مطرٌ لا يكفي
في النشرة الصباحية
قالوا:
النهر فاض ليلًا
اخرجوا الركام
كي نصمد في وجه
الطوفان
جمعت بقايا الذكريات
ورسائل قديمة
وضعتها في حقيبتي
لألقيها في جدول
الأيام
علّ الماء يحملها
بعيدًا
وأعود خفيفة
كظلّ دميةٍ منسيةٍ
في الدرج الأخير
أسير وحيدة بلا ظلّ
تغسل الأمطار وجهي
لكنها لا تمحو ملامحي
ولا تُطفئ جمر الذكرى
فدموعي ترسم وجعي
على خرائط الرحيل
مظلة بلا لون
تبكي في يدي
ترنو إلى السماء
تهمس:
إلهي، أعد لوني
وابتسامتي
وبين همس الدعاء
تسللت همساتٌ قديمة
عن اللون الأحمر
قالوا:
هو منحًى للهروب
ومنعرج للرحيل
لكنه
معطفي الوحيد
وصوتي المفقود
وحبيبي البعيد
ورغم غزارة الأمطار
وغرق المدينة
والمراكب
ما زلت
أنتظر مطرًا آخر
يغسل ما تبقّى
من وجهي
ويأخذني
إلى ليلٍ لا ذكريات
فيه
حسام أحمد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق