حين فاقت البلاد بقلم: الطيب عمر السنوار

 



حين أفاقت البلاد،

كان الضوءُ أعرج،

يمشي على عكّازٍ من دخان.

كانت الطفلةُ هناك،

تكبرُ في صمتٍ،

تحملُ في عينيها

ظلَّ أمٍّ لم تَعُد،

وفي صدرِها

نشيدٌ بلا لحن.

رأتْ:

أن النيلَ رجع،

لكن لونهُ تغيّر

بات يشبهُ المرآةَ

حين تبكي.

رأتْ:

أن الشجرَ

يحاول أن يورِقَ من جديد،

لكنّ كلَّ غصنٍ

كان يحملُ على كتفيه

شهيدًا صغيرًا.

وفي آخرِ الحلم،

كانت البلادُ

تُرضِعُ الطفلةَ من جديد،

تقولُ لها:

اشربي،

هذا ما تبقّى من قلبي،

من ترابي،

من أغنيتي القديمة.

الطيب عمر السنوار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات