قبل القيامة بقليل بقلم : محمد أحمد

 




قبل القيامةِ بقليلٍ

نهض الموتى

احدُهُم وضع أذنهُ على الهواء

فسمع وقع أقدامٍ تركضُ

قال: إنهم قادمون

ثم وضع الأخرى

فاشتدّ الركض

قال: الأحياء

الأحياء يركضون نَحونا

واحدٌ بينهُم قتل غدراً

قال: سأغلقُ الطريق عليهم

ركض إلى قبر ملك

سحب عظم ساقهِ الغلِيظة

رفعهُ في وجوههم

وأغلق الطريق

وأخر مات من الجوع

قال: لابد أنهم جائعون

تعالوا نَبصُق جميعًا على تراب قبري

حتى يصير وحلًا

واصنع منهُ وجوههم

تلك التي كنت أراها مبتسمةً

كُلما قلتُ لهم انا جائع

وواحدٌ قتلهُ الحب

رأى من بعيد بريقًا لامعاً

عرفهُ

كان خاتمهَا

 تركضُ مع رجلٍ غيرهُ

قال: سأقتُلها من إصبعها

كي لا تلوّح لأحدٍ بعدي

وواحدٌ استُشهد لأجلهم

هو وحدهُ الذي ركض نحوهم

ليعانقهم

لكنهم خافوهُ

داسوهُ بأقدامهم

وتكسّر

فقط كلبةٌ صغيرة

عرفتهُ هي الوحيدة من رائحةِ الوطن في دمهِ

اقتربت

لعقت دُمُوعهُ

و قال :

جميل أن أجد من يستحق أن اتحمل وجع الرصاصةِ لأجلهِ

تعالي

أدعوكِ إلى كأس شاي من عزائي

طعمهُ حُلوٌ

كان الجميع يحبون شربهُ

وهم يضحكون

ويتحدثون عن كل شيء

إلا عَنَّي

ثم ينفثون دخان سجائرهم

بعدها

في وجهِ أمي....

محمد أحمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات