مدن الفقد – سعيد إبراهيم زعلوك




مدن الفقد –
فقدنا الطفولةَ…
حين تساقطت الطائراتُ الورقيّة
في غيمٍ لم يَعُد يَضحك،
وحين ابتلعَ الزقاقُ ضحكاتِنا
كما يبتلعُ الغيابُ العُمر.
وفقدنا الوطن...
بيتًا صار ظلًّا على الخريطة،
وأذانًا غُرق في الضباب،
وزيتونةً تبحثُ عن يدٍ
تغرسُها من جديد.
وفقدنا الحبَّ...
لم تعد النظرةُ تُزهِّر،
ولا الهمسةُ تشعلُ ليلًا،
صرنا نُطارد مرايا مُتعبة،
وأرواحًا تتزيّن بابتساماتٍ مُستعارة.
حتى نفوسُنا…
تاهتْ في الغربة،
وغدونا غرباء عن وجوهِنا،
نستجدي ملامحَنا
من زجاجٍ لم يَعُد يعرفُنا.
ومع ذلك،
رغم الخراب،
ما زال في العيونِ بريقٌ صغير،
وفي القلوب جذوةٌ لا تموت،
كأننا نولدُ من رمادنا
في كلِّ انكسار.
✍

سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك 

Comments

Popular posts from this blog

تأملات في وجه الوطن: Julia Alshikh

أضداد بقلم: الطيب عمر السنوار

أمطار تشرين...محمد الصالح بوبكر

في محرابك .. أحمد العكش

المجموعة الأولى – صدى ضحكاتنا بقلم: أيمن دراوشة

دموع على حافة الرواية، بقلم: Fatma Shikh‎‏