القصيدة الخامسة
والأخيرة
تندارى 5
أو الرقصة الهرمة
صحا طائرُ الوحشةِ
العارِمة...
أخيراً سيعرفُها،
يتلمّس أفقَ
نهاراتِها،
ثَمَّ ذاكرةٌ تتعّرى،
يمران ملتصقينِ،
ومبتعدينِ،
وبينهما مطر غابر
أخيراً سيعرفُها
خرجا من خُطا الوحلِ،
وانحدرا فى المَمَرّ
الذى سوفَ
يُفضى إلى جسدينِ،
كأنَّ البدايةَ تحبو
على وحشيةٍ،
ما الذى سوفَ يخرجُ
من عين مقبرةٍ؟
إن تندارىَ الآن
ترقصُ عاريةً،
والبهاليلُ يختبئونَ
وراءَ نهارٍ
صغيرٍ،
إذنْ ما الذى ينحدرُ
الآن:
رأيتُ أعدائى يمرونَ،
وأمّى تَرتقُ الثوبَ
الوحيدَ،
والنهارَ مثلما يأتى
أتى،
يقصّ عن أسلافِهِ
حلماً،
وكيفَ غادرتْ أسماؤهم
حوائطَ البيوتِ؟
زهورٌ ميّتةٌ تندلقُ
من شبابيكَ،
ظلامٌ يدخلُ الدمَ،
أجراسٌ تطفو على
الرنينِ،
أسماءُ طفولةٍ تراقصُ
الجدرانَ،
أجسادٌ تخرجُ من
خرائبَ،
صحا طائر الوحشةِ
العارمة!
جاءها كان وحيداً،
حاضناً كهفاً،
غباراً،
تعباً،
عاصفةً،
وجهَ طريقٍ
رأسُهُ أطلالُ موتٍ
غامضٍ،
قدّاسُ خوفٍ قديمٍ،
- أنتِ تندارى؟
- سأبدو هكذا.
كالنهرِ، تاريخٌ له
مرعى من القتلى،
ولكنّى سأرقصْ..
- وأنتَ...؟
- سأسيرُ جسمى عابراً
جسمى،
أطيرُ إلى نخيلِ أبى،
أبى بيتٌ وحيدُ،
سقفُهُ مطرٌ،
نوافذُهُ دمى،
سألمُّ أيامى،
وأمشى خلفَ ليلٍ،
والنوافذُ سوفَ
تبصرُنى،
أقودُ غمامتينِ،
أجرّ تاريخاً مدمّى!!
- كم نهاراً مات أيها
المنذورُ
للمنَسْىِ...؟
صحا طائرُ الوحشةِ
العارمة!
رآها تُخَوّضُ فى
الدمع،
والطلقُ يدخلُ
مستوحشاً،
تتشقّقُ أحجارُها
شبقاً،
تختفى وتبينُ بطيئاً،
فترقصُ ذاكرةُ الطائر
العدمى!
ترتجُّ الخرافاتُ،
يصيرُ الموتُ
إيقاعاً....!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق