سلسلة الهايكو بقلم: انفاس الحروف

 




سلسلة الهايكو


بعنوان: أصداء الغياب


أوراق صمتٍ

تسقط فوق نافذتك

ريح لا تعود


نهر الأحلام يجف

بين شفتيّ الفقد

قاربٌ بلا شراع


قمر يذوب في البحر

وظلّي يركض خلفه

لا أثر للخطى


رمال الليل تصرخ

بعينيك الغائبتين

صدى فراغي


نافذة بلا ضوء

تهرب منها الطيور

إلى قلب الغياب


حين يكتبني الحب بقلم : فاطمة شيخموس

 



حين يكتبني الحب

تتفتح في القلب نوافذ الغياب

يطل وجهك من بين السطور

فأرتبك بين وعد اللقاء

وصمت الأوراق

حين يكتبني الحب

أكتفي بنصف ابتسامة

وبحلم يزورني مع الفجر

كأنه سلامك العابر

على ضفاف الاشتياق

 حين يكتبني الحب أتبدل

تصير الكلمات أكثر صدقاً والنبض أكثر وضوحاً

أمشي بخفة كأن الأرض تعرف سري وأصمت لأن الصمت وحده يليق بالدهشة

لا أكتب الحب بل هو الذي يكتبني يخطني بحبر من شعور لا يشبه شيئاً

ويتركني معلقاً بين المعنى والحنين

.....

فاطمة شيخموس


قصائد تصلح أن تكون عكاكيز لأخر العمر بقلم : سعيد العكيشي

 




 قصائد تصلح أن تكون عكاكيز

لأخر العمر

____________________________

كل الذين لديهم حسابات غرام

في بنوك العشق, لم تصلهم إلا

 إشعارات بأحلامهم المنكسرة

بين الحين والأخر,

أحياناً يجلسون على أطراف

المدى, يقضمون أظافر الوقت

من الندم,

أحياناً تنتابهم نوبات حسرة,

 تُفقدهم الوعي تماماً لساعات,

وفي أحايين كثيرة, تنتابهم نوبات

شعر تأخذهم على محفة الخيال

 إلي السماء,

يعبرون الزمن بخطوات حثيثة

 نحو السراب,

تتآمر عليهم الأيام،

يخذلهم الحظ،

حتى الربيع ينصب لهم الأفخاخ

على قارعة الفصول,

الليالي المقمرة لم توصلهم إلا

 إلى باب الشيخوخة المبكرة,

الليالي المظلمة تركتهم عالقين

 في السماء،

 يبحثون

- عن قمرٍ غادر سماءهم إلى منفى

مجهول،

 كان يرشدهم للطرقات

في الليالي الحالكة,

_عن نجمة تائهة عن مدارها كانت

دليلهم لوجهات أقل مشقة وعناء،

_عن غيمة طارت بعد النوارس الي

شاطئ حزين,

الغرقى الذين انتحروا في البحر

بسبب خسارتهم لأرصدتهم في

بنوك العشق,

 تركوا وصاياهم للنوارس,

كل الذين لديهم أرصدة في بنوك

العشق،

 لازالوا عالقين في السماء,

 يبحثون,

عن قصائد شعر تصلح أن تكون

 عكاكيز تسند أجسادهم المرتعشة,

في الوقت البدل ضائع من أعمارهم,

ثم يموتون, وبداخل كل عاشق

 حشرجة أنين وجع ,وظل امرأة.


    سعيد العكيشي/ اليمن


حين يكتبني الحب بقلم : عفاف اندراوس


 


حين يكتبني الحب

يبدأ لحن التجني

نغما ينساب بالقلب

تنسلخ روحي مني

إليك أيها الغائب الحاضر

في كل جزء مني

حين أكتب عن الحب

تتراكم الأحزان

والحب يكتبني

قصيدة في مهب النسيان

حروفها تُبعثرني

يأخذني إليكَ الطوفان

أغرق في تفاصيلك

وتغرقني

...

بقلمي

عفاف اندراوس


البحث عن نبهان بقلم: فوزي نجاجره



 

قصة قصيرة بقلم : فوزي نجاجره

البحث عن نبهان

ميس الريم تقول:

يا الله، كم احترت في إيجاد وسيلة تقودني إلى عنوان عائلة نبهان. ومن بين محاولاتي الكثيرة في البحث عن هذه العائلة، لجأت إلى الشبكة العنكبوتية مستخدما محرّك البحث جوجل ، لكن في كل مرة كانت النتيجة واحدة: لم يتم العثور على هذا الاسم.

بعد أن جبتُ القدس وبيت لحم دون جدوى، قررتُ متابعة البحث في وسط فلسطين المحتلة، في مدن يافا واللد والرملة. في يوم جمعة، سافرتُ إلى يافا قاصدةً الجوامع هناك. أدّيت صلاة الظهر في جامع المحمودية العريق، ثم حاولت التحدث مع الكثير من الناس، أستعلم منهم عن عنوان لعائلة نبهان إن كانت تسكن في المدينة أو بالقرب منها، لكن كل محاولاتي باءت بالفشل. أمضيت نصف نهار أتنقل بين حي المنشية وحي العجمي أسأل هنا وهناك دون فائدة.

سرتُ بعدها على أحد شواطئ يافا، فاستوقفني مبنى عربي قديم كان يستخدم يومًا كمكتب للجمارك الفلسطينية في زمن العثمانيين والإنجليز. اقتربت منه وقرأت لافتة على جداره مكتوبة بالإنجليزية والعبرية تقول:

"تم تحرير هذه المدينة من الغرباء العرب بتاريخ السادس والعشرين من نيسان عام 1948."

كم آلمتني هذه العبارة! تحرير من الغرباء العرب؟!

أحسست بدوار يضرب رأسي، وشعرت أن جوهر هذا العالم يرتكز على الظلم. أيّ كذبٍ هذا؟! أيمكن أن يكون أصحاب البلاد الأصليون غرباء، بينما القادمون من أوروبا وأمريكا وأستراليا هم أصحابها الشرعيون؟!

جلست على الرمل أحاول تهدئة انفعالاتي. رحت أراقب الناس الذين يمارسون رياضة المشي على الشاطئ في المسار المخصص للمشاة ولراكبي الدراجات الهوائية. مرّ كثير من الصهاينة أمامي، فلفت نظري رجلان بين الستين والسبعين من العمر، يعتمران قبعتين تدلان على عجرفتهم وكبريائهم، توحي ملامحهما بأنهما متقاعدان.

حين أصبحا أمامي، لحق بهما طفلان فلسطينيان يركبان دراجتيهما الهوائيتين، لا يتجاوز عمرهما العاشرة، يضحكان ويغنيان ببراءة وفرح. اقترب الطفلان ببطء من الرجلين المتبخترين، وفي لحظةٍ خاطفةٍ، التقط كل منهما قبعة أحد الخواحات، وأسرعا مبتعدين ضاحكين. توقفا على بعد خمسين مترًا، ثم صرخا قائلين: 

"أنتَ وهو... هذه قبعاتكم القذرة! اختفوا عليكم وعليها ، انظروا إليها!"

وبحركةٍ جريئةٍ طوحا القبعتين إلى موج البحر، ليتولى الموج إكمال مسخرتهما وتهزيئهما . حاول الرجلان اللحاق بالأطفال فلم يفلحا، فاتجها نحو البحر يطاردان الموج، يرجوانه أن يعيد لهما قبعاتهما، وهما يسبّان ويشتمان العرب بأقذع الألفاظ.

غاب الطفلان نحو عشر دقائق، ثم أعادا الكرّة مع رجلٍ وزوجته يمشيان على الشاطئ في خيلاء . وفي مشهدٍ مماثل، اختطف كل طفل قبعة أحد الزوجين، وانسحبا مسرعين وضحكاتهما تملأ المكان. صاح الزوجان مهددين ومتوسلين أن يعيدا لهما القبعتين، لكن دون جدوى، إذ سرعان ما قذفا بهما إلى البحر من جديد، ليعبث الموج بهما كما شاء.

وعندما يئس الزوجان، توجّها إلى البحر يناجيانه برجاءٍ أن يعيد لهما قبعاتهما، وهما يقذفان الأطفال بشتائم باللغة العربية الفلسطينية نفسها، التي سرقوها من أهلها، كما سرقوا مدينتهم يافا عام 1948.

نهضت من مكاني وتبعت الطفلين وسألتهما:

– مرحبًا يا حلوين، هل أنتما من أهل يافا الأصليين؟

– نعم، نحن يافاويون، وهذه مدينتنا.

– يا أطفال، هل تعرفان أين تسكن عائلة نبهان محمد عيسى كنعان؟

نظر أحدهما إلى الآخر، ثم نظرا إليّ وضحكا كما لم يضحكا من قبل، وقال أحدهما:

– وهل نبهان هذا رجل صالح؟

أجبته:

– ألا تعرفانه؟! إنه بطل من أبطال شعبنا الفلسطيني!

قال طفل بابتسامة واثقة:

– أعتقد أن روحه تسكن فينا...

ثم مضيا يلهوان من جديد، وضحكاتهما البريئة تملأ الشاطئ، وكأنهما يعيدان للحياة معناها المفقود.

كان ذلك بعد ذكرى الثلاثة وسبعين عامًا على احتلال مدينة يافا .


ركام بقلم: بياض أحمد - المغرب



ركام****

بحر أشواق عينيك

ليل خلايا النجوم......

تسابيح رمل

غيث واحة

وشاح نبيذ

تنورة الأقداح

طفل موج

لغة القوارب

زهرة عين

قيد الشعاع

صوم الخوابي

إكسير العطش

نسيج الوداع

مرآة سحابة

عين الضحى

صفصافة شمس

مدينة في العراء

غيمة الوجود

جسد موشوم بالتراب

رماح الوصايا

خمرة البراري

أساطير الظمأ

ولادة آتية

شعلة المغيب

صخرة سيزيف

جنين المقل

حلم عابر

دعوة الحروف

همس الريح

صوت الرمل

حديقة الأرواح

تتآكل في صمت

وأقرا

على تاج عينيك

لغة القمر....

ذ بياض أحمد المغرب


هايكو بقلم: أحمد العكش

 



أَعودُ لِطاوِلَتي

فَراغٌ يَسكُنُني 

سَحابَةُ مَطَرٍ


أَعودُ لِطاوِلَتي 

أَحمِلُ الحَياةَ 

رُوحٌ جَديدَةٌ


أَعودُ لِطاوِلَتي 

لا يُوقِظُ الحَنينَ 

سِوى كَلِماتِكَ


أَعودُ لِطاوِلَتي 

في جَريدَةٍ قَديمَةٍ 

ذِكْرَياتٌ تُقْرَأُ


أَعودُ لِطاوِلَتي 

رائِحَةُ القَهوَةِ 

تَرْتَشِفُني


أحمد العكش

نصوص هايكو: بقلم مهدي مصطفى

 



ريحُ المساءِ

تمرّ على أطلالِ قلبي

تنسى اسمَه


 

على بابِ الغياب

وضعتُ حجرًا صغيرًا

يدلّني الطريق


 

لا شيء هنا

إلا ظلّ صوتكِ

حين أنادي


 

غيمةٌ وحيدة

على جبينِ الجبل

تُعلّق حلمَها



كلُّ نجمٍ يسقط

يحملُ رسالةً

لم تُقرأ


 

تحتَ الشجرة

أسمعُ أوراقي القديمة

تتحدّث



في المقهى المهجور

فنجانُ قهوةٍ بارد

ينتظرُ عاشقًا


 

رفيفُ الحمام

يوقظُ نافذة

ذكريات البصرة



خطوةٌ على الرمل

تكفي لتقول

مررنا هنا



آخر الضوء

يتلاشى مع الأفق.

اسمي


المساء ...وأنت حكاية تختلف بقلم: عابر عزالدين

 



المساء ...وأنت حكاية تختلف

أحتاج لحبر وفنجان قهوة وهدوء لاكتب قصيدة

على هيئة اطلالتكِ بين الحروف ومعانيها

احتاج لهدوء عميق

يخيل لي أن كل القصائد ذابلة

إن لم تروى بهطول اسمكِ

كيف تنتفض المحابر هيبة إذا ما سطرت ذكرت إسمكِ

وكيف ينبت على ضفاف السطر الزنابق

وكيف تتلون الحروف بالوان الطيف

الم اخبركِ انني عندما اغرس محبرتي بصدر الورق

تبتهج الورود وتتفاعل الوان قوس قزح وتتطاير فرحاً

الم اخبركِ بذلك ساخبرك الذي تهب الأحلام روحاً

غذاء للروح بحجم الكون وحدائق الكون

والازهار التي تعانق اراضيها

 تلك الزهور  التي طالما أحببتها

تشبهكِ كثيراً وتتودد اليكِ كثيراً

كأنها تقول  لي .

عطر زهوري لا يكتمل الا بك

وكيف يتورد وجه القصيد اذا ما لفحه نسيمك

وكيف تنبت في كفي بتلاتك وتتفتح

عندما افتح عيناي وارى معاناتك بهذا الواقع

سيبقى حبر قلمي عاجزا صارخاً

لحين انصافك روحاً وليس جسداً

لكل ما تبقى لي من بقايا الإنتظار

....

عابر عزالدين

     19 ..10 .. 2025. ليبيا..


خيبات بقلم: رسمي الزغول




خيبات

شعر رسمي الزغول

ضيعت بالتصويت كل حياتي

حتى جمعت لمقتلي حيّاتِ

وزرعْتُ في وطني بذارَ جهالتي

فجنيتُ شوكاً زاد في آهاتي

ورفعت شأنَ العابثين بعزتي

فتعثَّرت بجنونهم خطواتي

جمَّعْتُ للإحباطِ كلَّ مُداهِنٍ

يحثو غُبارَ الذُّلِّ والخيباتِ 

ورقة نقدية: "حين يلتقي القدر: الكوبليه الأخير في قارئة الفنجان". إعداد: محمد حجازي البرديني.







ورقة نقدية: "حين يلتقي القدر: الكوبليه الأخير في قارئة الفنجان".

https://www.facebook.com/share/v/1DNWEWiytK/

إعداد: محمد حجازي البرديني.

تمهيد

في لحظة الكوبليه الأخير من أغنية “قارئة الفنجان”، يبدو أن الكون كله قد توقف ليشهد اجتماع ثلاثة من عمالقة الفن الكبار: نزار قباني شعراً، محمد الموجي موسيقىً، وعبدالحليم حافظ غناءً.

هنا لا نسمع أغنية فحسب، بل نشهد ميلاد معجزة فنية، وولادة أسطورة، وظهور ملحمة لا تنتهي.

الكلمة عند نزار ليست مجرد لفظ، بل نبض قلب. اللحن عند الموجي ليس مجرد نغمة، بل روح تهتف. والصوت عند عبدالحليم ليس أداء، بل اعتراف إنساني حيّ.

نزار قباني – شاعر القدر والحنين.

الكوبليه الأخير هو ذروة الشعور والحكمة في الشعر.

نزار قباني لم يكتب هنا وصفًا عاديًا للحب، بل صاغ نبوءة العاطفة النهائية.

كل كلمة وكأنها شمعة تضيء الزوايا المظلمة في القلب، وكل جملة مثل رسم مصيري على جدار الوجد.

"ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان..."

الكلمات بسيطة للعين، عميقة للقلب، تحمل كل من الشوق والفقد، وكل من الانتظار والقدرة على الرؤية. إنها لغة الخلود، لغة العاطفة الحقيقية التي تتجاوز كل زمان ومكان.

محمد الموجي – الموسيقى جسد المشاعر.

الموجي هنا ليس مجرد ملحن، بل مهندس وجداني.

لقد صاغ الألحان لتتوافق مع انفعالات النص الشعري، فتصعد مع كل كلمة، وتغوص مع كل صمت.

المقامات الشرقية عنده تصبح فضاءً للأمل واليأس معًا، والنغمات تتماوج كما تتماوج أرواح العشاق.

كل لحظة موسيقية في الكوبليه الأخير تدفع النص نحو التجلي الفني الأسمى، وتمنحه بُعدًا وجدانيًا لا يمكن لأي مستمع أن يقاومه.

عبدالحليم حافظ – الصوت بوصفه كائنًا حيًّا.

عبدالحليم هنا ليس مغنيًا، بل كائنًا حيًا ينبض بالعاطفة.

صوته في الكوبليه الأخير يمزج بين الرقة والاعتراف، بين الحنين والنداء.

يبدأ همسًا كخوف الطفل، ثم يعلو كصرخة العاشق الذي عرف الفقد، ليجعل المستمع شريكًا في اللحظة العاطفية.

كل انحناءة في صوته، وكل توقّف للحظة، يحوّل الكلمات إلى دموع موسيقية تفيض على القلب، فتشعر أنك لا تسمع أغنية، بل تعيشها.

النتيجة الإبداعية – معجزة وأسطورة وملحمة.

حين يجتمع هؤلاء الثلاثة في الكوبليه الأخير، تولد المعجزة، حيث الكلمات واللحن والصوت يصبحون كيانًا واحدًا:

- معجزة فنية: لا يمكن لفنان واحد أن يحققها؛ فالعمل يُصنع من تلاقح العقول والقلوب.

- أسطورة: الأغنية تصبح خالدة، كل مرة تسمعها تشعر وكأنك تسمعها لأول مرة.

- ملحمة: كل لحظة تصعد بالعاطفة، فتعيش الحب والفقد والشغف في آن واحد، كما لو كانت حياة كاملة في دقائق معدودة.

باختصار، الكوبليه الأخير ليس نهاية أغنية، بل ذروة الفن العربي الأصيل، حيث الكلمة تصبح نبضًا، اللحن يصبح روحًا، والصوت يصبح اعترافًا حيًّا. وهكذا تتحول تجربة الاستماع إلى رحلة وجدانية خالدة.

mohammedalbordene@gmail.com

962776537021

استكملت الورقة النقدية بتاريخ الخميس 2 / 10 / 2025 م.


مجاراة / قصيدة جبران - أعطني الناي بقلم: راتب كوبابا



مجاراة / قصيدة جبران  

للشاعر جبران خليل جبران

غنتها المطربة الرائعة فيروز

بعنوان أعطني الناي وغني

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرُّ الوجود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

................................. .......

............ ...........................

هل تَخَذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور

فتتبَّعت السّواقي وتسلَّقت الصخور

.....................................

..................... .............

هل تَحَمَّمت بعطر وتنشَّفت بنور

وشربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير

.......................................

............. ..................... . .

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرُّ الخلود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

......................................

......................................

هل جلَسْت العصر مثلي بين جفنات العنب

والعناقيد تدلَّت كَثُريّات الذَّهب

....................................

.................... ...........

هل فرَشْت العشب ليلاً وتلحَّفت الفضا

زاهداً فيما سيأتي ناسيًا ما قد مضى

.............................. ........

........................................

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا عدل القلوب

وأنين الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوب

.....................................

.............. ......................

أعطني النّاي وغنِّ وَانسَ داءً ودواء

إنما النّاس سطور كُتِبَت لكن بماء

....................................

 

المجاراة

فالوجود لا يجود في وجود حدود

والغياب يجعل زفرة الأنفاس عبق عود

وهل تدبقت بصمغ الصنوبر المسحور

وتنشقت من لحاء المسك على النحور

وهل غرقت بشبر ماء وموج البحور

وتدحرجت بين مدّ وجزر بالزبد والشغور

أعطني الكأس وأثملني فالسكون غرور

كما الفناء رياء والرثاء رمز الأمل المنثور

وهل وقفت الظهر مثلي بين خيوط الشمس

ولم تعد تفرّق بين برد اليوم وقيظ الأمس

هل مددت ظل القمر مساء ً وتفيأت نور

معتماً على ما سيأتي خافياً للسرور

أعطني الجرأة واركب الامواج مثلي

فركوب الأمواج مزاج والشعور يغلي.

راتب كوبايا

 

 


مجاراة / قصيدة جبران بقلم : Rateb Kobayaa

 




مجاراة / قصيدة جبران  

للشاعر جبران خليل جبران

غنتها المطربة الرائعة فيروز

بعنوان أعطني الناي وغني

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرُّ الوجود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

................................. .......

............ ...........................

هل تَخَذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور

فتتبَّعت السّواقي وتسلَّقت الصخور

.....................................

..................... .............

هل تَحَمَّمت بعطر وتنشَّفت بنور

وشربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير

.......................................

............. ..................... . .

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرُّ الخلود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

......................................

......................................

هل جلَسْت العصر مثلي بين جفنات العنب

والعناقيد تدلَّت كَثُريّات الذَّهب

....................................

.................... ...........

هل فرَشْت العشب ليلاً وتلحَّفت الفضا

زاهداً فيما سيأتي ناسيًا ما قد مضى

.............................. ........

........................................

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا عدل القلوب

وأنين الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوب

.....................................

.............. ......................

أعطني النّاي وغنِّ وَانسَ داءً ودواء

إنما النّاس سطور كُتِبَت لكن بماء

....................................

 

المجاراة

فالوجود لا يجود في وجود حدود

والغياب يجعل زفرة الأنفاس عبق عود

وهل تدبقت بصمغ الصنوبر المسحور

وتنشقت من لحاء المسك على النحور

وهل غرقت بشبر ماء وموج البحور

وتدحرجت بين مدّ وجزر بالزبد والشغور

أعطني الكأس وأثملني فالسكون غرور

كما الفناء رياء والرثاء رمز الأمل المنثور

وهل وقفت الظهر مثلي بين خيوط الشمس

ولم تعد تفرّق بين برد اليوم وقيظ الأمس

هل مددت ظل القمر مساء ً وتفيأت نور

معتماً على ما سيأتي خافياً للسرور

أعطني الجرأة واركب الامواج مثلي

فركوب الأمواج مزاج والشعور يغلي.

راتب كوبايا

 

 


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات