الهروب من الواقع بقلم : صالح مادو

 



الهروب من الواقع

عبر الفيس أتصلُ

كلما رغبتُ الهروب

من واقعي

أفتح نافذتي

نحو الحلم

صرت عاشقاً

للكلمة

ومسافرا

ابحث عن الحب

اكتب كلماتي

اتلذذ بها

اكتب احزانا عن مدينتي

و احلامًا حلوة

تضىءلياليَّ

ألتقي مع الشاب والشيخ

الفتاة والمرأة

أحب الكلام الجميل

تقاعدي جعلني

ابحث عن حياة جدبدة

ألغي بها الفراغ

الذي اعيشه

اتجول هنا وهناك

أبحث عن أحلامي

ما بين الحقيقة والخيال

....

صالح مادو

المانيا 9/11/2025


تانكا بقلم حسام أحمد

 





بين أبجديات الحروف

أُنقّب عن الدهشة والجمال

 كلّما همست

 

يرتجف اليراعُ، يصفر الحبر

تذوب الحروف قبل أن تولد.


حُقُولُ الضَّبابِ بقلم : Abd Elghafour Abu Alhasan

 




حُقُولُ الضَّبابِ

 

يَكْتُبُنا الزَّمَنُ بِما شاءَ،

وَما لا... نَشاءُ

كَأَنَّنا بَيْنَ حُرُوفِهِ حَرَكاتٌ عَبَثِيَّةٌ

صَمّاءُ.

كَبيتِ شِعْرٍ يَحْكُمُ آخِرَهُ

رَغَباتُ الشُّعَراءِ.

أَوْ رُبَّما بَعْضًا مِنْ كَلِماتِ جُبْرانَ،

خَطَّها القَلْبُ،

لَكِنْ بِماء.

أَوْ حُقُولًا مِنَ الضَّبابِ مَفْرُوشَةً،

تَنْتَظِرُ زَوالًا،

بِنِسْبَةِ هُبوبٍ...

بِإِشْراقَةِ شَمْسٍ...

بِسَلامِ هَواءٍ.


حكاية عمر بقلم Lou Dji

 




تجلس على عتبة الوقت، تتكئ على صمت أثقل من ذاكرة الجدران، وتحدّق في نافذة تطلّ على الفراغ الذي خلفه الغياب، بين يديها هاتف أكله الصدأ، ينتظر رنّة تُعيد إلى الأيام نبضها، وإلى العمر معنى الانتظار.

كلّ شيء حولها يوحي بالقدم، غير أنّ الانتظار جديد كلّ صباح، يولد معها حين تفتح عينيها على غيمة من الذكرى، وتشيّع مساءها بنظرة معلّقة في أفق لا يأتي.

 يمرّ الزمن أمامها ببطء، يجرّ خطواته فوق بلاط القلب المتعب، وهي تنصت إلى الصمت كأنّه رسالة مؤجلة من ماض أبى أن يُفصح.

في وجهها أخاديدُ حكاية حفرتها السنين بإبرةِ الوحدة، وفي نظرتها وهج روح لم تستسلم بعدُ لتيبّس الحنين.

 كم من مرّة وعدها الغياب بالعودة، ثم مضى نحو مجهول لا يعرف الرجوع؟ وكم من رنّة كاذبة أوهمتها بأنّ على الطرف الآخرِ قلبا ما زال يتذكّر اسمها؟

صارت النافذة مرآة الروح، والزجاج يغشاها رماد المواسم. خلفه غابة من الفقد، تتعرّى أغصانها كلّما مدت عينيها نحو الأفق، ويد مضمومة تحت الذقن تروي حكاية قلب ساجد تعب من السؤال.

هكذا يتحول العمر إلى حوار صامت مع الغياب، وإلى يقين بأنّ الأشياء تفنى، غير أنّ الذكرى تبقى تتنفّس في الزوايا الباردة، هناك، بين سكون الجدران وأنين الهاتف العتيق، تنسج العجوز حوارا مع اللامرئي، وتستظلّ بظلّ الذين رحلوا، علها تظفر بنداء من وراء الغياب، أو تنهيدة تقنعها بأنّ الانتظار صلاة، وإن تأخر الوحي.

      Lou Dji  🏻


(تانكا): يوسف فلوح محمد

 




شمس الشتاء

نحو الغروب

تجر أذيالها،


وجهها الساطع

مرآة نور جمالها !



البيت .. صديقي البيت بعيد جدا بقلم مهدي مصطفى

 




البيت.. صديقي البيت بعيد جدا

عند الباب تغني

السيدة الهرمهْ

كنت شقيا..

أخلع أرديتي..

أُصبح آدم في اليوم الأول..

كانت جارتنا الابنة الصغرى للرجل المتجول في الليل.

تتراقص وتمثل دورا عن حواء

وكما سمعت من شيخ الجامع

يا ابن الهالك.

قال الجد الراكب فوق حمار أبلق.

قالت أم البنت الملعونة

اقتربت آخرتي

قال الجد.. إن زمانا يتقلب..

اللعنة..

سوف نمر سريعا دون مشاهدة الغابة..

ابتسمت أم البنت من التورية الفاحشة لجد ينتظر المائة الأخرى.


نصوص هايكو بقلم: أنور الأغبري

 




نصوص هايكو

عجوز الحارة

تُحدق مليئًا في يديها

 تنهيدة عميقة!

___

هدير البحر

موجة تلو موجة

أغسل أحزاني!

___

أيتها الفراشات

تنافسين قوس المطر

بالجمال!

___

أصداف البحر

تبدو أكثر لمعانًا

بالأمواج!

___

نافذة الغرفة

من مسافة صفر

أقطف جوافة!

___

قوس الألوان

عيونك ترى كل الأشياء

بعين الجمال!

___

ليلة باردة

على بطانية الطفل يقف

دُب قطبي!

___

بيت مهجور

وحدها خيوط العنكبوت

تسكن فيه!

___

ألوان متألقة

قوس الألوان والفراشات

توأمان!

___

كل فجر

أطل على الشرفة

وأصافح عِطركَ!

______

أنور الأغبري

اليمن


سطر من حكاية بقلم: أحمد هاني

 




..سطرٌ من حكاية.....

على بتلات ورد تقاطر ندى

لم يكن له صوت

والرؤية ضباب

تضيع في المدى

حرفٌ يُسابقُ حرفاً

تصطفُ الكلمات بنسقٍ

ويغيب القمر

ولا يأتي الصدى

هي شذرات القلب

حين يمضي النبض

يرتد للَوتين

يُخالطه بشريان الهدى

ولا يظلُ الطريق

فتذهب العثرات سُدى

يا أنتَ..!!؟

كم يحدوك الصمت..؟؟!

بأول السطر كنت البداية

بآخر السمع

 تُنهي الحكاية،

فتكون أنت

يتعطر الوريد أريج الشذا

هاهنا. رسم ووشم

 على صفحة الأيام

تدور..

دوار الرحى....!!!

..

بقلمي

أحمد هاني


موسيقى الحياة بقلم: محمود عبد الشافي

 




موسيقى الحياة

مرت على حروف اسمه

بقطعة قطن بيضاء

محته من الذاكرة

تنهدت بعمق

ياللرجل المسكين

لم يكن حبا

أعتقد

كان مايشبه الحب

أغلقت النافذة

استدارت

واجهتها آلة البيانو

فوق البيانو صورة تذكارية

لأول دروس الموسيقي

هو...نعم كأنه من الماضي البعيد

أصابعة النحيلة

تمر بخفة عصفور فوق مفاتيح البيانو

ليتماوج اللحن مع خفقات قلب يتعلم لغة

الموسيقى

هل كان وسيما بما يكفي؟

هل كان حنونا ك أب؟

مبهج كموسم ربيع

لم يتحمل قلبي العليل

كل هذا الحب

أنكرتة كما أنكر التلاميذ

السيد

لحن المساء الحزين

مع كل آنة عود

كان يسقط قلبي من الدور الخامس

وسط حديقة مهملة

أتعبني الحب  حين تورد خدي وتفتح أمامي ربيع أيامي، امتلأ القلب حتى الحافة بنعمة المحبة

أتعبتني الحرائق التي يتركها ترعي بجسدي

حين يغادر درس الموسيقى

الموت في حضوره بجوار أصابع البيانو

الموت حين أكون وحيدة بفراشي

مدت يدها لعلبة الدواء

تناولت حبة المهدئ

اشتعلت الغابة المحترقة من جديد

أخدت حبة أخرى حبتين ....غابت هناك

حيث الحلم الضائع والحديقة المهجورة

محمود عبد الشافي


هايكو بقلم: مصطفى عبد الملك

 



هايكو

يالزهر الربيع...

من قِطعٍ متجاوراتٍ

رائحة واحدة


ريح صرصر؛

كل الأوراق المتساقطة

سفر الغروب


نسمة ربيع

تقلبُ صفحة مفتوحة

على الشتاء


شعاع ضوء–

عالمٌ يفيض حركةً

جسيمات غبار


ريح المساء؛

صفير جذع أجوف،

عواء كلب!


صيفٌ ساكن–

تحلقُ كبطٍّ مهاجرٍ

غيمةُ الأصيل


ياللترف...

تفاحة لحاف النوم

تسد الجوع!


ياللمشروع…

مواسير مياه القرية

سقوف مرفوعة!


عود الثقاب–

لحظة ضوء قصيرة

 هبة ريح


فراشات الليل

حول فانوس جازِيّ

طواف الوداع


مصطفى عبدالملك الصميدي

اليمن


نهاية الحكاية بقلم :سعيد ابراهم زعلوك

 



نهاية الحكاية

جلست الحكاية على أطراف الليل،

تئنُّ تحت ثقل الكلمات الضائعة،

تغلق أبوابها برفق، كما يغلق الليل نافذة على المدينة،

وتهمس للغياب بما لم يُقال بعد.

الأحلام التي لم تولد بعد،

تنتظر ضوء الصباح،

والذكريات، حتى المرّة منها،

تتحول إلى نجوم صغيرة تهدي الليل،

ورائحة الغياب تمتزج بهمس الريح،

كأن الزمن نفسه يراقب خطواتنا الصامتة.

القلب يهمس باسمك،

ويبقي على ما بقي لنا من ضوء،

لعل الصمت يصبح لغةً تفهمها الروح،

والرحيل يتحول بداية،

وفي كل ظلٍ، نرى بصيص الأمل يلمع.

كل نهاية، مهما بدت حزينة،

هي دعوة لنكتب بأيدينا

ما لم يُكتب بعد،

بشغف، بحب، وبإصرار على ألا يزول النور،

ونمضي، حاملين معنا ضوء الحكاية،

ونؤمن أن الليل مهما طال،

هو مجرد مدخلٍ لفجرٍ جديد.

سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات