حكايا الضاد في محراب الجنون، همسات ورؤى نقدية، تمردات ريشة وبقع ألوان، فلنتوحد حد أقاصي الملكوت
بواكير الفجر
لفحتني برودةٌ قارسةٌ، إتخذتُ من جسمي القرفصاء، أخبطُ بيدي يمينًا
وشمالًا باحثةً عن شرشفي، كنت التحف بهِ نصفي الأسفل، فلم أجدهُ، يبدو أنه
سقطَ ارضًا.
حاولتُ التغافلَ عن فكرةِ الغطاء، وأوهمت نفسي نزيرًا من
الأحلام الندية، لأتغلب على الرجفة السارية في أوصالي، تكورت أكثر طلبًا
للدفء، محاولةً العودة لإغفاءتي في
حلم لذيذ،كنت بطلته وفارقني
في أولِ لفحةِ برد
.
غادرني النوم، قمتُ
محتضنةً يدي صوبَ النافذة
المشرعة للبحر المتوسد موجاته، هممت بغلق رتاجها الخشبي، استوقفني بعضٌ من ظل رجل يسارع في الوقوف أمام نافذتي، إنه هو زائر أحلامي..تبادلنا
النظرات، سرحتُ بعيدًا، أفقت من ذهولي على صوت تثبيته للأوتاد وانشغاله في ترتيب
عدته .
مازال سحر اللحظة ينتشيني .. أسرعت بخطاي صوب المخزن
لأخذ عدتي، والنزول للشاطئ ليس فقط من أجل انتظار شروق الشمس بل لأراه عن
قرب .
حاولت جاهدةً
إيجاد بعض احتياجاتي الضرورية، فلم أعثر على أغلبها، يبدو أن أيديهن
قد طالتها، وحسبوا أني في إغفاءة طويلة بسبب الجهد الذي قمت به في
ليلتها من إعدادات لزواج إحداهن، ولن أصحو لغاية عودتهن، لكن لم يك في
حسبانهن أنّ الريح قد سامرتني ونقلت لي عطره، لتمنحني دعوة الاستلقاء
على شاطئ الأحلام..
نزلت مسرعةً
ارتدي قبعة كبيرة تغطي أغلب وجهي ونظارة سوداء أخفي فيها لغبي ..اعتمرتُ شالًا زهريّ
اللون يتناسق مع لبسي، تجنبًا للسعات البرد، عانقت قدماي (شاطئ
البحر بشوق، مبتعدة عن مَدِه ِ قليلًا، افترشت الرمال ومعي جردل من الأفكار
الساخنة والمترقبة .. وقصيدة يتيمة لم تكتمل بعد، وورقي وقلمي،
لأوعز له بأني هنا من أجل تدوين ورسم شروق الشمس ..
بضعة أمتار تفصلنا،
إتخذ من احتضان ساقيه ركيزة لذقنه، شاخصًا نظره للأفق البعيد. لاأعرف بماذا يفكر..؟ حركة غير محسوبة مني، التفتُ إليهِ، حين مَدَ
عنقهُ
صوبي مستنشقًا نسمات الهواء المختلطة بعطري النافذ... ارتسمت إبتسامة الجيوكاندا
على ملامحي.. اعتبرها جوازًا لمروره .. جاء وفي رفقته قدح كبير أظنه من
القهوة ..
أردف قائلًا:
هو لكِ، قدح من القهوة الكورسيكية تبعثك الدفء ..
"بين نفسي ونفسي "
(ليس بمقدوري رفضها إنها كورسيكية وكما أُحب)،
واصل حديثه معي:
- دعينا ننتظر الشروق معًا، جلس مفترشًا لرملي
واختلط عطرانا، أشاحت بواكير الفجر عن خدها الناعس بخيوط أرسلتها
الواحد تلو الآخر من أشعة الشمس الغافية، راسمة شحوب لونها على صفحة خدي ..
- رفع قبعتي ونظارتي، قائلًا: لأرى
كيف سيرسم انبلاج الفجر خيوطه على وجهك، أزاح بعضًا من الخصلات المتدلية، زاد حدة
بريق عيني ووهجها بحمرة الخيط الأخير من الشمس
...
سألته هل
تأتي كل يوم ؟
- نعم أرقب نزولك وما تفعلينه على
الشاطئ، وبعد كل هرم تنحتينه من الرمل وتأبطك لحاجياتك، أجلسُ مكانك ...
لأتنفسك وأقبلُ ندى يديك على الهرم
.. وأضع بعضًا من أفكاري راسمًا بابًا وفي أعلاها نوافذ مقفلة .. لأوهم
نفسي
أنه بيتنا .. واستنشق ما تبقى من أريج عطرك
- ضحكت ..
- وتضحكين!
- إضحكي مرة أخرى وبصوت أعلى، دعيها
تغتال الفجر وتحاصر الشمس لتخرج من غيلان نومها .. لتمنحك الدفء
شعرتُ في حنو ظلهِ، يسورني معطفه، مرتبكة هممت بالوقوف، تناثرت
أوراقي، نسيت أنني أحتضنها، بدأ يلملم أشلائي المتناثرة.. فكري ورحيله
عني بسعادة غامرة، قلبي وارتجافات عروقه، قصيدتي اليتيمة التي حاول أن يطويها بعيدًا
عن ناظري، دسها في بنطاله ..
- هل ترسمين أم تكتبين الشروق ؟
- ارسمه في حرفي (التحفنا الشمس ..
وسرى الدفء في أوصالي .. بدأت أفرد ساقي .. لاستعدل في جلوسي)
- وأنت؟
- ارسم..
- كم لوحة لك؟ ..
- الكثير
- ما عناوينها ؟
- أنتِ
- ضاحكة ..وكيف؟
- أنتِ والبحر ، أنتِ والنخيل ، أنتِ
والقبعة، انتِ وقلبي الذي لايستكين .. أتعبني حبكِ. دعينا نرسم أحلامنا .. رأيت
لهفتك، ومدى ارتباككِ.. ونزولكِ
السريع دون أن تكثري من لبسك .. خوفًا أن لا تلحقي بي ..دعينا نرسم بيتا لنا،
ليس هنا على الرمل، بل في قلبينا ..ناقرًا أنامله على صدري
- لكن ... ؟
- لاتدعِ الأخرين يرسمون
حياتك..لأنك سوف تجهدين ولا تعرفين كيف تُرضيهم، مشيرًا إلى قلبي، دعيه يتنفسني، ساسمع عصف
نبضاته، دعيني
ألمسه ليهدأ
امتهنا
الصمت..وعشنا خيالات من ترف الحب، وأفقنا على جلبة للعديد ممن جاء
ليحظى بدفء الشمس، وقفت
لألملم ما تبقى لي من أفكاري الساخنة التي تسربلت من جردلي واصابت عقلينا،
تأبطت قبعتي وأودعته معطفه ... استنشقه عميقًا.. غارقًا وجهه فيه .
- اليوم أنتِ في رفقتي سالتحف بهِ
ليلًا.
حظر تجوال
في حشدِ الأفكار وصـتيت
الروح، أُكَلَف بأعمالٍ مرهقةٍ، اتَجشم هولَ تلك الأعباء، وأتناساها
حين أخوضُ غمارَ أحلامي المترفة فاتَلدَّنُ عليها، أو
حينَ أرتبُ أجزائي المبعثرة، أندسّ في فراشي، وأغمضُ
عينيّ، لأحلمَ بأشياء يتعسرُ عليَّ لمسها أو نيلها.. أفَقتُ على
لمستهِ لكتفي، وجاء كلامهُ معي فراطًا، وفي ترقب ملحوظ لكلينا، رافقتهُ للصالة، وبقيتُ
كما أنا عالقة بي رائحة الشواء، سألتهُ عما يرغب
!
قال: قهوة حلوة
..
ويعني هذا، سكرها بنسبة 70% ... سرقتُ بعض الخطوات لغرفتي، أبدلتُ ملابسي على عجلٍ، ورتبتُ هندامي وأنعشتُ روحي بمسحات خفيفة لوجنتي وشفتي وأسبلتُ شعري ..
شعور غريب انتابني حين وضعتُ أمامهُ فنجانه وقدح الماء .. طال تحديقه فيّ .
ويعني هذا، سكرها بنسبة 70% ... سرقتُ بعض الخطوات لغرفتي، أبدلتُ ملابسي على عجلٍ، ورتبتُ هندامي وأنعشتُ روحي بمسحات خفيفة لوجنتي وشفتي وأسبلتُ شعري ..
شعور غريب انتابني حين وضعتُ أمامهُ فنجانه وقدح الماء .. طال تحديقه فيّ .
التفت يمينًا وشمالًا رأيتُ بعضنا فقط
في الغرفة، بعدما كانت ممتلئة بضجيجهن .. بدا لي أنّ
أمرًا ما، مطروقًا بعيدًا عني ..
قال: أجلسي لنخطط كيف سننهي الأزمة .....
قال: أجلسي لنخطط كيف سننهي الأزمة .....
- أية أزمة ؟
- ألا تعلمين ؟
- وضح .. !!!
- زواجنا ...!
- ومن صرحَ بذلك ؟
- الأعرافُ والسُنة ..
- ألا تعلمين ؟
- وضح .. !!!
- زواجنا ...!
- ومن صرحَ بذلك ؟
- الأعرافُ والسُنة ..
اغتالني الصمت .. وتراءى لي تكسرُ
أحلامي ...
- هل باتتْ أحلامك وئيدة ؟
- وأنتَ مابال أحلامك ؟
- هل باتتْ أحلامك وئيدة ؟
- وأنتَ مابال أحلامك ؟
-
إن
روحي لم تتكسر الآن، لأنها سبق وأن كُسرت،
وأُعلنَ على إرَبي حظر التجوال، فقد كنت
محتاجًا، أن يُكسر قلبي لكي لا يصادرهُ أحدٌ لا أحبهُ
.
- صادرتهُ هي ؟
- نعم، فلن أتمكن من منحكِ قلبي، وارتباطنا سيكون صوريًا .
- صادرتهُ هي ؟
- نعم، فلن أتمكن من منحكِ قلبي، وارتباطنا سيكون صوريًا .
- ارحتني
..
- مختصرة ... آه نسيتُ حين أكونَ معكِ، أعيشُ عصرَ اختزال الكلام .
* * *
- مختصرة ... آه نسيتُ حين أكونَ معكِ، أعيشُ عصرَ اختزال الكلام .
* * *
مرتشفًا قعرَ قهوتهِ .. تداركَ
سقوط رماد سيجاره، حين لمحني أمدُ يدي لدفع المنفضة
تحت ناصيتها، احتضنهُ في كفهِ، مطبقًا عليه خوفًا أن يتسربَ حريقُ كلماتهِ من بين
أناملهِ، حين تسربلتهُ فكرة ابتعادهِ عنها .. وأن تتشظى روحه
من دونها، قام متوجهًا صوب النافذ، ذارًا إياه بنفحة
ٍ من فمهِ.. قال وفي حلقه غصة
:
- تعلمتُ منكِ كيف أُرقنُ قيدي، وهذه ضريبة ضعفي أمامكِ، دخلتُ لكي أنهي أزمة، لا أن أفتحَ جبهة أخرى، ولكونكِ أرقى مخلوقة ولدت في عشيرتي، يبدو أنّ يومي بدايته بالبكاء ولن ينتهي بـ ... مازلتُ أبكي، هكذا عرفتك .
* * *
أجبتهُ باقتضاب وعينيّ دامعة ..
- أبطالُ روايتكَ هم أبطالُ روايتي، لِمَ نحن لا نخرج من حدود عالمنا والعشيرة ...؟
- لانستطيع، تلزمنا سرعة أكبر من سرعة الصوت.
- هل ما زلت تبكين ؟
- نعم
- أعطني نصف مناديلكِ وأنفكِ الأحمر .
- تعلمتُ منكِ كيف أُرقنُ قيدي، وهذه ضريبة ضعفي أمامكِ، دخلتُ لكي أنهي أزمة، لا أن أفتحَ جبهة أخرى، ولكونكِ أرقى مخلوقة ولدت في عشيرتي، يبدو أنّ يومي بدايته بالبكاء ولن ينتهي بـ ... مازلتُ أبكي، هكذا عرفتك .
* * *
أجبتهُ باقتضاب وعينيّ دامعة ..
- أبطالُ روايتكَ هم أبطالُ روايتي، لِمَ نحن لا نخرج من حدود عالمنا والعشيرة ...؟
- لانستطيع، تلزمنا سرعة أكبر من سرعة الصوت.
- هل ما زلت تبكين ؟
- نعم
- أعطني نصف مناديلكِ وأنفكِ الأحمر .
- لم تعدْ مناديلي كافية
.
- أنت إنسانة حساسة، ومناديلكِ بدتْ قليلة، ودموعكِ بالأطنان، أنا الآخر لا أريد أن أُؤذيكِ، ولكن حسبي وحسبك أنّ الملائكة لا تنجب ولا تتزوج، حسبُها أنْ تحتفظ بحبها، وبريقها الذي له إلتماع دموعك ...
- أضيعُ معكَ ..
- أنت إنسانة حساسة، ومناديلكِ بدتْ قليلة، ودموعكِ بالأطنان، أنا الآخر لا أريد أن أُؤذيكِ، ولكن حسبي وحسبك أنّ الملائكة لا تنجب ولا تتزوج، حسبُها أنْ تحتفظ بحبها، وبريقها الذي له إلتماع دموعك ...
- أضيعُ معكَ ..
- يسعدني التسكع معًا، مادام الرقيب لم
يعلنْ على لساني بعد حظر التجوال، سأخبركِ عنها شيئًا،
أحببتها مابين نفسي ونفسي، وكنت سعيدًا في عدم إيصال
كل الأشياء إليها، كنت أريد أن
استمر في حالة التناغم دون أن تدري، من حقي
أعيش، كما أريد أن أعيش، ولكن أن أُسمعكِ احتضاري، هذا ما أثار جنوني
.
- شاعرٌ أنت !
- الشعر صفة عشيرنا، فاعتبريهِ كلام شاعر يكذب، والليل يحرض على الكذب .
- إيه يا ابن العم تبكيني، لأن روحي مازالت تمتشق روحه، وفي يومي المزدحم أتذكرهُ في أجزاء الثانية، واتعاطاهُ وابتسم حتى آخر مدى أسناني كالمجنونة.
- كم أنت رائعة، لا تبكي عندما يضربكِ سيف الإنسانية .
- شاعرٌ أنت !
- الشعر صفة عشيرنا، فاعتبريهِ كلام شاعر يكذب، والليل يحرض على الكذب .
- إيه يا ابن العم تبكيني، لأن روحي مازالت تمتشق روحه، وفي يومي المزدحم أتذكرهُ في أجزاء الثانية، واتعاطاهُ وابتسم حتى آخر مدى أسناني كالمجنونة.
- كم أنت رائعة، لا تبكي عندما يضربكِ سيف الإنسانية .
- أفقد الشعور بالإنتماء لكَ ..
- هل تحرّضينني على كرهكِ؟ أنت
مخطئة، بل تحرّضينني على فهمكِ.
- أنا بعيد عن لجامكِ لي، أنا سائسُها الأمين، وهي مليكتي، والأعرافُ تطلب مني الزواج من الأميرة، لكني استطيع الإنقلاب .
- أنا بعيد عن لجامكِ لي، أنا سائسُها الأمين، وهي مليكتي، والأعرافُ تطلب مني الزواج من الأميرة، لكني استطيع الإنقلاب .
- لن تتمكن.
- شيء واحد يعيقني ربما، صدقي معكِ.
- وإن أُجْبرتْ!
- لا تخافي لن أسرق خيولكِ .
- تصوري، في حياتي تمنيت أن تكون لي غرفة خاصة، تعذر عليّ ذلك، ولما قرروا ارتباطنا وهبوني غرفة متكاملة الرشوة
- فهل ستبني من حطامِ قلبي قلاع مجدكَ؟
- مادامت ابتسامتي لك عذراء، اقطفي زهرة
خرساء من بين حطامي، لتتعلمي منها نقطة البداية، لأول
ارتعاشة قلب وشهقة وجد، وإنّ العالم يشبه استدارة
قلبي، ولتتعلمي الحكمةَ من تلك الزهرة، في أن الحب سيمفونية تعزفها القلوب المحطمة، فأبني قلاعكِ من قلبي المحطم، سيري في أروقتها،
وحين يختفي ظلكِ، ستجدين ما
يتبعكِ، ليس سوى ظل احتضاري.
وددت لو ينتهي الموضوع ..كم تمنيت أن أختلي بين نفسي ونفسي، أو أن ألوذ بصمتي، حتى وإن كان ذلك في حضرته .. قلت في غايتي إنهاء لحظات باتت وشيكة أن يُوقد النار فيها:
- لا أحب أن أقتص من وقت راحتك معها.
- الوقت معكِ اعتبره طقوسًا .
- وإن يكن، لا أحب ذلك.
وددت لو ينتهي الموضوع ..كم تمنيت أن أختلي بين نفسي ونفسي، أو أن ألوذ بصمتي، حتى وإن كان ذلك في حضرته .. قلت في غايتي إنهاء لحظات باتت وشيكة أن يُوقد النار فيها:
- لا أحب أن أقتص من وقت راحتك معها.
- الوقت معكِ اعتبره طقوسًا .
- وإن يكن، لا أحب ذلك.
- ولكن اقتصاصكِ قصاص عادل، لهدر الوقت
اليومي في بعدها القسري عني .
* * *
- كلميني عنهُ ..
- أسمعُ قلبهُ كيف ينبض .. و .
لم يدعني أكمل قال متعجبًا:
* * *
- كلميني عنهُ ..
- أسمعُ قلبهُ كيف ينبض .. و .
لم يدعني أكمل قال متعجبًا:
- أعلم أنّ مجاهيل قلبكِ سحرية،
والوصول إليها ضرب من ضروب المستحيل، وإن بحركِ ليس له آخر، كيف وصلكِ ؟
- أحبَ إعتلاء موجي، وكان لي وطنًا، فهو يشبهني، تمنيت أن يشبهني حتى في بصمة الإصبع
- كيف ... ؟
- لأنه إنسان، يقول معكِ الكلمات تتوه من بين أصابعي وتتلاشى، أية مخلوقة أنتِ ؟.. هي معك جذوة المساءات وتراتيل العاشقين .
- لِمَ لفك السكون ؟ .. هل أوجعتكَ ذكراها ؟
تنهد وأطال في تنهيدته ..وحاصرتني نظرات استغرابهِ، وتردد وكأنه يبحث عن ردود مبهمة قال:
- لا لم يك كما ذكرت، لأني لا أعرف الاسترسال في عشوائية حياتي، فهي سفينة ضائعة في غياهب لهيف القلب، أخذت زمنًا خرافيًا، غير أنّ الأزمنة أقصر من أحلامي . ..
لم يكمل حديثه .. وراشقني بنظرات حديثة العهد، اكتنزت عيناه كل تفاصيلي.. ركزَ كوعه على مسند الكرسي ..وقد قَنَعَتْ أصابع يده اليمنى صفحة وجهه، ناظرًا لي من خلالها بإبتسامة ماكرة،غرة، قائلًا:
- ارتحت لك جدًا، تسحرينني، ساستبدل الأبطال، كنت أخافك ِ، آآآه دعيني أقبلُ نفس السنة التي ولدنا فيها ..
- مابكَ..؟
- لاعليكِ، دعكِ مني .. اكملي :
- أحبَ إعتلاء موجي، وكان لي وطنًا، فهو يشبهني، تمنيت أن يشبهني حتى في بصمة الإصبع
- كيف ... ؟
- لأنه إنسان، يقول معكِ الكلمات تتوه من بين أصابعي وتتلاشى، أية مخلوقة أنتِ ؟.. هي معك جذوة المساءات وتراتيل العاشقين .
- لِمَ لفك السكون ؟ .. هل أوجعتكَ ذكراها ؟
تنهد وأطال في تنهيدته ..وحاصرتني نظرات استغرابهِ، وتردد وكأنه يبحث عن ردود مبهمة قال:
- لا لم يك كما ذكرت، لأني لا أعرف الاسترسال في عشوائية حياتي، فهي سفينة ضائعة في غياهب لهيف القلب، أخذت زمنًا خرافيًا، غير أنّ الأزمنة أقصر من أحلامي . ..
لم يكمل حديثه .. وراشقني بنظرات حديثة العهد، اكتنزت عيناه كل تفاصيلي.. ركزَ كوعه على مسند الكرسي ..وقد قَنَعَتْ أصابع يده اليمنى صفحة وجهه، ناظرًا لي من خلالها بإبتسامة ماكرة،غرة، قائلًا:
- ارتحت لك جدًا، تسحرينني، ساستبدل الأبطال، كنت أخافك ِ، آآآه دعيني أقبلُ نفس السنة التي ولدنا فيها ..
- مابكَ..؟
- لاعليكِ، دعكِ مني .. اكملي :
أردفت قائلة:
- معي، الأشياء الجميلة حلمْ، تُقتَلْ عندما نصل إليهِ أو نفسره، هكذا تعلمتُ الجمال، قبل أن أقرأ فكرة الجمال لهيغل، رغم هذا وذاك أحب العودة بين الأهل، وأن أعيش ذكراه ....
- معي، الأشياء الجميلة حلمْ، تُقتَلْ عندما نصل إليهِ أو نفسره، هكذا تعلمتُ الجمال، قبل أن أقرأ فكرة الجمال لهيغل، رغم هذا وذاك أحب العودة بين الأهل، وأن أعيش ذكراه ....
- ستأتين، وستضجرين من النفاق والعشوائية، وتحلمين
في السفر مرة أخرى، وتصادر ذكراه منكِ، يكفي إنك ستجدينني مبتسمًا أمامك، أكبر
منافق في التاريخ ..
همهمتي جاءت في مفردات غنجة، انسدلت دون وعي مني، وغمرني الشوق فيها فقلت بلهفة .
- ساقَبلَهم، وساسمعهم، ساعيش لحظاتهم ..ساركض بكل الإتجاهات .. وسأقبل أزهاري وأشجاري وسأقَبلُكَ ...اوقفني رفعه لحاجبيه .. فقلت: يبدو إني تجاوزت .
- مبتسمًا ومنتشيًا قال: دعي الروح تتكلم لا تلجميها، التقبيل ليس جرمًا شائنًا، ستقبلينني بين عيني هكذا سأطلبُ منكِ ..أنتِ تبعثين على الأمل .
همهمتي جاءت في مفردات غنجة، انسدلت دون وعي مني، وغمرني الشوق فيها فقلت بلهفة .
- ساقَبلَهم، وساسمعهم، ساعيش لحظاتهم ..ساركض بكل الإتجاهات .. وسأقبل أزهاري وأشجاري وسأقَبلُكَ ...اوقفني رفعه لحاجبيه .. فقلت: يبدو إني تجاوزت .
- مبتسمًا ومنتشيًا قال: دعي الروح تتكلم لا تلجميها، التقبيل ليس جرمًا شائنًا، ستقبلينني بين عيني هكذا سأطلبُ منكِ ..أنتِ تبعثين على الأمل .
- وهل ستدعني أعيش لأجلهِ ...؟ أم ستسرق
خيولي ؟
- سأنقلب رغم صدقي معكِ، لو رقنت قيدكِ
قبل أن أعرفكِ أكثر، لكنت قد وفرت الألم، لكن بعدما
ضربتني ركلًا بكل ما فيكِ، وفي لحظات
أدمنتُ ركلكِ . ..
- قلت بعصبية مخنوقة، هل تهذي يارجل ... ؟
- نعم أعذري قلة أدبي لأنها الحقيقة، قلبي معكِ، وأعتذر جدًا، لأني أنا الآخر امتلكُ شاربين، وأعتذر أيضًا لرجولتي التي لا يمكنها التنصل من الأعراف والسُنة، لشغفها بك على حين غفلة، وأعتذر لأني أعيشُ زمن الصعاليك، وأني اكتشفتكِ متأخرًا .. ولأننا ولدنا في زمن الأسلاك الشائكة، والعواطف الشائكة، أعتذر لأني لم أبكِ جيدًا الآن، كم متعبٌ ومحبطٌ أنا؟
- ماالذي فعلتهُ لكي تجلدني هكذا .. ؟ .. كفْ إنك تؤلمُ رأسي، وتبكيني .. آهٍ .. سيسهدُ ليلي المثقل، وستضاجعني الأوجاع وترمي بي الهموم ..
- إنك تقطعين قلبي، رغم أنّ القدر أحمق، جئت ِ في وقت، أنا أتكسر فيه، وأنتِ تمكنت من لصق أجزائي. . أتوسلكِ، لاتعلني حظر التجوال على خطرات ِ قلبي، أرجوكِ خذي إجازة من رأسك، كفي عن البكاء واضحكي، اسمعي كلامي .. ابتسامتكِ تغنيني عن الدنيا، أنا أحبُ فقري، كما أحبُ ابتسامتكِ وضحكتك .
- قلت بعصبية مخنوقة، هل تهذي يارجل ... ؟
- نعم أعذري قلة أدبي لأنها الحقيقة، قلبي معكِ، وأعتذر جدًا، لأني أنا الآخر امتلكُ شاربين، وأعتذر أيضًا لرجولتي التي لا يمكنها التنصل من الأعراف والسُنة، لشغفها بك على حين غفلة، وأعتذر لأني أعيشُ زمن الصعاليك، وأني اكتشفتكِ متأخرًا .. ولأننا ولدنا في زمن الأسلاك الشائكة، والعواطف الشائكة، أعتذر لأني لم أبكِ جيدًا الآن، كم متعبٌ ومحبطٌ أنا؟
- ماالذي فعلتهُ لكي تجلدني هكذا .. ؟ .. كفْ إنك تؤلمُ رأسي، وتبكيني .. آهٍ .. سيسهدُ ليلي المثقل، وستضاجعني الأوجاع وترمي بي الهموم ..
- إنك تقطعين قلبي، رغم أنّ القدر أحمق، جئت ِ في وقت، أنا أتكسر فيه، وأنتِ تمكنت من لصق أجزائي. . أتوسلكِ، لاتعلني حظر التجوال على خطرات ِ قلبي، أرجوكِ خذي إجازة من رأسك، كفي عن البكاء واضحكي، اسمعي كلامي .. ابتسامتكِ تغنيني عن الدنيا، أنا أحبُ فقري، كما أحبُ ابتسامتكِ وضحكتك .
- ووعودك لها ..؟ِ
- لن أتخلى عن الأعراف والسُنة ، سأقدسكِ ............
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
Featured Post
ثقافات
-
الغنى عن النفس: لاتعشق المغرور كلما شافك هرفْ أعشق حسين الطبع يانعم الخلفْ واستشير من قبلك في هذا الملفْ كم يا خدود بيضاء ولكن...
-
مـا مـرّ عـبرَ الـدّهـرِ بِـالــشُّعراءِ شــِـعرٌ يـلـيقُ بِـهيبةِ الــفَيحاءِ هل تـعرفُ الأقـطارُ حـينَ ت...
-
((قل للشامتين مهلا )) بقلم/شاكر الياس شاكر محمود الياس العراق/بغداد بتاريخ/١٧/١٢/٢٠٢٥ قل للشامتين مهلا فالمصائب تأتي...
-
بقلبي عبث بقلبي حبها عبثا ــــــــ فكيف أرد ما حدثا يروم القلب سيدة ــــــــ وعن أحضانها بحثا إليها بالدم القاني ــــــــ رسائل وجده بعثا ...
-
المقالات والادب في مجلة ديوان العرب وقعت على قصيدة كتبتها بتاريخ 1-ايار -2004 اسمها طرابلس ..فيها ثلاثة مقاطع تتحدث عن مدينتي الجميلة وت...
-
مصيرى بين عينيكِ ------------------------- أســوارُ رمـــوشِـكِ ترفُـضُنـي وقــــلاع العيـــونِ تُنــــادينـي لحــظُ الجفْـن سهْــ...
-
وفي جموعك تماثلْ للشفاء وفي جموعك ــــــ ولا تذرفْ مزيدا من دموعكْ وكن في الليل مقتبسا ضياءً ـــ وأنت تسير دربك من شموعك أرق من الندى ...
-
مستهامٌ في ثياب ٍ دنفا راتعٌ في قلبه المختلفا إنْ يكنْ شعري نذيراً طالعاٌ فهوى القلب ِ الذي لم يخلفا هاجغٌ في لحظه ماءُ ال...
-
.... اندثار.... ... خيط من وهم يمتد من أول الفراق إلى آخر حد يصارع الليل العتمة على اطرافه تخون بصيص النور تلاحق إنبعاثه حين يشتد لا يثني...
-
بيت مهجور في غياب أصحابه يحرسه العنكبوت أصيص النافذة مع كل هبة تعبره نسائم الحنين نافذة اليأس خلف القضبان ذكريات س...




