سألت بقلم: أحمد عبد الحي



سألت فلما أسهبت في سؤلها

هل بعد شيب طغى في الماضي والآتي

مازلت تذكر في الحممق أزمنة

وتقول شعرك في بعض الجميلات

قد ناهز الستين عمرك خائبا

ماذا أضعت ممن العمر بملهات

كبر البنون وزاد العمر تحمله

هم البنات وترضخ في الملذات

فمن ألهمتك قصيد الشعر تمدحها

قد ضاع عمرك في صلف من الذات

عذرا تغار من الأوهام أعشقها

لولا الخيال لتهنا في مدارات

مما تغاري أمن وهم ومن زيف

أم من فراش هفا بالنار مرات

من زبد بحر ربا في الرمل يدفعه

موج تهادى فأغتر لموجات

من جيد حسن في عقد يلمعه

زيف النحاس الذي بالتبر يقتات

ولى الشباب وبقي الكلم في صمتي

مما تغاري هل من بعض أبيات

قالت فلما أسهبت في قولها

جاوبتها بالصمت في أحدى المرايات

أحمد عبد الحي ٣٠-١٠-٢٠

 

تأمل في نور الذات وتجربة الحب بقلم: أنفاس الحروف




تأمل في نور الذات وتجربة الحب

في غفلة من صمت العالم، انبثق في صدره حب خرج من رحم النور، هو استدعاء من جهة لا ترى، كان يراه قبل أن يراه، يشعر به قبل أن يلمسه، كأن الوجود نفسه كان يتدرب على نطقه منذ الأزل.

مضى في دربه مؤمنا أن المحبة وعي صاف، وأن الكائن الآخر امتداد لجوهره، صورة في مراة الوعي تناديه ليكتمل.

سنوات حارب فيها المعنى بما فيه من تعب ووجد، قدم قلبه قربانا على مذبح الوصل، وحين بلغ من صدقه حد الشفافية، غاب الآخر.

هو لم يرحل فحسب، بل جرد اللحظة من معناها، تركه تائه في جغرافيا الصمت، يتلمس ملامح الوجود بعد أن انطفأ الضوء الذي كان يفسر له الأشياء، تكسر داخله كمن سقط من عتبة الوعي إلى عتمة اللاشيء، انطفأت اللغة، وتحول الزمن إلى غرفة مغلقة، لا نوافذ فيها سوى أنين متكرر يشبه نبضا فقد معناه، لكنه، في أقصى الانطفاء، رأى الشرارة الصغيرة التي تنجو من الرماد، فعرف أن الخسارة ليست نهاية،وانما هي بداية تجربة تطهر الذات من التعلق.

ألقى بنفسه في بحر العلم، يحفر المعنى من الكتب كما تستخرج اللآلئ من العتمة، سكنه الشغف بالمعرفة حتى صار وعيه مرصدا لكل فكرة تعبر الوجود، درس حتى ذاب في الفهم، وحين استعاد وعيه بذاته، أدرك أن الحب لم يمت، إنما تغير موضعه، صار طاقة تسقي روحه...

حين عاد الغائب معتذرا، لم يعد في صدره سوى سكينة العارف، رأى الملامح نفسها، غير أن المعنى تغير، فالعين التي عرفت الحقيقة لا تعود لتألف القيد، ابتسم دون غضب ولا شوق، ومضى تاركا الباب مفتوحا للريح كي تمحو الأثر.

ومنذ تلك اللحظة، صار الحب عنده تجربة فينومينولوجية خالصة.. حضور للمعنى داخل الذات، صار يرى العالم كما يرى في صفائه الأول، بلا وسائط، بلا وعد مكسور، وبلا حاجة إلى أن يصدق أحد.

وأما الآخر، فظل يطارده في فضاء بلا جسد، يحاول أن يقترب من صورة لم تعد تقيم في الزمن.

اماهو، كلما لمح ظله، يبتسم بهدوء ويواصل السير، لقد أدرك أن النور حين يعاد اكتشافه في الداخل، لا يغويه أي نداء من الخارج.

            انف

 انفاس الحروف  Lou dji.. 

السند بقلم: عفاف اندراوس

 



(السند)

...

بحثت في الدنيا

عن حبّ صادق

فلم أجد غير حبّ أخي الذي أحب

 يملك وجداني وخافقي

وغيره ما أحببتُ

فهو من يزورني


ويسأل عنّي إن غبت

وأبداً لم ينساني

وعلى حلو كلامه

تعودت

في الشدّة سندي

 هو من يواسيني..

 ويشدّ على يدي

ويمسح دمعي إذا بكيت

هو أخي وأرضي و موطني

فيا أخي وضي عيني

لو كل الدنيا تنساني

تظلّ أنت القريب

فمحال يقسو الأخ أو يهرب

وعن أخته لا يستغني

ورضاها هو أجمل مكسب

عفاف إندراوس

..

تانكا - الواقع والأوهام بقلم: أحمد هاني الحمدان



قال:

بين الواقع والأوهام

مسافات طويلة

تجتازها بمجرد التوقف

عن ترك العنان للخيال.

فمتى أصل المحطة الأخيرة

قالت:

دعني فإنني أرى صورتك

مهشمة في كل مرايا الحياة

فهربت إلى عالم الأحلام

وليلي معتم لا قمر فيه.

فمن يقيني عثرات الطريق!!؟؟

.

أحمد هاني الحمدان


الرجل الظل بقلم: سعيد العكيشي


(الرجل الظل)

____________


كيف حالك ؟

ككل ليلة, آكل الكآبة فيأكلني

الانتظار,

ككل ليلة, أقف خلف النافذة

أنتظر الريح لأمسكها من

شعرها وأخطف قبلتك التي

ترسلينها في أوقات متفاوتة

من الليل,

لا تسخرِ مني إن قلت لك,

ككل ليلة, وأنا أنتظر قبلتك

يعلِّقني الخيال بجذوع السحاب,

أفكر أن أكون طويلاً طويلاً…

بطول قائمة ديوني من قبلاتك,

أفكر الليلة أن أروي عطش روحي

وأسدد لك قبلتين قبل أن يطوي

الليل رداءه ويرحل,

صدقيني لو قلت لك,

ككل ليلة, يدهسني قطار الانتظار

فيسحقني تماماً,ولم يُبقِ مني إلا ظلي,

بحق السماء لا تحرمِ الرجل الظّل

من قبلاتك, حتى لا يتلاشيء

ويختفي.


سعيد العكيشي/اليمن

 

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات