فِي آخِرِ
الطَّرِيقِ... تَبْدَأُ البِدَايَةُ
رَحْلَاتُ نَفْسٍ فِي
دُرُوبِ رُؤَاهَا تَسْعَى وَلَا تَدْرِي إِلَى أَيْنَ مَدَاهَا
تَمْضِي كَسَطْرٍ فِي
كِتَابٍ غَامِضٍ يُتْلَى عَلَى الزَّمَنِ الَّذِي أَخْفَى ضِيَاهَا
نَمْشِي وَنَحْمِلُ
فِي الْقُلُوبِ حَنِينَنَا نَحْنُ الظِّلَالُ وَنَحْنُ نُورُ سَنَاهَا
تَبْكِي الطُّفُولَةُ
فِي زَوَايَا ذِكْرَنَا وَيَضِيعُ مِنَّا الْحُلْمُ فِي لَأْوَاهَا
مَا الْحَيَاةُ
إِلَّا خَطْوَةٌ مَحْسُوبَةٌ يَغْفُو عَلَيْهَا النَّاسُ بَرَغْمِ بَلَاهَا
لَا شَيْءَ يَعْلُو
فِي الدُّنُوِّ وَإِنَّمَا تَحْيَا الْقُلُوبُ إِذَا تَسَامَتْ فِي رُجَاهَا
إِنَّ الَّذِي
يَرْجُو السَّعَادَةَ فِي الثَّرَى لَنْ يَرْتَقِي مَعْنَاهُ فَوْقَ سَمَاهَا
عِشْ لِلْفَنَاءِ
فَفِي الْفَنَاءِ بَقَاؤُنَا وَتَغِيبُ أَجْسَادٌ وَيَبْقَى مَا جَنَاهَا
إِنَّ الْوُجُودَ
سُؤَالُ نَفْسٍ حَائِرٍ يَسْعَى لِيَفْهَمَ كَيْفَ جَاءَ وَمَنْ بَدَاهَا
يَا نَفْسُ لَا
تَغْتَرِّي بِزَخْرَفِ دَهِرٍ فَالدَّهْرُ يَبْنِي ثُمَّ يَهْدِمُ مَا بَنَاهَا
وَإِذَا أَتَاكِ
النُّورُ فِي سَكَنِ الْخَفَا فَافْهَمِي أَنَّ الْحَقِيقَةَ فِي خُفَاهَا
تَغْفُو الْحَيَاةُ
عَلَى الْجُرُوحِ كَأَنَّهَا نَفْسٌ غَرِيبَةٌ تَحْتَارُ فِي مَسْرَاهَا
لَا تَحْزَنِي يَا
نَفْسُ إِنَّكِ عَائِدَةٌ لِلْحَقِّ يَكْتُبُ فِي الضَّمِيرِ هُدَاهَا
سَتَرَيْنَ فِي آخِرِ
الطَّرِيقِ نَهَايَةً تُفْضِي إِلَى بَدْءِ الْحَيَاةِ وَنُمَاهَا
د.حسين الزبيدي من
العراق

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق