هايبون - قانون الغرق بقلم: ازدهار قوتة

 





" هايبون "

 

قانون الغرق

يحدثني عن أرخميدس، و عن معادلته الخاطئة، و كيف غرق من أول موجة في عينيّ تلك الفتاة ،

و أنا أبحث بين ضلوعه عن غوص مرجاني،

أبحث عن لحن تغنيه ندباتي كلما أشرقت،

أو عن نسب لي في مدينة أفلاطونية.

…..

حجر صغير

دائرة ماء

تتسع بهدوء

……

في صمت البحر،

أدركت أن لا حاجة لي بأن أفهم كل شيء،

يكفي أن أغرق بلا وزن، حيث يكون الحب قانوناً، و الغرق نفسه إكتشافاً،

و أدركت أنّ كل شفاء يحتاج إلى مصالحة،

بأن نمسح بأيدينا على موضع الألم ،

و نقول له:

إبق ماشئت فقد صرت ذهبياً الآن.

…….

حب أعمى؛

يأخذني القطار  إلى

المحطة الخطأ

……

موج البحر

نلتقي في لحظة

الغرق

………

نور الصباح

لا تحدثني عن

عاصفة الأمس

……..

معادلة منسية

كل موجة  تحمل

 سرّها وحدها

……..

فراشات

تتبعها أفكاري إلى

جهة مجهولة

……..

جفاف القرية 

عين واحدة  تمنيت

الغرق فيها


تحت المطر بقلم: أحمد العكش





تحت المطر
 
كنتُ أمشي وحيدًا
بلا مظلّةٍ،
وحديثُ النفسِ يرافقُ خُطاي.
 
أشعرُ بكِ قريبةً،
تلامسُ أنفاسُكِ أطرافَ المسافة،
ودفءُ كفَّيكِ يذوبُ في يدي،
كأنّ المطرَ يحملُ أثرَكِ إليّ.
 
نمشي معًا،
نتقاسمُ وقعَ الخطوات،
وصوتَ المطرِ ينسجُ لنا
لحنًا من الحنين.
 
أسيرُ وحدي...
لكنّكِ معي،
تسكنينَ نبضي وفكري،
تملئينَ الصمتَ حضورًا.
 
مَن قال إنّ المسافاتِ تُبعِدُنا؟
حينَ تتعانقُ الأرواحُ،
تختصرُ الأرضُ كلَّ البُعد،
ويصبحُ اللقاءُ... في القلب.

 

..احمد العكش 

احتواء بقلم: قمر البرقاوي

 





** احتواء **

بحاجةٍ الى الاحتواءْ كنتْ

مكسورةٌ ضعيفةٌ حتىَ الموت

جراحٌ .. وذكرياتٌ

قديمةٌ ، مؤلمةٌ ، موجعةٌ

زُرِعَتْ ونبتتْ في القلبِ

وترعْرعتْ بين الشرايينْ

واغتالتْ روحي بقسوة

قصصٌ .. وحكاياتْ

كألف ليلةٍ . . وليلة

وصدفةْ أنت َ أتيتْ

من الغيبِ أتيتْ

من أنتْ ؟ !.

لستُ أدري ؟..

عرفتكَ

رقيقُ الكلمات

ساحرُ الابتسام

ولمحتُ فِيّكَ

وفي دفءِ كفيكَ..

شيئاً لي !! ..

خَذَلني احساسي ..

واختنقَ قلبي بالغصاتْ

كنت في عيني .!

دنيا من جنتين لي

رسمتها

بمعسول كلام

لا ينتهي !

وكان كلام في كلام

غمرني الشجن والاسى

واصبح الحزن بلا معنى

هي أقْدَارُنا .. كتبتْ قبل النشوء

قبلَ الزمانِ وقبلَ المكانْ ..

قمرالبرقاوي


تذكروا بقلم:حم كلك طوبال

 





تذكروا


حين يصلون

أطرافهم مبتورة

تذكروا

أشلاء طفل معلق على جدران الزنزانة

رسم الجزار بدمه

لوحة مسلخٍ وسكين

تذكروا

كيف تفجر قلب أمٍ

كيف تمزقت الشرايين

لوحة دمٍ مخثرٍ

أعتقلت كل الصيحات

أُغتيلَ البكاء

عيون مفقوءة

وطنٌ وجزار

تذكروا

يتيماً يفتش المقابر

عن وجه أبيه

شاهدة مكتوبٌ بجبينها

دمٌ، زمن الرصاصة

، زمن الضحايا

، زمن الجوع

،زمن التهجير

، زمن التشرد

في بحار الغرباء

قوارب الموت

سمك القرش

تقضم أنامل طفل يعزف

وتر قيثارة الرحيل

نايةً حزينة تحتضن بقايا كمانٍ

بأوجاع العازفين،

تذكروا

وطناً يباع

بين أسوار قاعات المؤامرات

تجار حقائب سوداء

بالّْسرِ صفقة دبلوماسية الخيانة

بالعلنِ شعارات وطنية مزيفة

فضائيات أعلامية متشدقة

تلتحفُ ألوانَ الكذبِ المبرقع

كما الحرباء في خطر

تذكروا ...وتذكروا ...تذكروا

نشيد العسكر*********

أنا سيد البشر

أنت عبيدٌ لا أكثر

إمّْا الولاء

أو أدمر البلد حجراً وحجر

وأقطع الشجر

مالكم خيار

إما الركوع أو الدمار

لن أتراجع

أنا الكاهن الأوحد الأكبر

هذه البلاد معابدي

اعبدوني

أنا القاهر المنتصر

مالك الخزائن

أُسَيِّرُ كما أشاءُ القدر

أنا القائدُ والقاضي

والناهي الآمِرُ*****


حم كلك طوبال الحزين


جوجيوهكا: ضوء خافت. بقلم: محمد الصالح بوبكر






جوجيوهكا: ضوء خافت
 
ضوء خافت
في زوايا الغرفة
تغفو الذّكريات
أمدّ يدي نحوها
فتعود برائحة الأمس
 
ضوء خافت
تتمدد فوق الرسالة
بقعة عطر قديم
كم مرّة يعود الحنين
برذاذ المُقل أشكوه الأسى
 

محمد الصالح بوبكر/ الجزائر 

نصوص هايكو بقلم: رضا ديداني ديداني





~قصف لعين   

الصرخة المعلقة في الجدار،

      دمية الطفل!

 


    ظل الموت~

يتأرجح على جدار صورتك،

      جثة الأمس!

 


أصابعك الأخيرة~

رقصت مثل ورقة الخريف،

     أيها القتيل!

 


  زهور غزة~

بغبارها تنشر رائحة الجنة،

      أطفال المجزرة!

 

   

    #رضا ديداني ديداني

Didani Ridha

نصوص هايكو بقلم: أنور الأغبري

 




نصوص هايكو
في الزقاق
يتعقب سرب نحل
القاطفة!
___
طوق فُل
على جيد السمراء
جمال وتألق!
___
باللون الزهري
شفاه المذيعة يوصف
جمال الحدائق!
___
شجرة السدر
هزة تلو هزة
تتساقط الثمار!
___
حقول التوليب
لا تلفت إنتباه أحد
نخلة باسقة!
___
قارب ورقي
خيال طفل يتوه
في البحر!
___
يوم ماطر
تحت شرفتي يحتمي
عاشقان!
___
إضمامة بالونات
خيال طفلة تتوه
في الأعالي!
___
نسيم الصباح
إلى فراشات بيضاء
يتحول حقل اللوز!
___
ورقة ذابلة
على حافة الحقل
يسقط العجوز وعصاه!
______
أنور الأغبري
اليمن


جوجيوهكا بقلم : كال مناع عيسى

 




أوراق الخريف

تعزف موسيقاها الريح

طقوس دارجة

الشجرة تخوض التجديد

براعم الموسم تطل خجلة.


إلى وعد بقلم: الطيب عمر السنوار






إلى وعد³

وعد،

أكتب إليكِ كما يكتب المطر على التراب قبل أن يجف، أكتب لأن في صدري بلادًا لم تخرج منها الحرب بعد، ولأن اسمكِ وحده ما زال الشيء الوحيد الذي لا يحترق.

أتذكرين؟

كنا نخطّط لكل شيءٍ ببراءة الذين يظنون، أن الغد وعدٌ لا يخلف نفسه... كنا نرسم بيوتًا صغيرةً على الورق، بابها أزرق مثل عينيكِ حين تضحكين، ونافذتها تطلّ على ضوءٍ هادئٍ لا يشبه المدن، ولا يشبه الخرائط التي كُتب الفقد عليها...كنتِ تقولين:

"سنسكن بيتًا من حبٍّ لا تصل إليه الحروب" وكنتُ أصدّقكِ، كان في ظننا الواهن، أن الحروب دائمًا ما تأتي من الخارج، لكن وللأسف يا وعد؛ ولدت بين الأصابع التي كانت ترتجف حين تمسك الحلم... كنا نحلم بالبحر، أن نركض حفاةً على الرمل، أن نرسم أسماءنا على الرمل، ونضحك حين يبتلعها الماء، ويكأنّنا نختبر الخسارة مبكرًا دون أن نعرف... كنا نعيش، ببساطةٍ لا تشبهنا الآن،

نضحك على الفقر كأنه صديق، نخفي الخوف في جيب الوقت، ونقول: الأيام ستلين لنا كما يلين الحجر تحت ذخات المطر،  لكن المطر تغيّر يا وعد، أصبح يحمل في كل قطرةٍ منه رائحةَ رمادٍ قادم.

ثم جاءوا.

ليسوا رجالًا من نارٍ فقط، لكنهم من أشتات، أشتات العدم، جاؤوا ومعهم أصواتٌ تعرف كيف تمزّق الصمت، وخرائطٌ لا تعرفنا...

جاؤوا فاحترقت المدينة كما يحترق صدرُ عاشقٍ ضيّع وعده.

كنتِ هناك.

كنتُ أراكِ من بعيدٍ تركضين بلا وجهة، شعركِ يشتعل بضوءٍ لم أعرفه من قبل، كأن فيكِ شمسًا صغيرة تدلني عليك، حتى وأنا أهرب...

في الطريق إلى المجهول، كنت أسمع الأطفال يبكون كأنهم يسألون أباءهم:

“هل هذه هي الحياة التي وعدتنا بها الكتب؟”

الجميع صامتون، يشاهدون، يوثقون خرابهم، يلقون بيوتهم خارجًا، يبيعون بثمنٍ بخسٍ، يبيعون كل شئ؛ حتى الوطن.

كلّ شيءٍ سقط يا وعد،

الحارات البعيدة، القرى، المدن والوجوه، الأزقة التي شهدت خطواتنا، المقهى الذي كنا نحلم أن نشتريه يومًا، كلّ شيءٍ سقط… حتى الزمن.

الآن الأيام تُقاس بعدد الانفجارات، والليالي تُحسب بكم جثةٍ مرّت دون أن تُغسل، لم نعد نعرف من مات ومن عاش، ولا من بقي منّا داخل جسده، ومن نزح منه قبل أن يغادر المدينة.

حين رحلتُ،

كان على كتفيّ غبار الشوارع التي فقدت أسماءها، و في جيبي مفتاح بيتٍ لم يعد له باب.

لم ألتفت...

كنتُ أعرف أن الالتفات يعني البكاء،

وكنتُ أريد أن أحمل صورتكِ كما هي:

حية، مبتسمة، غير مبلّلةٍ بالدم...

وعد،

تعبت، تعبت من الكتابة، من المشاوير البعيدة، من الأرصفة التي تشبه الانتظار، ومن التفاصيل الصغيرة التي تنهش القلب كلما مرّت في الذاكرة، لكنّي سأظل أكتب، حتى ينقضي الحبر، حتى تجفّ اللغة في فمي، حتى أفرغ من نفسي تمامًا، سأقص عليك خبري، كما لم أقص من قبلُ.


الطيب عمر 

*تأمل* بقلم: حم كلك طوبال

 





*تأمل*

بدجى الليلِ

 أشردُ بكأسِ نبيذٍ

 مابينَ ماضٍ وحاضرٍ

تقلبني ذكرياتٌ

فوق رصيفِ الذاكرة

 يستوقفتي حدودُ الصمتِ

لأكتبَ قصيدةًبلا عنوانْ

دفتراً ممزقاً يهاجرُ

بموكبِ قلمٍ مكسور

بخاصرةِ كتابٍ مهجورٍ

 وَرَفٍّ أثقلهُ الغبارْ****

              حم كلك طوبال الحزين


تذكروهم بقلم: سعيد العكيشي

 





تذكّروهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تذكّروهم،

الذين طلبوا الحرية

فابتلعتهم السجون،

ولم يجدوا من ينفض غبار الصمت

عن أسمائهم المنسيّة

على جدران الزنازين.

تذكّروهم،

الذين ظنوا أن الطريق إلى الله

عبر الموت المفخخ،

ماتوا…

ولم يجدوا نافذة واحدة توصلهم

إلى الجنة.

تذكّروهم،

الذين يحملون قلوبهم ممتلئة بالوجع

ويصعدون درجات الأيام،

يبللون أرصفة الانتظار بدموعهم

لخلاص لم يأتِ.

تذكّروهم،

الذين يبتسمون في وجه الحزن،

كأنهم يعتذرون لله عن وجودهم الثقيل.

تذكّروهم،

الذين تنكسر أصواتهم في منتصف الدعاء،

فيكملونه بدموعهم،

ولم تأبه لهم الأرض ولا السماء.

تذكّروهم...

قبل أن تنساكم الحياة…

ويذكركم الموت.

سعيد العكيشي/ اليمن


نصوص هايكو بقلم : محمود عبد الشافي

 





على حافة الطريق

طائر جريح

عائد من الحب

 

كثيرة هى الأحلام

وسط ضباب الروح

لا أثر للقمر

 

ضبابية اللحظة

تتكاثف بلا هوادة

هموم القلب

 

يمامتي الصغيرة

أيكبر جناحك يوما ما

أحلم بروعة الطيران

 

مجنونة هى اليمامة

كل هذا النواح

فرخها تعلم الطيران

 

أغنية الصباح

على تون صوتك

تبدأ العصافير بالزقزقة

 

سمراء منبتها

كلما هبت ريح الشوق

تتمايل السنابل

 

قبلة أخيرة

من رحيق زهرة

ماذا تركت أيتها النحلة

 

محرقة الوجع

تطهر النفوس

قديس المعبد

 

صندوق عرس قديم

سجينة الظلام

رسالة غرام

 

أحلام مشروعة

يالروعة اكتمال القمر

رغيف خبز أمي

 

تذوب في رقة

على وجه وردة

قطرة ندى

 

عشق ممنوع

متشبسة بجدار متصدع

لبلابة عتيقة

 

اكبر من الحب

عالقة بخيط

روح هائمة

 

محمود عبدالشافي


اسكبيني بقلم: أحمد العكش

 





اسكبيني عطرًا بين يديك لأنتشي دفئًا

واتلي على نبضي حروف عشق، لعلّي

بين يديك أولد من جديد

 


اسكبيني عطراً فوق تفاصيل الجمال

لعلي أحظى ليلة بأنس القمر

وأفيق فجراً لأجد في عينيك أوطان الزهر

وأشعر بأن العالم يبدأ من لمسة يدك


في رقة أوراق الخريف بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك

 






 

في رقة أوراق الخريف،

تتهادى الأرواح على نسيم الحنين،

تتنقل الألوان بين الذهب والبني،

وتهمس الأرض بحكاياتها القديمة والجديدة،

كأن الزمن نفسه يهمس بين أغصان الشجر.

 

كل ورقة تسقط،

نبضة خافتة للحياة،

حاملة سرّ الحب الصامت،

الفراق المختبئ، والفرح الذي لا يُرى،

والحنين المتسلل بين أطراف الأيام،

لتترك للروح مساحة لتتنفس، لتبتسم، لتغني،

وتكتب على صفحات الضوء قصائدها الصافية.

 

الشجر ينحني، والغيم يهمس لغيمه،

والأرض المبللة بالذهب تصغي للرقص الأخير للأوراق،

حيث يزهر الشعر على أوتار الخيال،

ويصبح الحلم وطنًا لكل من يبحث عن ذاته،

ورقةً تحمل قلبها،

نسمةً تنسج للروح لباسها،

وبذرةً تنتظر المطر لتنمو،

لتغدو ذكرىً متجددة في كل خريف جديد.

 

كل خيط من الشمس،

كل قطرة مطر هادئة،

تحمل أسئلة الأيام،

وأسرار الليالي الطويلة،

ويصبح الحنين لغةً،

والألم نبضًا،

والأمل أغنيةً صافية،

تزهر مع كل سقوط،

ومع كل شجرة تحني رأسها للريح،

ليكون الخريف قصيدةً حية،

موسيقاه في صمت المطر،

وصوره على ضوء الشمس المتسلل بين الأوراق.

 

الكلمات تتساقط كما الورقات،

لكنها لا تموت،

بل تزهر في الذاكرة،

تنسج حكايات جديدة،

وتفتح أبوابًا على الأمل،

وتترك للروح أن تعيش الحنين،

وتغني للحياة قصيدة أبدية،

كما لو أن كل فصل من الخريف،

لحظة مقدسة،

تزهر فيها الكلمات وتهمس وتغني،

ويصبح الخريف وطن الروح، ومكان الانصهار مع الضوء،

ومرآة للحلم، وموسوعة للحنين،

ومساحة لتجدد الحياة في كل نفسٍ من النسيم.

 

وهكذا، يصبح الخريف أكثر من فصل،

أكثر من لونٍ أو نسيم،

إنه تجربة، رحلة، وطن داخلي،

تزهر الكلمات فيه، تغني، وتهمس،

وتترك للروح أن تحيا، أن تتذكر، أن تحلم،

أن تعيش الخريف دائمًا…

وتصبح كل ورقة، كل نسمة،

قصيدة مفتوحة على كل الحكايات،

على كل الضوء والظل،

على كل ما يدفن الحنين ويطلّ بالأمل.

 

سعيد إبراهيم زعلوك


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات