(قصائد الرجع ..)
والرجع هنا ليس بالصدى، بل هو المطر الثقيل..من( والسماء
ذات الرجع )..
قصائد مكتوبة قبل 45عاما بقليل.. في بصرة العراق الفيحاء
-1-
هذا سلامُ القلبِ والمنازلِ المغلّقةْ
هذا سلامُ الجسدِ المرتدّْ
أبحثُ عن هوىً وعن قصيدةْ
أَهُزُّ فى دمي جيادَها
أراقبُ الشمسَ على شواطئِ النهَرْ
النهرُ كانَ نيلي
وكنتُ فوقَ ظلِّهِ أُكلِّمُ الوطنْ
تسافرُ العينانَ في عُبّابِهِ
تسافرُ الجيادُ نحو عُشبهِ الأخضرْ
(أبصرُ فوق شاطئٍ)
جميزةَ الأحزانْ
أقولُ هذا حُزنى
علّمنى أن أدخلَ القصيدةْ
ملفّعا بعشبةِ الوطنْ
-2-
(هيّأتُ لك الموضعَ الآمنَ
فاجلسْ)
وإنْ أردتَ أن تنامْ
فهاكَ قلبي فرشةً ممدودةْ
فى الليلِ حين تهجعُ الأشياءْ
ننهضُ من رقادِنا
نمشى إلى منازلِ البريةْ
نغسلُ فى الفضاءِ ثوبَنا المهلهلا
نأكلُ خبزَ اللهِ والبراءةْ
ــ سألتَنى من أينَ؟
ــ أنا ابنُ هذا الشعرِ
إذ يجيءُ من بريةِ الهوى
نطيرُ فى الفضاءِ وحدَنا
كأنٌَنا من نطفةٍ ليس لها رَحِمْ
3
النيلُ كانَ خارجًا من منزلِ الحبيبةْ
رأيتُهُ مُنتصبًا كقامةِ المراعي
يضحكُ أو يُغنّى
تفوحُ منه خمرةٌ ..
رائحةُ الأسرّةِ المُضمّخةْ
يخبُّ مثلَ الثورْ
يُطلقُ صوتَهُ.. "أنا هويت وانتهيت"
ويرتمي تحتَ الفضاءِ
جثةً تعافُها الاطيارْ
-4-
هذا سلامُ النيلِ يا امرأةْ
هذا سلامُ الجسدْ القتيلْ
فأبطئي السيرَ على صباحِنا
وشيّدي المساءْ
منازلا تَسكنُها الدماءْ
فنحن أهلُ الوطنِ القاتلِ والمقتولْ
-5-
بللٌ فى قميصِ الهوى
بللٌ في قميصى أنا
بللٌ فى الدماءْ
الرياحُ التى كشفتْ سرَّها
قالت : الماءُ ملءُ النهَرْ
فذهبْنا إليهِ،
نُحدَّثُهُ عن يمامِ الفصولِ
عنِ الحبِّ إذ نرتديهِ لُباسا
فضاحكنا .. وأمالَ الجسدْ
نحو أقدامِنا
ثم ألقى مواعظَهُ واستراحْ ..
ـ6ـ
"أمل دنقل"
أنتَ الذي علَّمتَنى حكايةَ البكاءْ
بين يديْ حبيبتي فى أولِ الحبِّ الذي أقالني
عن وردةِ الأشياءْ..
هذا طريقُ السفرِ المقسومْ
مشيتُ فيهِ
لم أكن ْوحدى على ذراعِ الريحْ
علّمتَنى كيف تقومُ الروحْ
تنهضُ من مغارةِ الجسدْ
تنهضُ من سريري ...
علّمتَنى أن أهتدي لخطوةِ المصيرِ
البصرة عام ١٩٨٠
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)





