ُبكاءٌ على ضِفافِ
الموتِ
نستجدي الموتَ منَ
الموتِ رَحمةً،
فلا نموتُ
تزورُنا الأيّامُ
تَواتُرًا،
تَمُرُّ علينا
شُموسُها في زَوايا النِّسيانِ
نُحْتَرِفُ
الصَّمْتَ،
نصرخُ بالسُّكوتِ،
لاءاتٌ مَكتومةٌ
تُردِّدُ في النفسِ صَداها
فكانتْ لاءاتُ دَمْعٍ
في جَميلاتِ المآقي
في كلِّ بيتٍ منَ
البيوتِ
تَحكي لنا قِصصًا من
الفقرِ،
منَ العَوَزِ
طِفلٌ يَمتصُّ
الهَواءَ مِن رَضاعَتِه،
وأمٌّ تُحرِّكُ
الملحَ لِتُصَبِّرَ أبناءَها،
لعلَّ زَوجَها يعودُ
مَحمولًا بمُساعَداتِ الأونروا
مشلولُ حربٍ يَنتظرُ
كُرسيًّا،
ومريضٌ بالسَّرطانِ
يَنتظرُ فَتحَ المَعبرِ،
لعلَّ في الخارجِ
عِلاجٌ
وربُّ أسرةٍ يُخيطُ
سَقفَ خيمتِه،
لعلَّها تَفيه
وأُسرتَه مطرَ هذا العامِ
وآخرُ يبحثُ بينَ
أنقاضِ منزلِه
عمّا يَقيهِ مِن
شتاءِ القَرِّ
وفلّاحٌ يَندُبُ
حَظَّه، مُحاولًا جَمعَ بقايا محصولٍ
دَمَّرتْه آلاتُ
الشَّرِّ
سُبحانكَ ربّي
أَيُوجَدُ في
الإنسانيّةِ كُفرٌ
أكثرُ مِن هذا
الكفرِ؟
ربَّنا… إلهَنا اسمعْ
على ضِفافِ الموتِ بُكاءَنا
ربَّنا… إلهَنا
أَعْطِنا خُبزَنا كِفافَنا
ربَّنا… إلهَنا
أَمِتْنا أو أَلْهِمْنا مزيدًا مِن الصَّبرِ
ربَّنا نحنُ على
ضِفافِ الموتِ نَحيا
ولا نموتُ
ربَّنا… إلهَنا هَبْ
لنا من لَدُنكَ ثَورةً،
تَجتاحُ هذا الصَّمتَ
لِتَجتَثَّ السُّكوتَ
Abd Elghafour Abu Alhasan

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق