ملح في جرح بقلم : AbdalrHman Nasralden

 




تم وضع الملح في الجرح

والطفل في القبر

 الشاب ذُبح أمام أعين البلاد.

حبيبتي رحلتّ للمرة الألف،

 والمتشرد وجدَ منزلًا له،

والجندي ناٌل الشهادة.

وأنا حتى الآن معلق من عنقيِ نحو مستقبل مجهول،

 سائر في طريق ملئ بالأشواك

دون حذاء،

 دون رفيق،

دون وطنٌ أستند إليه.

كذالك حبيبتي التي كانت تمسح على وجهي الملبد بالألم

 رحلت ولم تترك رسالة حتى

بأنها ستترٌّكني مثل البقية


حين مر النسيم بقلم: ميسا مدراتي

 






حين مر النسيم بين غيمتين

كانت تحاكي الفراشات الملونة ، تتراقص بين الزهور ظلها يطفو بين الورود ، تلثم خد الجوري ، تتكحل كحمرة لؤلؤات من ماء الزهر ، إلى أين تتلاحقين بسرعة ياغيمة ؟؟

شوقي وحنيني ينقض فراستي ، من خمرة المحبوب؛ أقراط متدلية على الدوالي ،أضواء خافتة ، عقود على جيد الصبية معلقة من مرجان ..

سرقت نغم النجمة والقمر ، هيا الى الحقول نرسم صور على جدار المدى ، ظلال العشاق كالنور ،ترتعش الأنامل ، ندى الورود يصبح الشمس الباهتة، كدمعة فرت مني لقاء محفوف

لملمت كل المشاهد وانتهت ظلال الشوق .



بين غيمتين

مر النسيم بالحبق

لقاء يزهو بالحنين


بان الشفق بالإحمرار

نغم على الحنين

انفرد بلقاء عند المقعد


على درج الياسمينة

عاشقان متشابكان بالأصابع

حكاية شوق


د. ميسا مدراتي


لوحة جديدة بقلم : محمد العلوي آمحمدي

 





هدير صاخب

وحدة صامتة

خريف رسام

لوحة جديدة

في إطار الصيف

قطراتُ مطر

على زجاجِ الخريف،

ضياءٌ يتسلّلُ

زخات مطر

أثر على الطين

يمحوه الوقت

بداية الصيف،

ثلج المروج يذوب،

والأزهار تنمو


رسائل الليل؛ رسالة رقم 1 بقلم : Abderrazek Bahri

 





رسائل الليل (1)

 

الجبل لا ينهار

قد يغمره السيل

قد تنبت فوقه الأشواك

وقد يرتع فوقه الماعز

لكنه يبقى جبلا

لا يتزحزح مادام ثابتا

تشرق فوقه الشمس

وتغمره الأنوار

 

الجبل يبقى جبلا

لا يتزحزح

أبدا.... لا تؤذه حوافر البغل

لا خلية النحل... في الأغوار

لا للجبل أن يئن

..... بدقة المسمار

الجبل... جبل

الجبل... جبل

يا أخسة المعيار

 

++++

نظف من حولك الشوائب

ياأيهذا الفتى

دس على الرداءة

وامشي على الماء

لا تلتفت وراءك لثرثرة الحمار

كن أنت الريح والإعصار

كن أنت البداية و النهاية

وانزفك من أورامك صادقا

لا متكلفا

علمهم الأشعار

فأنت النبي الجديد

وإنك المختار

أد الرسالة... لا تهتم بالفجار

كذا فعلوا قبلك بالأنبياء

كذا هم الأشرار

فاكتب نشيدك وارحل

فأنت المصطفى

للشعر والأحبار

فازرع على الضوء وردك

لا تكترث بالليل

فغدا

لناظره....معيار

 

قنديل الليل شمس الخضراء

الشاعر عبدالرزاق البحري

بني مالك/تونس

في 18/11/2025


تأملات في ذهب الخريف، بقلم: Hamid Koorachi

 







تأملات في ذهب الخريف

يفيق الخريف على المدينة محاطًا بضباب فضي يشد إليه الصباح الباكر بأذرع هادئة. الشمس تطل بخجل، كأنها ابتسامة مرهقة بعد ليالٍ طويلة من الأحزان، تُلقي أشعتها على أوراق الأشجار التي اختلطت ألوانها بين الأصفر والأخضر. تبدو الأوراق كما لو أنها مشبعة بصمت الجراح، تبث في الروح تأملاً ممزوجًا بالأسى والعمق. الرياح تمر بلطف، تعزف لحناً شجيًا بين الأغصان، وكأنه وداع غير مكتمل، بينما تتراقص الأوراق في حركات عشوائية لكنها ساحرة، لتسكن في النهاية على الأرصفة المعتنقة للصمت الهادئ

خطوات تدوس فوق الذكريات، وكأنها تمحو أثراً لا يُمحى. المارة يندفعون على الأرصفة، أقدامهم تسابق الزمن، تطأ أوراق الشجر المتناثرة بلا اكتراث، وكأنهم يتجاوزون شظايا حكايات صامتة تجثو تحت أقدامهم. لو أنهم أدركوا أن كل ورقة ساقطة ليست مجرد هشيم يجرفه الخريف، بل نبضة استقرت طويلاً في قلب شجرة، ثم تساقطت برفق لتحضنها الأرض التي تعرف سرها، لربما خففوا وطء خطواتهم وأعاروها شيئًا من الحنان أو الاحترام.

الحافلات والقطارات تسير بخطى رتيبة فوق طرق المدينة، تحمل معها أجسادًا متعبة وعقولًا منهكة، أرهقها سهر الليل والعمل الدائم. يحدوهم صمت طويل يرتوي منه الرجاء في راحة قصيرة وسكينة غامضة. ومع ذلك، تتنفس المدينة بيوم جديد، تفتح صفحات الفجر لتعيد دوران آلاتها وأصوات أقدام لا تهدأ، تسير بلا توقف نحو حلم آخر لا يزال بعيد المنال.

أما أنا، فيقف بصري حائرًا على تلك الأوراق التي تتراقص بين زوايا الطرقات. أدرك أن الخريف هنا ليس فصلاً للذبول أو مدخلًا للنسيان؛ بل حديث صامت يحمل بين أنفاسه رسائل أبدية للبقاء، وأطيافًا من الآمال المختبئة بين برودة ريح المدينة الصاخبة التي لا تسكن يومًا.


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات