هايبون| عند محطة
البدء
هربتُ منّي إلى سطور
كتاب، باحثاً عن محطةٍ أستريح فيها، فإذا بالكتاب يعيدني إلى أنايَ الأولى، تلك
الضائعة في ظلالها الأقدم. بيني وبيني انبسطَ فراغٌ ممتدّ كعمر الأرض منذ بِدئها،
حتى لمعت جملةٌ واحدة كشفتْ لي "ملحمة الهبوط".
لم يكن ميلتون يكتب
عن التمرد الأول فقط؛ كان يضع مرآةً بين الحروف، مرآةً لا تعكس الوجه، بل تعكس
إعادة ترتيب النور المفقود بعد كل هذا الظلام الذي يغشى الأرض رغم بُهرجها.
كمسافرٍ بين صفحةٍ وأخرى، شعرتُ أنني أسير فوق حافة هاوية خبّأتها طويلا تحت
ابتسامات خفيفة وزلَّةٍ تشبه أكل التفاحة الأولى.
لم أغلق الكتاب
حزيناً على ما فقدناه، بل مُستبصِراً بالسقوط نفسه، وبالسبيل الذي قد يعود
بالإنسان من ضياعه فائزاً.
نهايةُ الخِطْء–
تستعيد أشجار الجنة
نفَسَها الأول!
سقوط عظيم–
تفتح الأرض ليلها
لنور باهت!
بعد الضياع–
يتلمس مشكاته الأولى
نور باهت!
مصطفى عبدالملك
الصميدي| اليمن






