نصوص هايكو بقلم: أحمد العكش






نوافذُ دافئةٌ

تلمسُ وجهَ البحرِ

طيورُ نَوْرَسٍ

 

نوافذُ دافئةٌ

صقيعُ الروحِ بالخارجِ

يُخفيهِ الضبابُ

 

نوافذُ دافئةٌ

دفءٌ يعانقُ الجدرانَ

رائحةُ القهوةِ

 

نوافذُ دافئةٌ

نبضةٌ تُوقِظُ فَراشةً

تعشقُ الزهورَ

 

نوافذُ دافئةٌ

ضوءُ الصباحِ يخاطرُ

بينَ الستائرِ

 

نوافذُ دافئةٌ

يكتبُ المطرُ حكايةً

تسري بحب

 

نوافذُ دافئةٌ

ليلٌ يُدلّي أنفاسَهُ

فوقَ المخادعِ

 

نوافذُ دافئةٌ

عطرُ الندى يتكاثرُ

في قلبِ وردةٍ 

نصوص هايكو بقلم: ازدهار قوتة

 




"هايكو "

لن يغادر السنونو

ثوبها يحوي

جميع الفصول

…………

قطاف الكرز

لو أخبئك

أيها الحفيف

………..

في نهر جاف

أطفال يرسمون

أسماكاً

……….

سمك يفرفر

و في شباكه أيضاً

لباسها البحري

…………

من تراب

و إلى تراب

يا زهرة الفاوانيا

…………

على وسادتها

رائحتها القديمة

و حلم لم يتغير

…………

لو نتبادل الأدوار

أنتِ تكتبين الهايكو

و أنا أرفرف

………..

نظرة بعيدة

لا أثر للحزن

في حقل البنفسج

…………

أسراب السنونو

هل تمنيتَ يوماً

أن تكون سماء

…………

حقل الخردل

تلمس كتفي

فراشة صفراء


نصوص هايكو بقلم: سعاد حجري

 




زيتون ~

بين فكي الرحى

ذهب أصفر


من الشمس

 تستمد نكهتها ~

أثمار الزيتون


عناق عن بعد ~

على جانبي الطريق

أشجار زيتون


شموخ ~

مرصعة بالزمرد

شجرة زيتون


لا براح في قيمتك

أيها البٍكر  ~

زيت زيتون


سعاد حجري


نصوص هايكو متتالية بقلم: Khadija Idrissi

 






انتظار الفجر،

تسبقني كما العادة

زفرات الليل!


زفرات الليل،

تسحبني في العتمة

يد الذكرى!


يد الذكرى،

تسافر بي إلى ماض بعيد

ضمة حنان!


*خديجة *


نصوص هايكو بقلم: أحمد العكش

 






رملُ الصحراءِ،

أثرُ خطواتٍ يذوبُ – 

ريحٌ عابرة. 


أضواءُ مدينةٍ، 

تنعكسُ فوقَ زجاجِ المطرِ – 

ظلٌّ مسافر. 


غروبُ الشمسِ، 

طائرٌ يقطعُ الأفقَ – 

صمتُ المساء. 


..احمد العكش..


هايبون| عند محطة البدء بقلم مصطفى عبدالملك

 




هايبون| عند محطة البدء

هربتُ منّي إلى سطور كتاب، باحثاً عن محطةٍ أستريح فيها، فإذا بالكتاب يعيدني إلى أنايَ الأولى، تلك الضائعة في ظلالها الأقدم. بيني وبيني انبسطَ فراغٌ ممتدّ كعمر الأرض منذ بِدئها، حتى لمعت جملةٌ واحدة كشفتْ لي "ملحمة الهبوط".

لم يكن ميلتون يكتب عن التمرد الأول فقط؛ كان يضع مرآةً بين الحروف، مرآةً لا تعكس الوجه، بل تعكس إعادة ترتيب النور المفقود بعد كل هذا الظلام الذي يغشى الأرض رغم بُهرجها. كمسافرٍ بين صفحةٍ وأخرى، شعرتُ أنني أسير فوق حافة هاوية خبّأتها طويلا تحت ابتسامات خفيفة وزلَّةٍ تشبه أكل التفاحة الأولى.

لم أغلق الكتاب حزيناً على ما فقدناه، بل مُستبصِراً بالسقوط نفسه، وبالسبيل الذي قد يعود بالإنسان من ضياعه فائزاً.

نهايةُ الخِطْء–

تستعيد أشجار الجنة

نفَسَها الأول!


سقوط عظيم–

تفتح الأرض ليلها

لنور باهت!


بعد الضياع–

يتلمس مشكاته الأولى

نور باهت!

مصطفى عبدالملك الصميدي| اليمن


هديل الكلام بقلم : أ. محمد الصغير الجلالي

 





هديل الكلام

أ. محمد الصغير الجلالي

لمن يغرد

هذا الحمامُ

في الصباحِ

وفي المساء؟

يميلُ صوته

نحو نافذتكِ،

ميل عاشق

على وعدٍ قديم،

ويهمسُ:

ما زال في القلب متسع

لمن يجيء

ولو بعد حين.

ويتابعُ غناءَهُ

كأنَّهُ يلتقطُ

ما تناثرَ من روحِكِ

في ليلٍ طويل،

ويوقظُ فيكِ

طفلًا

كان ينامُ

على صدرِ الحكايا،

ويفتحُ نافذةَ القلب

لنسمةٍ

تَعرفُ اسمَكِ،

تدخلُ

كأنها آتيةٌ

من زمنٍ

كان يحبُّكِ.

هذا الحمامُ

لا يغنّي عبثًا؛

إنه يجمعُ نورًا

سقطَ من خطواتكِ،

ويحملهُ

إلى شجرةِ الصباح

ليصنعَ منه

عشًّا

يشبهُ حلمكِ.

وحين يرفرفُ

أسمعُ في جناحِه

رجعَ نبضٍ

كنتِ تخبـئيــنهُ

ليقيمَ فيكِ،

فأعرفُ أن الغناءَ

ليس للهواء،

بل لكِ…

وكأنَّ الحمامَ

مرآةُ قلبٍ

يتذكّرُكِ

كلما طار.

ويواصلُ نشيدَه،

كأنَّهُ يرشُّ على الصبح

ملحَ حضوركِ،

ويشيعُ في الدقائق

دفئًا

يأتي من جهةِ صوتكِ.

يرتفعُ قليلًا،

ثم يهبطُ،

كأنهُ يشرحُ للنهار

كيف يمشي الحنان

على قدمين،

وكيف يصدحُ القلبُ

إذا مرَّ طيفُكِ

خفيفًا

قرب النافذة.

وحين يدورُ

فوق السقيفة،

أشعرُ أنه يرسمُ

دوائرَ من ضوء،

يضعُكِ

في مركزها،

كأنَّ العالمَ

لا يستقيمُ

إلا بقلبكِ.

وحين يبلغُ

نهايةَ غنائه،

يرفرفُ

كأنهُ يمسحُ عن نافذتكِ

غبارَ المساءات،

ويتركُ في الهواء

خطًّا من نورٍ

يميلُ إليكِ.

ثم يقفُ،

هادئًا،

كأنهُ يقولُ ما لا يُقال:

إنَّ القلبَ

حين يحبّ،

يصيرُ له جناحٌ واحد،

والآخرُ

تهديه لمن تحبّ.

ويغدو الصباحُ

أوسعَ قليلًا،

والكونُ

أقربَ إليكِ،

حين ينهي الحمامُ

غناءهُ

على عتبةِ روحكِ,

ويتركُ لكِ

سلامًا

لا يسمعُهُ

إلا قلبٌ

يعرفُ كيف يطير.

تونس ، 


نصوص هايكو بقلم: أحمد محمد الطيب





ظل القمر

على جدار الزمن

وميض غائب

 

ندى مخفي

بين شقوق الحجر

سرّ يتنفس

 

أمواج صامتة

ترسل أصداء

إلى قلب الغياب

 

غيم كثيف

يحتضن صمت السماء

رعد مفقود

 

أوراق متساقطة

على صمت الغابة

ظلّ طويل

 

شجرة وحيدة

تعانق خيبة الفجر

ريح مختفية

 

رمال الصحراء

تحت ضوء باهت

حلم يتلاشى

 

زهرة نائمة

على حافة الضياء

صمت خفيف

 

نهر عميق

يحمل صدى الجبال

سماء سرمدية

 

ضوء متوارٍ

بين حواف الليل

همس باقٍ      

  أحمد محمد الطيب         

نصوص هايكو بقلم : هاشم هندي





سكة قطار

وصوته يئن حنين

موال حزين


سكة قطار

تجتر المحطات سنين

لظى الفراق


سكة قطار

العمر محطات انتظار

خصلات المشيب


بقلمي/هاشم هندي 

نصوص هايكو بقلم أنور الأغبري

 




نصوص هايكو

عند الغروب

تختبئ الشمس خلف جدائلكِ

أنيقة كسنابل القمح!

___

قفص الدجاج

بِحبة ذرة واحدة

يبدأ الضجيج!

___

نهار طويل

في مضمار سباق الهجن

تُحدق العيون!

___

غروب الشمس

حمامة السلام البيضاء

أليس الصبح بقريب!

___

آخر العمر

تحصي الجدة أحفادها

خريف!

___

أيتها الحمام

أخرجي من أقفاصكِ

الورود على فوهات المدافع!

___

خسوف القمر

بحذر تنقش الجدة

كفيها!

___

وردة جافة

في كتاب مُهمل

تنبض بالشوق!

___

سجين رأي

على باب الزنزانة

يرسم حمامة!

___

صوت الناي

في حظائر المواشي

يسكنها الهدوء!

_____

أنور الأغبري


متتالية هايكو بقلم محمود عبدالشافي

 





متتالية هايكو

--------

غيمة عابرة

فوق صحاري الروح

تمطر حبًا


تمطر حبًا

رويدًا..رويدًا

تزهر الياسمينة


تزهر الياسمينة

على شباك الجدة

قارورة عطر


قارورة عطر

كلما لاح طيفك

تمطر غيمة


تمطر غيمة

تأخذني لجنة الأحلام

حكاية قبل النوم


حكاية قبل النوم

يسافر عبر الخيال

سندباد مجنون


سندباد مجنون

وسط تلاطم الأمواج

عيناك شراعي


عيناك شراعي

ماكل هذا الحنين

نوارس راحلة


نوارس مهاجرة

على شباك القطار

الحزن الأبيض


الحزن الأبيض

يفتح نوافذ الحنين

نواح يمامة


نواح يمامة

يخلع قلب الصبية

نافذة مغلقة


نافذة مغلقة

لمن سيرجف السعف

يقول النخيل


محمود عبدالشافي


هايبون ذات مساء بقلم: محمد العلوي آمحمدي

 




هايبون

ذات مساء

صوّبت فاتنتي نحو قلبي،

ثم رمت برصاصاتٍ من قُبَل

و«من القُبَل ما قتل».

مسحتْ بقايا أثر الطلقات عن يديها،

وآثارَ جريمةٍ لطيفةٍ لا تُرى

مَحَتها كما تُمحى الأدلة،

وخلّفت شكًّا معقولًا

لتبرئة نفسها.

من جرح القلب انفتح الليل،

وابتلع البحر ضوء القمر

وبقيتُ وحيدًا

في احتضارٍ أبدي.

أمواجُ الليل

تتقادفُ بنبضاتي —

غريقٌ بلا مرفأ


عيون الكون بقلم: سامح توكل أبوالسبح

 





عيونُ الكون

=======

أبصرتُ ذاكَ الحسنَ فازدانَ البصرْ

فما أفقْتُ بليلٍ ولَا رُمْتُ السَّحَرْ

 

هَجَعَتْ عُيونُ الكونِ لمْ أسْكُنْ بِها

ولا غَفَتْ عَيناىَ أَضْناها السَّهَرْ

 

طافَتْ ظُنوني واستبدَّ بِىَ الجَوَى

أضْحَيْتُ مَهْمُوما بِسَاحٍ مِنْ كَدَرْ

 

ونَهَلْتُ مِن كأْسِ الهوى لمْ أَرْتَوِ

جَفَّتْ عُرُوقي غرَّها ذَاكَ النَّهَرْ

 

غَرَقَتْ سَفِينِي في غَدِيرِ مَدَامِعي

لم تَسْلمِ الشُطئانُ مِن هذا البَحَرْ

 

أسْرَى الأنينُ مُحَلِّقا فِى أضْلُعي

ناحَ الكمانُ مُواسِيًا نبضَ الوَتر

 

ذُقْتُ الصبابةَ وانتَشَتْ بِمَسامِعي

أصداءُ لحنٍ مَسَّهُ همْسُ القمر

 

زَخَّاتُ عِشْقي أيقَظَتْ بِمَخادِعي

سَيْلا شَغُوفا هزَّهُ ذاكَ المطر

 

أرسَلْتُ عُنقودا بِهَمسِ مَشاعِري

طار الحمامُ مُغرِّدا أَلِفَ السَّفر

 

وَشَدَتْ نوارسُ والبلابلُ غَرَّدَت

حَضَنَ النَّخيلُ بطلعِهِ وَرَقَ الشَّجر

 

أشْهرتُ سيفي للوَغَى من غِمدِه

كي أقتلَ الهجرانَ حتَّى ينكسرْ

 

لاحَتْ سَمايا بالمُنَى في مَهْدِه

ونَمَا الحنينُ بِرَوْضتي سَبَقَ الزَّهَر

 

بَدَتِ المدائنُ والحدائِقُ كلُّها

كخميلةٍ مزْيُونةٍ تُجْلي النَّظر

 

مَرَّت كَريمٍ بِالفَلا فِي خُدْرِها

نطقَ الحياءُ بِجيدِها لمْ يسْتَتِرْ

 

بدرُ المُحَيا والهلالُ بِثغرِها

جمعَ المحاسنَ والمفاتنَ والدُررْ

 

والحسنُ من فرطِ البهاءِ بنورِها

نَثَرَ الضِّيا فوقَ الرُّبى لَمْ يَستَشِر

 

وتأنَّق الوردُ الشغوفُ بِقدِّها

نثرَ الأريجَ بِخَصْرِها لمْ يعتذر

 

عينُ المَها أسْرَت بِها فى حُلِّةٍ

من سندسٍ طافَت بها كَىْ تَعْتَمر

 

والشعرُ ليلٌ سارحٌ برحابِه

تشدوالقصائدَ والقوافي تُأْتَمر

 

وجناتُها عصَفتْ بِروحي وانزَوت

نبضاتُ قلبي تشتهي ليلَ السمر

 

فدعوتُ ربِّي راجيًا وصلاً بِها

سلَّمتُ رُوحِي والحنايا للقَدَر

 

سكنتْ فؤادى واعتَلتْ خلجاتَه

وسَرى الحنينُ بروضتي حتَّى انتصرْ

=========

بقلمى سامح توكل أبوالسبح


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات