سيرةُ الخطأ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا الصوتُ الذي
أضاعَ صداه،
الحنينُ الذي زرعَ
معناهُ في طريقِ الانتظار،
كالذي يزرعُ الألغامَ
في طريقِ عدوٍّ لم
يولد.
أُحدّثُ نفسي،
فيُجيبني الحزنُ
بصوتي،
كما لو كنتُ خطأً
مطبعيّاً في آلةِ القدر،
أو كلمةً تُركتْ
لتكتبَ نفسها بنفسها
الحظُّ يمشي نحوي،
ليتأكّدَ أنني خطأُهُ
القديم،
وأنا أبتسمُ له
كما يبتسمُ الغيابُ
لمن يبحثُ عنه في
المنام.
الأشياءُ التي مرّت
بي
تقولُ: نحنُ الأصل،
وأنت الاحتمالُ
الخطأُ الذي حدث،
أبحثُ عن صدىً يعترفُ
بوجودي،
فأجدُني الصدى الذي
ينكرهُ الصوت.
أصبحتُ ثلاثة:
أنا، والصوتُ، والصدى،
أتناوبُ على السيرِ
في فراغٍ بلا نهاية،
أختبرُ ذاتي في
الوجود.
الحنينُ يزرعُني
لغماً في كلِّ طريق،
والحظُّ يتربّصُ لي
في زاويةٍ لا أراها،
والكلمةُ تتلوّى بين
أصابعي،
تحاولُ أن تكتبَ
نفسها
دون أن تعرفَ من أنا.
أنا مجرّدُ ترهّلاتٍ
في مرآةِ السراب،
يفكّرُ الوقتُ أن
يطيرَ بي
إلى العدم.
سعيد العكيشي/اليمن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق