ دفنَ فِيهَا أَحلَامهُ وَأَمانِيَهُ وَحَبِيبَةً خَائِنَة

مَكْتُوبٌ عَلَى جَفْنَيْهِ قَصَص مَنْ وَارَى عَلَيْهِمْ دَمْعُهُ

 لَمْ أَسْتَطِع قِراءةَ القِصَّةِ كَامِلَة لِبُهْتِ جَفْنَيْهِ

 قَرَأت فقط أَنهُ كَان ضحِيَّةً بَيْنَ الْأَحْلَامِ وَالْوَاقِعِ

كَانَ يُحِبُّ وَالِدَتَهُ وَوَالِدَهُ وَإِخْوَتَهُ وحَبِيبَتَهُ. كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُوَفِّرَ لِوَالدِهِ حَيَاةً رَاغِدَة

 كان يُرِيدُ أَنْ يَمْسِكَ يَدَ حَبِيبَتِهِ حَتَّى النِّهَايَة

حبيبته التي أخبرته عِند آخر لقاء قبل عشرة أعوام أنها مسافرة وستعود بعد بضعة أشهر ولم تَعُد

انتصرت عليه الظروف وعاش يتخبط في مأساتهِ..


هايبون ذات أيلول بقلم : كمال مناع عيسى

 





هايبون - ذات أيلول

ذات أيلول يترع طقس الخريف،يسكب في عينيك شعرا،ويحمل حقائب الوقت،ويرحل باتجاه خلجان العسل،أعلم أنك كنت تأشيرتي إلى سماء أخرى،وشمس البلاد تتجرد من بعض حرها بعد آب اللهاب،لم أشعل حرائق الشوق بعد،وأنت على مصطبة

الزحام،ربما لم أحبك كما باقي العشاق،لكنه الحصاد المترف،أعدك أن أحبك وأكثر.



ذات أيلول

يسكب حالة حب

صبار المواقف.



كمال مناع عيسى.

اطرابلس ليبيا

هندسةُ الألمِ الأدبيّ: حين يتحوّل الوجعُ إلى بنيةٍ معرفية وجمالية: بقلم: عماد خالد رحمة

 





هندسةُ الألمِ الأدبيّ: حين يتحوّل الوجعُ إلى بنيةٍ معرفية وجمالية:

بقلم: عماد خالد رحمة _ برلين.

ليس الألمُ في الأدب انفعالاً عابراً، ولا دفقاً عاطفيّاً يندلق على الصفحة؛ بل هو ـ كما يصفه رولان بارت ـ «شكلٌ من أشكال المعرفة، يُصيب اللغةَ فتتوترُ وتبحثُ عن شكلٍ جديدٍ لقول ما استعصى قوله». فالأدب، في جوهره، هو تلك القدرة الفريدة على تشييد معمارٍ من الجراح، وابتكارِ هندسةٍ للوجع توازي هندسة العالم، أو تتفوّق عليها.

1. وجعُ الشعر: اللغة بوصفها جرحاً مفتوحاً.

يرى أدونيس أن الشعر «يمتاح من جرحه الخاص»، وأن الشاعر لا يبتكر اللغة إلا حين يُصاب بها. ولعلّ شعراء الحداثة ـ من بودلير إلى درويش ـ أدركوا أن القصيدة ليست تعبيراً عن الألم، بل هي صياغتُه في بنيةٍ تكثفية تُعيد ترتيب الفوضى الداخلية في إيقاعٍ قادرٍ على حمل ما لا يُحتمل.

إنها هندسةٌ عمودية، تُشيّد من النزيف سلّماً نحو المعنى؛ فالشاعر يفتح الجرح لا ليصرخ، بل ليجعل الصرخةَ شكلًا لغويّاً يُقيم فيه القارئ.

2. وجع القصة: الحكاية كأداة لقياس الشقوق الدقيقة في النفس.

اعتبر أنطون تشيخوف أن "القصة الجيدة هي التي تُشعر القارئ بأن روحه قد خُدشت بطريقة ما"، فالقصة القصيرة تعمل كعدسةٍ مكبّرة تلاحق التفاصيل التي تُهملها الحياة. إنها هندسةٌ أفقية، تختبر هشاشة الإنسان وهو يواجه قدراً صغيراً لكنه قاسٍ.

وفي هذا الفضاء، لا ينقل الكاتب الألم فحسب، بل يشكّله: يصمّم حركته، ويمنحُ الصمتَ هندسةَ حضور، ويجعل من الجرح نقطة ضوء تتوزّع على المسار القصصيّ.

3. وجع الرواية: المعمار الكبير للانكسار الإنساني.

يذهب ميلان كونديرا إلى أن الرواية ليست إلا «مختبرًا للوجود الإنساني»، أي المكان الذي تُختبر فيه قابلية الروح للانكسار وإعادة التشكل. فالرواية هندسةٌ مترامية الأطراف تُقيم جسوراً بين الذكريات والجراح والأحلام، وتجعل الإنسان مرئيّاً في أعمق لحظاته.

دوستويفسكي، من جهته، جعل الألم حجر الزاوية في بنية الرواية؛ فشخصياته تبحث عن الخلاص من جحيمها الداخلي عبر السير في دهاليز النفس. إنها هندسةٌ درامية تصنع من كل عطبٍ كياناً روائيّاً يعبر عن صراع الإنسان بين السقوط والنهضة.

4. وجع المسرح: الجسد بوصفه نصّاً من الألم الحيّ.

يرى أرتو في “مسرح القسوة” أنّ المسرح الحقيقي لا يُمثّل الألم بل يجسّده، ويخلق لغةً جديدة تصرخ بالجسد كما تصرخ بالكلمة. ففي المسرح، الألمُ معماريٌّ بامتياز: له حركةٌ، وصوتٌ، وظلٌّ، ومسارٌ على الخشبة.

وتتحوّل الخشبة، عند توفيق الحكيم وسعد الله ونوس، إلى مختبر سياسيّ وروحيّ، حيث يُعاد ترتيب الوجع الجمعيّ في مشاهد قادرة على إيقاظ الضمير أو فضح العبث.

5. الألم كقيمة معرفية وجمالية:

اعتبر نيتشه أن «كل فنٍّ عظيم يولد من الألم»، ليس بوصفه ندبةً، بل بوصفه قوّةً خالقة. فالأدب لا يهرب من الوجع، بل يحوّله إلى أداةِ تنقيبٍ في الأعماق، وإلى لغة ثانية للإنسان.

أما بول ريكور فيرى أن السرد، بكل أشكاله، هو محاولة لإعادة تأويل الجرح، وجعله جزءاً من هويةٍ قابلةٍ لأن تُروى؛ أي تحويل الألم إلى معنى.

6. هندسةُ الألم الأدبي: من الجرح إلى المعنى.

بهذا المعنى، فإن هندسة الألم الأدبي ليست انفعالًاً ولا شكوى، بل معمارٌ دقيق تُعاد فيه صياغة التجربة الوجودية عبر الشعر والقصة والرواية والمسرح.

إنها هندسةٌ للنجاة، تُعيد ترتيب الخراب الداخلي ليصير معرفة، وتحوّل الندبة إلى علامة قراءة.

وهي في الوقت نفسه هندسةٌ للحرية: لأن الإنسان، حين يُعيد تأويل ألمه، يملك دوره في كتابة قدره.

فالأدب العظيم، في كل أشكاله، ليس إلا محاولةً جريئة لترويض الألم، وتشكيلِه في بنيةٍ جمالية تُنير الطريق، وتترك في الروح أثرًا لا يُمحى.


نصوص هايكو بقلم: أنور الأغبري

 





صوت البلبل

أجمل من كل لحن

القارئ الكفيف!

___

في البحر

لا يزال يطفو

قارب الطفل الورقي!

___

الزمن الجميل

في غرفة جدتي

يفوح الريحان!

___

مرور القطار

بجوار حقول القصب

أصوات الناي!

___

بملمس خديها

يقرأ مشاعر حبيبته

كفيف!

___

فجر الربيع

أفتح نافذتي على صياح

الديك!

___

بحر مضطرب

يتمايل الزورق وأيضا

قلوب اللاجئين!

___

موجة حر

حول نافورة المدينة القديمة

حمام!

___

خلطة حناء

عجوز تُسرح شعرها

تهللت أساريرها!

___

رياح الخريف

حينما أفقد نفسي

ملاذي أوراق كتاب!

______

أنور الأغبري


نصوص هايكو

 





هايكو

 

هبة ريح

 تتدحرج بشائر

زهرة الهندباء

 

شطيرة زعتر

من جوفها تفوح

رائحة دماء


بياض  على صفار

تبتسم الصبية

زهرة المرغريت


حمرة الشفق

 تسقط في الفخ

شمس المغيب


كثبان الصحراء

حفنة رمل تتسرب

سنين العمر


سكون الليل

 قصيدة مسكوبة

في كأس اللقاء


سامية غمري


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات