ذات مساء –
نسائم الأشواق تنساب
صوت الغياب
ساعة الحائط –
تكتب شروق ضحكتك
وقتٌ من نور
وجع داكن –
يطرق باب القلب
موجة حنين
ابتسامتك الآن –
معطف أرتديه
برد قارس
في عتمة الليل –
يتّقد حبك بصمت
قمر بلا ظل
حسام أحمد
حكايا الضاد في محراب الجنون، همسات ورؤى نقدية، تمردات ريشة وبقع ألوان، فلنتوحد حد أقاصي الملكوت
ذات مساء –
نسائم الأشواق تنساب
صوت الغياب
ساعة الحائط –
تكتب شروق ضحكتك
وقتٌ من نور
وجع داكن –
يطرق باب القلب
موجة حنين
ابتسامتك الآن –
معطف أرتديه
برد قارس
في عتمة الليل –
يتّقد حبك بصمت
قمر بلا ظل
حسام أحمد
في قلب العاصفة
يرتب الهواء حولهم
كما يرتب حبه
صغار تهجع
والطير ينسج الليل
خيمة دفء
آخر قطرة
تلامس ريشه وحده
أبوة الضوء
جناح أم
يحمي صغار الحلم
من مطر العالم
خطوة بعد الركام
تحميهما من شظية
مطر من نار
سماء غاضبة
بثوب رث لا يصد
تهدأ القلوب تحتها
بجناح واحد
تستر خوف الطفلتين
عالم غافل
ركام مساء
تحرسه أم بالحب
عش ينتظر فجرا
ضوء منقطع
خطوة أم في الظلمة
أجنحة طير
ثوب يرتجف
الريح تحمل صراخا
طير لا ينام
جوليا الشيخ
مطر ساجد
يوقظ عصب الذاكرة
صلاة الوجد
غيم غاضب
يكسر قيد الصمت
عرين الحنين
قطرة ناطقة
تنطق قلب العاشق
لوح الاعتراف
ريح متبتلة
تمسح خطيئة الانتظار
ستر الرجاء
رذاذ متوحد
يقضم حافة الليل
نشيد الشوق
برق فاضح
يشق جلد الأسرار
مقام الكشف
رعد متدلّه
يجرف ظل الجرح
عرش العاشق
سحاب منفي
يسوق فؤاد الروح
موطن المطر
Lou Dji
بلا قيد ولا شرط
……..
14 ومضة و نص
……………
شارقة
بهاء يحتضن استرخاء
أيقونة رجاء
..
عالقة
بين شرق وغرب
غيمة حب
..
سابقة
عصرها تبر
وزمانها حبر ..وأوتار
..
خافقة
قلوب العاشقين
هبوب أم ذنوب ؟
..
سارقة
الكحل من العين
نظرة لجين!..
..
حاذقة
بعفوية تشبه الغوغائية
تنفض المجالس
..
حارقة
كلمات ليست كالكلمات
و وشوشات
..
مارقة
بلا أصل..
ولا فصل
النصل
حاد!
..
شاهقة
تلك الشربينة
حد السحاب؛
يعلو يعلو..
سنجاب 🐿️
..
عابقة
الجورية الصفراء
من جارتها
كم تعاني
من الغيرة العمياء !
..
سامقة
قصيدة حب
بمركب البحيرة
على متنه ياسمين
تنثر حنين
..
واثقة
للأمام خطوة
للوراء مثلها
رقصة
تشاتشا!
..
غارقة
بشبر ماء ..
تتعلًم السباحة
كمنطاد بلا بالون
ولا قداحة
..
نافقة
ورود حمراء
🌹 ترقد
على قبور
الفقراء!
..
راتب كوبايا 🍁كندا
*****
نصوص هايكو
في الصحراء
لا أثر لأقدام المارة
لأعود!
___
بإيقاع شرقي
ينخر ساق الشجرة
نقار الخشب!
___
ذهابًا وإيابًا
تود لو تلمس السماء
فتاة المرجيحة!
___
ذوبان الثلج
تنزلق في رَدْهة الحُبّ
كل البدايات!
___
من النافذة
أراقب هفيف الريح
وشدو البلبل!
___
عود ثقاب
بيد الطفل الصغير
حريق غابة!
___
بين الركام
لا تزال إشارة النصر
مرفوعة عاليًا!
___
حالة شهيد
في فناء المنزل
البلبل يشدو!
___
صباح خريفي
الأرملة تُحدق في الشجرة
تشابك الأفنان!
___
أوراق الخريف
ما يأتي بالسهل
يذهب بالسهل!
______
أنور الأغبري
حينَ هَرَبَتْ مِنِّي السِّنِينْ،
وأَثْقَلَ قَلْبِي الحَنِينْ،
وَتَاهَتْ خُطَايَ عَلَى دَرْبِ حُزْنٍ،
وَغَابَ صَدَى الفَرَحِ الدَّفِينْ.
نَادَيْتُ لَيْلِي،
فَمَا جَاءَنِي صَوْتُهُ،
وَسَافَرَ فِي الدَّمْعِ حُلْمٌ بَعِيدْ،
وَبَاقِي الأَغَانِي تَبِيضُّ عَلَى الشُّرْفَةِ،
وَتَمْضِي كَطَيْفٍ يُعَانِقُ لَحْظَاتِ صَمْتِي.
كُنْتُ أُغَنِّي لِوَجْهِكِ،
وَالنَّجْمُ يَهْرَبُ مِنِّي،
وَكُنْتِ الحَنِينَ الَّذِي لا يَزُولْ،
تَرَكْتِ عَلَى قَلْبِيَ الْمَطَرَاتِ،
وَرِيقَ الحَكَايا، وَعِطْرَ الفُصُولْ.
يا مَنْ سَكَنْتِ دِمَائِي،
كَيْفَ أُخْرِجُ نَبْضَكِ مِنِّي؟
كَيْفَ أُقَنِّعُ ظِلِّي
بِأَنَّ الرَّحِيلَ نِهَايَةُ حُبٍّ؟
وَأَنَّ الغِيَابَ وُجُودٌ جَدِيدْ؟
رُدِّي لِيَ اللَّحْظَاتِ الَّتِي ضَاعَتْ،
وَالنُّورَ الَّذِي كَانَ يَمْلَأُ عَيْنَيْكِ،
فَقَدْ تَعِبَ القَلْبُ مِنَ البَحْثِ،
وَصَارَ الحَنِينُ زَادَ المَسِيرْ.
وَالآنَ...
لَا شَيْءَ يُوجِعُنِي غَيْرُ صَمْتِي،
وَلَا شَيْءَ يُؤْنِسُنِي غَيْرُ ذِكْرَاكِ.
تَعَلَّمْتُ أَمْشِي عَلَى ضَوْءِ غِيَابِكِ،
وَأَبْتَسِمُ لِوَجْعِي كَمَنْ يَفْهَمُهُ.
فَإِنْ عَادَتِ السِّنِينُ،
سَأُرَاوِدُهَا عَنِ البَقَاءِ...
وَلَكِنْ، دُونَ أَنْ أَنْتَظِرَ أَحَدًا.
سعيد إبراهيم زعلوك
ينظر إليّ،
أعرفه… ولا أراه.
وأنا الأعمى.
نسيم الربيع
حفيفه يمرّ فوق وجهي،
ولا أسمعه.
هدير البحر
في جوف الظلمة
وميضُ أمل.
سماء غائمة
يومض ضوء القمر،
أسمعه قبل أن يتكلّم.
محمد العلوي آمحمدي
إلى وعد⁵
أكتب لكِ الآن كمن يمشي داخل ضبابٍ كثيف، يحمل معه خرافةً صغيرة عن نفسه،
ويخشى أن تنطفئ هذه الخرافة قبل أن يصل إليك... لم أعد أثق بذاكرتي،
أصبحتْ مثل خزان ماءٍ مثقوب، يُهدر ما تبقى من الأيام، قطرةً قطرة، حتى
باتت اللحظات تنسلّ، من بين أصابعي كأنني أحاول الإمساك بدخان متقطّع.
أحيانًا أصحو وأشعر، أن رأسي غرفة قديمة مكسورة النوافذ، يجتاحها هواءٌ
بارد قادم من ليلٍ لا أعرف مصدره... كل شيء بداخلها يتحرك داخلي ببطء: الأسماء،
الوجوه، الأماكن، الاثاث، والنوافذ... كل الأصوات تتداخل فيّ كأنها قادمة من غرفٍ
في مستشفى مجاور، لا أستطيع التمييز بينها، ولا أعرف أيها لي، وأيها مجرد هلوسة.
أخاف يا وعد؛
أخاف أن كل ما يحدث، ليس فقدًا للذاكرة فقط، أن يكون تلفٌ في الجانب الذي
كنتِ تقيمين فيه مني... كأنكِ تحاولين الخروج من رأسي، وتتركين ورائكِ كرسيًا
فارغًا يتحرك وحده، يبكي وحده، يغلبه البكاء فيضحك وحده، ويعرف أني لن أجلس عليه
مرة أخرى... أخشى تلك اللحظات، التي يتوقف فيها الزمن فجأة، ثم يعاود الدوران،
لكن بطريقة غريبة، مثل مروحة معطوبة تصدر صوتًا حادًا، ولا تمنح هواءً
كافيًا...
تلك اللحظات التي أسأل نفسي فيها:
هل قلت هذه الجملة من قبل؟ هل مشيت في هذا الشارع؟ هل أحببتُكِ حقًا… أم
أني اخترعتكِ لأستطيع التحمل؟
وليس هذا وحده ما يرعبني، ما يرعبني أكثر، أن الوطن نفسه بدأ يتسرب من
رأسي،
كأن الخراب أكل أطراف الذاكرة لدرجة أنني أضيّع الخرائط التي تربيت
عليها...
أحيانًا أنظر إلى العلم فأحسّه غريبًا،
ليس لأنه تغيّر… ربما لأن قلبي تغيّر.
كأنني أعيش في بلدٍ يرميني كل يوم خارجَه،
وأنا أعود، أعود كالمهزوم، كمن يطرق باب بيتٍ لم يعد بيته... أعود، وأعود.
تدرين يا وعد، ماذا يعني أن تحاول تذكّر بلدك، فلا تجد فيه سوى أصوات الانفجارات؟
ماذا يعني أن تتذكر الأزقة، فتتفجر في رأسك صور الشظايا بدلًا من أصوات
الطفولة؟
ماذا يعني أن تحاول استعادة رائحة الخريف، فتشمّ بدلًا منها رائحة
البلاستيك المحترق ولحمٍ مشوي لا تعرف لمن ينتمي؟..
أخشى يا وعد، أن يتحول الخراب إلى ذاكرة أصلية، وأن تختفي الذكريات
الجميلة، كأنها إشاعات… أخشى أن أصدق أننا، لم نكن يومًا سعداء، ولا آمنين، ولا
قادرين على الاحتضان... أخشى أن يصبح الوطن مجرد كابوسٍ قديم أستيقظ منه بلا
أسف...
والآن يا وعد،
اذا ما ضعتُ يومًا، وابتلعني النسيان كما تبتلع المدن الغارقة أبناءها،
فتذكّري فقط أنني حاولت… حاولت أن أكون نورًا صغيرًا في ظلامٍ مهول، حاولت أن أحمي
ما تبقى من قلبي ومن البلد، وحاولت، بكل ما فيَّ من وهن، أن أصل إليكِ… حتى لو
وصلتُ متأخرًا، مهزومًا، ومحمولًا على كتف الذاكرة المكسورة.
هذه نهاية الرسالة يا وعد…وليست نهاية الحكاية... فالروح — حتى حين تتلف —
تبحث بطريقةٍ ما، عن يدٍ تؤمن بأنها ما زالت تستحق أن تُمسَكَ بها.
الطيب عمر