هدير صاخب
وحدة صامتة
خريف رسام
لوحة جديدة
في إطار الصيف
قطراتُ مطر
على زجاجِ الخريف،
ضياءٌ يتسلّلُ
زخات مطر
أثر على الطين
يمحوه الوقت
بداية الصيف،
ثلج المروج يذوب،
والأزهار تنمو
حكايا الضاد في محراب الجنون، همسات ورؤى نقدية، تمردات ريشة وبقع ألوان، فلنتوحد حد أقاصي الملكوت
هدير صاخب
وحدة صامتة
خريف رسام
لوحة جديدة
في إطار الصيف
قطراتُ مطر
على زجاجِ الخريف،
ضياءٌ يتسلّلُ
زخات مطر
أثر على الطين
يمحوه الوقت
بداية الصيف،
ثلج المروج يذوب،
والأزهار تنمو
رسائل الليل (1)
الجبل لا ينهار
قد يغمره السيل
قد تنبت فوقه الأشواك
وقد يرتع فوقه الماعز
لكنه يبقى جبلا
لا يتزحزح مادام
ثابتا
تشرق فوقه الشمس
وتغمره الأنوار
الجبل يبقى جبلا
لا يتزحزح
أبدا.... لا تؤذه
حوافر البغل
لا خلية النحل... في
الأغوار
لا للجبل أن يئن
..... بدقة المسمار
الجبل... جبل
الجبل... جبل
يا أخسة المعيار
++++
نظف من حولك الشوائب
ياأيهذا الفتى
دس على الرداءة
وامشي على الماء
لا تلتفت وراءك
لثرثرة الحمار
كن أنت الريح
والإعصار
كن أنت البداية و
النهاية
وانزفك من أورامك
صادقا
لا متكلفا
علمهم الأشعار
فأنت النبي الجديد
وإنك المختار
أد الرسالة... لا
تهتم بالفجار
كذا فعلوا قبلك
بالأنبياء
كذا هم الأشرار
فاكتب نشيدك وارحل
فأنت المصطفى
للشعر والأحبار
فازرع على الضوء وردك
لا تكترث بالليل
فغدا
لناظره....معيار
قنديل الليل شمس
الخضراء
الشاعر عبدالرزاق
البحري
بني مالك/تونس
في 18/11/2025
تأملات في ذهب الخريف
يفيق الخريف على
المدينة محاطًا بضباب فضي يشد إليه الصباح الباكر بأذرع هادئة. الشمس تطل بخجل،
كأنها ابتسامة مرهقة بعد ليالٍ طويلة من الأحزان، تُلقي أشعتها على أوراق الأشجار
التي اختلطت ألوانها بين الأصفر والأخضر. تبدو الأوراق كما لو أنها مشبعة بصمت
الجراح، تبث في الروح تأملاً ممزوجًا بالأسى والعمق. الرياح تمر بلطف، تعزف لحناً
شجيًا بين الأغصان، وكأنه وداع غير مكتمل، بينما تتراقص الأوراق في حركات عشوائية
لكنها ساحرة، لتسكن في النهاية على الأرصفة المعتنقة للصمت الهادئ
خطوات تدوس فوق الذكريات،
وكأنها تمحو أثراً لا يُمحى. المارة يندفعون على الأرصفة، أقدامهم تسابق الزمن،
تطأ أوراق الشجر المتناثرة بلا اكتراث، وكأنهم يتجاوزون شظايا حكايات صامتة تجثو
تحت أقدامهم. لو أنهم أدركوا أن كل ورقة ساقطة ليست مجرد هشيم يجرفه الخريف، بل
نبضة استقرت طويلاً في قلب شجرة، ثم تساقطت برفق لتحضنها الأرض التي تعرف سرها،
لربما خففوا وطء خطواتهم وأعاروها شيئًا من الحنان أو الاحترام.
الحافلات والقطارات
تسير بخطى رتيبة فوق طرق المدينة، تحمل معها أجسادًا متعبة وعقولًا منهكة، أرهقها
سهر الليل والعمل الدائم. يحدوهم صمت طويل يرتوي منه الرجاء في راحة قصيرة وسكينة
غامضة. ومع ذلك، تتنفس المدينة بيوم جديد، تفتح صفحات الفجر لتعيد دوران آلاتها
وأصوات أقدام لا تهدأ، تسير بلا توقف نحو حلم آخر لا يزال بعيد المنال.
أما أنا، فيقف بصري
حائرًا على تلك الأوراق التي تتراقص بين زوايا الطرقات. أدرك أن الخريف هنا ليس
فصلاً للذبول أو مدخلًا للنسيان؛ بل حديث صامت يحمل بين أنفاسه رسائل أبدية
للبقاء، وأطيافًا من الآمال المختبئة بين برودة ريح المدينة الصاخبة التي لا تسكن
يومًا.
شهقةٌ أُخيرةٌ
تسقطُ فوقَ ورقةٍ،
كانتْ فراشةً.
Soupir final.
Il tombe sur une feuille.
C’était un papillon.
---
شهقةٌ أُخيرةٌ،
بيضٌ فوقَ نباتٍ،
جناحٌ في الغياب.
Soupir final.
Des œufs sur la plante.
Une aile dans l’absence.
---
يرقةٌ تتغذّى
على غُصنِ شجرةٍ،
وتهويدةُ رضيع.
Une chenille se nourrit
Sur une branche d’arbre.
Et une berceuse d’enfant.
---
شرنقةٌ تنفتحُ
على أجنحةٍ في السماء،
رفرفةُ روح.
La chrysalide s’ouvre
Sur des ailes dans le ciel.
Un battement d’âme.
محمد العلوي آمحمدي
Mohamed Alaoui Mhamedi
وشي المطر...
على شباكك الاخضر...
تتسمر العيون...
ترقب فيضك الآتي
من اعماق الندى
حتى آخر الدهر..
ترتسم إشراقة الغيم
هناك..
تجلو الأوجاع...
تزحم الكدر
تتلبد الاشتياقات..
ركاما من الفقد...
..وينساب من خلل
البرد
دفؤك المعهود ...خلسة
يسري في اعطافي..!
كالنيران
...كالسحر..كالخدر
احثو ابتساماتك
لجراحي
ذخرا..
دونما عد...!
اشدو في حلكة الدرب
الموحش
اغنياتي الحالمة..
بلا لحن
بلا وتر...!
محمدالعتبي