حُلُمٌ أُجْهَض كالعادة.. ق.ق.ج بقلم: محمد الخميسي






 

 


حُلُمٌ أُجْهَض كالعادة ..

قصة قصيرة جدًا ... محمد الخميسي

قد يبدو كلامي للوهلة الأولى عنيفا ، لكنه جاء بِعنف تَحطم مرآةُ باردة.

حلم كنت أرى فيه جمالا ، فأتأهب لأعيشه واقعا .. ولكنه كان يهرب ككل شيء يمضي ويهرب مع العمر .

 و مع كل مساء أجلس لأشكو ضعفي للأرق ، فيرافقني الدمع و غصّة ابتلعها قبل أن تصبح علقمَ حلمٍ .

 وقد تخون الحياة أحلامك ، وقد تغتالها حتى قبل أن تولد ، عندما تشبه أحلامك عَلَقة تحاول الالتصاق بالجدار المتوتر الذي هو الواقع ، و تنتظر الحلم ليحمل به رحم أمنية ، و تتمنى أن تكون مشيمته قوية فتربي الحلم ليكبر و يصبح في الغد القريب جدا حقيقةً من الواقع ،

وتظل تجهز كل الظروف ، وترتبها لانجاز لوحتك ، لتتفاجأ بالإجهاض جاء مثل مصيبة ، حتى أنه يشبه سوط جلاد ، يترك سوطه أثار دماء وندوب . ويظل النَّزْف بلا توقف.

عندها فقط ستتمنى الموت ، لكنك لا تموت ، بل ستبقى لتقاوم الحياة بأكثر من كذبة لتقدمها قربانا و لتستمر بالحياة خيال مآتة يرقِّع حلمه ، و تقوم بوضع الحلم برحم الأمنية كعادتك.. رغم أنك تدرك مسبقا أنه ميت لن تُبعثَ فيه حياة ،

و لكن ماذا عليا أن أفعل إذن حتى يصبح حلمي البسيط حقيقة وواقع ؟

سأتفاجأ بالجواب يقول :

أنت غير صالح لأن تحلم فلا تعاند الحياة ....

م.خ

م.خ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات