لو عرفتِ أن تحبّني
لو عرفتِ أن تحبّني…
لما تقطّعت الأشواق
في صمتكِ،
ولما أفل القمر قبل
أوانه،
في ليلةٍ خجلى من
عينيكِ.
كنتِ ستعلمين أن قلبي
صغير،
لكنه كبير بما يكفي
ليضمّكِ،
وأن شوقي لكِ نهرٌ لا
يعرف الحدود،
ولا يفنى مع الأيّام.
لو سألتِني: كيف أفهم
الحب؟
أجيبكِ أن الحب ليس
كلمة تُقال كل ساعة،
ولا فعلًا منفردًا
يُبنى عليه حكم،
بل هو اكتمال الكلمة
بالفعل،
وانعكاس الفعل على
الوعي الداخلي.
فمن يحبّكِ حقًا:
يثبت في حضورك
وغيابك،
يحفظ تفاصيلك الصغيرة
كأناشيد،
يضحّي بلا تظاهر،
ويمنح الأمان بلا
سؤال.
الكلمة وحدها تُنعش،
والفعل وحده يُثبت،
والوعي وحده يُعمّق…
فإذا اجتمعت الثلاثة،
صار الحب نورًا لا
ينطفئ.
اتركي الماضي ومزّقي
أوراقه،
وافْتَحي كتابًا
جديدًا لا تُمحى صفحاته،
ولا تُقطّع أوراقه
عند أوّل عاصفة.
كتابٌ يُكتب بحبر
الوفاء،
ويُخطّ على سطور
الصدق،
ويُعجن بالحب
والأخلاق،
تلك التي أضحت نادرة،
لا يعرف قيمتها إلا
الشاعر،
الذي يرى في الكلمة
روحًا،
وفي الروح خلودًا لا
يزول.
أُحبّكِ… لا كما
أحبَّ عنترةُ عبلة،
ولا كما جنّ قيسٌ
بليلى،
ولا كما هام جميلٌ
ببثينة،
ولا كما كتب نزار
قباني والمتنبي،
بل حبًّا يتجاوز حدود
الكلام،
وينفجر في الروح
كالنور،
كأنه ولادة أخرى
للعمر.
لو كان حبّي في
العيون قصيدةً
ما خانها وزنٌ، ولا
أبحرُ
إني أحبّكِ في صموتي
كلّهُ
والبوحُ عندي أوسع
البحرِ
ليس «أحبّكِ» همسُ
شفتَيّ فقط
بل ما تُفسّرهُ خطى
عمري
أفعاليَ البرهانُ،
لستُ مُجرّدًا
كلمًا يُقالُ ويَذبلُ
الزهرُ
أُحبّكِ فعلًا، أن
أُقيم مقامَكِ
في القلبِ مهما
عاتبتْ قَدَري
وأحبّكِ صِدقًا أن
أُخبّئ حُزنكِ
كي لا تراهُ عيونُ
هذا الدهرِ
أُحبّكِ… لا بالحديث
الكثيرْ
ولا بالوعود التي لا
تصيرْ
ولكن بحُبٍّ إذا
غِبتِ يومًا
تظلّ الملامح فينا
حضورْ
أُحبّكِ… في لحظةٍ من
هدوئي
وفي ثورةِ القلبِ حين
يثورْ
فلو تسألين عن الحبِّ
عندي
هو الفعلُ أولًا… ثم
سِرّ الشعورْ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق