وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…
تَمْتَدُّ فِينَا
كَخَيْطِ ضِيَاءٍ عَلَى جَفْنِ لَيْلٍ بَعِيدْ،
تَضُمُّنَا مَرَّةً،
ثُمَّ تَتْرُكُنَا
فِي الرِّيَاحِ كَأَوْرَاقِ عُمْرٍ شَرِيدْ.
نَسِيرُ وَفِي
الصَّدْرِ جُرْحٌ قَدِيمٌ،
يُغَنِّي مَعَ
النَّبْضِ أَلْحَانَهُ الخَافِيَةْ،
وَنَخْفِي الدُّمُوعَ
كَمَنْ يَخْجَلُ مِنْ وَلَهٍ،
وَنَبْتَسِمُ… كَيْ
نَمُرَّ عَلَى الوَجَعِ بِكِبْرِيَاءِ المَحَبَّةِ.
وَلَكِنَّهَا
الحَيَاةُ…
تُقَدِّمُ لِلْقَلْبِ
وَرْدَةً،
ثُمَّ تَسْرِقُ
مِنْهُ الْعِطْرَ،
وَتَهْمِسُ:
تَعَلَّمْ،
فَفِي كُلِّ
خُسَارَةٍ نُورُ وَلَادَةٍ جَدِيدَةٍ.
نُخَاتِلُ لَيْلَ
الحَنِينِ،
نُرَاوِدُ
أَيَّامَنَا بِالضِّيَاءِ،
وَنَحْلُمُ أَنَّ
الَّذِينَ أَحْبَبْنَاهُمْ
يَرَوْنَا فِي
النَّجْمِ وَهُمْ يَنْعَمُونَ بِسَكِينَتِهِمْ الأَبَدِيَّةِ.
وَلَكِنَّهَا
الحَيَاةُ…
تُقَاوِمُنَا
كَالْمَوْجِ،
نُحَاوِلُ أَنْ
نَسْتَرِيحَ عَلَى كَفِّهَا،
فَتَأْخُذُنَا نَحْوَ
بَدْءِ جَرِيحٍ،
نَسِيرُ وَنَخْشَى
السُّقُوطَ،
وَنَعْلَمُ أَنَّ
الْخُطَى – مَهْمَا تَبَاعَدَتْ – سَتَصِلُ.
وَنَبْقَى…
نُقَاوِمُ أَنْ
نَنْكَسِرْ،
نُخَبِّئُ فِي
أَعْمَاقِنَا أَمَلًا ضَئِيلًا كَنَبْتَةِ صَبْرٍ،
وَنَسْمَعُ فِي
رُوحِنَا صَوْتَ الْحَيَاةِ يَقُولُ:
لَا تَتْرُكِ
الْحُلْمَ… فَهُوَ آخِرُ مَا يَبْقَى.
وَفِي آخِرِ
اللَّيْلِ،
تَهْمِسُ نَجْمَةٌ
فِي سَمَاءِ الْوُجُودِ البَعِيدْ:
سَتُفْلِحُ يَا
صَاحِبَ الْوَجَعِ،
فَإِنَّ الصُّبْحَ
لَا يَخُونُ الَّذِينَ صَبَرُوا.
سَعِيد إِبْرَاهِيم
زَعْلُوك

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق