عيون الكون بقلم: سامح توكل أبوالسبح

 





عيونُ الكون

=======

أبصرتُ ذاكَ الحسنَ فازدانَ البصرْ

فما أفقْتُ بليلٍ ولَا رُمْتُ السَّحَرْ

 

هَجَعَتْ عُيونُ الكونِ لمْ أسْكُنْ بِها

ولا غَفَتْ عَيناىَ أَضْناها السَّهَرْ

 

طافَتْ ظُنوني واستبدَّ بِىَ الجَوَى

أضْحَيْتُ مَهْمُوما بِسَاحٍ مِنْ كَدَرْ

 

ونَهَلْتُ مِن كأْسِ الهوى لمْ أَرْتَوِ

جَفَّتْ عُرُوقي غرَّها ذَاكَ النَّهَرْ

 

غَرَقَتْ سَفِينِي في غَدِيرِ مَدَامِعي

لم تَسْلمِ الشُطئانُ مِن هذا البَحَرْ

 

أسْرَى الأنينُ مُحَلِّقا فِى أضْلُعي

ناحَ الكمانُ مُواسِيًا نبضَ الوَتر

 

ذُقْتُ الصبابةَ وانتَشَتْ بِمَسامِعي

أصداءُ لحنٍ مَسَّهُ همْسُ القمر

 

زَخَّاتُ عِشْقي أيقَظَتْ بِمَخادِعي

سَيْلا شَغُوفا هزَّهُ ذاكَ المطر

 

أرسَلْتُ عُنقودا بِهَمسِ مَشاعِري

طار الحمامُ مُغرِّدا أَلِفَ السَّفر

 

وَشَدَتْ نوارسُ والبلابلُ غَرَّدَت

حَضَنَ النَّخيلُ بطلعِهِ وَرَقَ الشَّجر

 

أشْهرتُ سيفي للوَغَى من غِمدِه

كي أقتلَ الهجرانَ حتَّى ينكسرْ

 

لاحَتْ سَمايا بالمُنَى في مَهْدِه

ونَمَا الحنينُ بِرَوْضتي سَبَقَ الزَّهَر

 

بَدَتِ المدائنُ والحدائِقُ كلُّها

كخميلةٍ مزْيُونةٍ تُجْلي النَّظر

 

مَرَّت كَريمٍ بِالفَلا فِي خُدْرِها

نطقَ الحياءُ بِجيدِها لمْ يسْتَتِرْ

 

بدرُ المُحَيا والهلالُ بِثغرِها

جمعَ المحاسنَ والمفاتنَ والدُررْ

 

والحسنُ من فرطِ البهاءِ بنورِها

نَثَرَ الضِّيا فوقَ الرُّبى لَمْ يَستَشِر

 

وتأنَّق الوردُ الشغوفُ بِقدِّها

نثرَ الأريجَ بِخَصْرِها لمْ يعتذر

 

عينُ المَها أسْرَت بِها فى حُلِّةٍ

من سندسٍ طافَت بها كَىْ تَعْتَمر

 

والشعرُ ليلٌ سارحٌ برحابِه

تشدوالقصائدَ والقوافي تُأْتَمر

 

وجناتُها عصَفتْ بِروحي وانزَوت

نبضاتُ قلبي تشتهي ليلَ السمر

 

فدعوتُ ربِّي راجيًا وصلاً بِها

سلَّمتُ رُوحِي والحنايا للقَدَر

 

سكنتْ فؤادى واعتَلتْ خلجاتَه

وسَرى الحنينُ بروضتي حتَّى انتصرْ

=========

بقلمى سامح توكل أبوالسبح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات