كأنني طيف من خيال
بين الأوراق وتحت ظل الحروف
خرجت روحي تائهة
ترتدي ثوبي القديم
إمرأة لا أعرفها
كمن انطلقت من بوتقة
الإنعزال
خلفي تركت ألف مقال
ومقال
فطوتني صفحات الكتب
عشتار
وليس لي صورة على
غلاف
وليس لي في الساحات
تمثال
..
بقلمي
عفاف اندراوس
حكايا الضاد في محراب الجنون، همسات ورؤى نقدية، تمردات ريشة وبقع ألوان، فلنتوحد حد أقاصي الملكوت
كأنني طيف من خيال
بين الأوراق وتحت ظل الحروف
خرجت روحي تائهة
ترتدي ثوبي القديم
إمرأة لا أعرفها
كمن انطلقت من بوتقة
الإنعزال
خلفي تركت ألف مقال
ومقال
فطوتني صفحات الكتب
عشتار
وليس لي صورة على
غلاف
وليس لي في الساحات
تمثال
..
بقلمي
عفاف اندراوس
رثاء...
ويوم تعانقت عقارب
ساعتي ، تنبأت بقدري ...أخبرني حدسي
باقتراب غروب شمسي وراء تلك
ااكثبان... فكرت حينها عن حيلة لإبقاء الشمس في مكانها ...
وذاك بصيص ضوء ينفلت عن قيود الظلام المنتشر داخلي يستفزني ..
فحيطان حجرتي بدت
لي متقاربة لبعضها رويدا
رويدا ...زاحفة ، وكأنها قررت
امتصاصي كرغوة علت أمواج البحر...،
تأبى دموعي المتجمدة
الا الانهمار...والخيانة...هكذا قررت من
جديد خياطة بعض من ذكرياتي ، أو شذها وترتيقها بخيط وأهم منسوج من
خلايا قلبي المكلوم ...
فما جذوى دفن ذكرياتي
بعد ان غابت حقيقة وجودي حولي ؟ فهل يصحو ذاك التمثال المحترق ويهب من رماده مشتهيا مزيدا من الحطب ؟
النيران ....والنار ....لم
تنطفي داخلي يا ملاكي ...
وتلك الجوارب
والأحذية القديمة ، وألوان قمصان وسراويلي..
انت من اخترت الوانها
وكذا عطري .. حتى أوراقي ترملت دونك ، وكل
ما تبقى قربي سوى ظلك يحمل رائحتك..فما ابقيت داخلي الا ذكرى ...
سأعشقك يا حوريتي ،
يا صانعة حلوياتي ، يا رسالة وصلتني من عاالم اخر بشرني بالخلود .
دونك سأعيش
يتيما ،ضالا ، احتسي كؤوس احزاني بين
الندم ،
وأعتاب اليأس ،
وعنابير اوهامي...وهم استظل باوراقي المبعثرة
و ما ماض اسود وحاضر
رمادي....
فدعيني ارتل انشودة
الوداع الأخير...
نصّ لا ينتهي ...
نصّ يحوّل كلّ شيء
إلى مرايا ..
وكلّ مرايا إلى كلمات
..
وكلّ كلمات إلى أصداء
تحاول
أن تقنعنا بأنّها
المعنى ..
لكنّها في الحقيقة
صدى الضحك على أنفسنا
...
نصّ بدأ بخطإ مطبعي
ثم تحوّل إلى فلسفة
ثم إلى مشروع حياة
ثم إلى جدال في مقهى
مزدحم
ثم إلى تغريدة تتحدّث
عن الوعي
ثمّ إلى شيء .. لا
شيء لكنّه لا ينتهي ..
في الساحات ..
يتجمّع الناس حول
اللاشيء
يلتقطون صورا جماعية
مع الغياب
ويكتبون تحتها ذكريات
جميلة ..
كأنّ الغياب كان
صديقا قديما
والنقص حالة فنية ..
المدينة من حولنا
تتظاهر بالهدوء
الرياح تمشّط شعر
الأرصفة
والأرصفة تبتسم
بشقوقها المتعبة
كأنّها تقولها قد
عادوا ..
يحملون حقائب الكلام
الفارغ
ويظنّون أنّهم يسيرون
إلى الأمام ..
الشمس نفسها تراقب
المشهد من الأعلى
تقول وهي تمدّ أشعتها
كسطورٍ من سخرية ذهبية
كم مرّة سيعيدون نفس
الجملة ؟
كم مرّة سيؤمنون أن
النهار جديد ؟
ثمّ يجيء المطر
يصفّق على النوافذ
كالمجنون
ويقول ببرود شعريّ ..
أنا أغسل وجوه الكذب
كلّ موسم
لكنّها تعود أنظف
شكلا وأكذب مضمونا ..
في الليل ..
تتسلّل الأفكار مثل
لصوص نبيلة
تسرق ما تبقّى من
المنطق
وتوزّعه بالتساوي على
الشعراء والمجانين
لأنّهما الفئتان
الوحيدتان
اللتان تعرفان أن
الضحك شكل من أشكال الفهم ..
ثمّ فجأة ينهض النصّ
من نومه
ينظر إلينا بكسل
وجوديّ ويقول ..
هل ظننتم أنّني
سأمنحكم نهاية ؟
النهايات ترف لا يمنح
للساخرين ...
بقلم : معز
ماني . تونس .
شوارع الغربة
يلفها صقيعٌ
تُصفِرُ الرِّيحُ في
مساماتها
شاحبة الملامح
يباسٌ هبوبها
لاتعرف وجوه المارة
تتسكع الأحلام خاوية
يتيمةٌ لا مأوى لها
تتمادى في الضياع
تمشي الأجساد على
ثراها
دون أثرٍ أو ظلٍ
يرافقها
عاريةٌ أرواح
المغتربين
تثمل بنخب الضياع
على أرصفة الليل
لئلا تصحو
فتكتشف منفاها
أرض يباب بلا زهر
أو ياسمين
محمد الموسى
هايبون
نمضي في دروب الحياة
كمن يسابق ظله، نركض خلف أحلامٍ تتبدد كلما اقتربنا منها، ونحمل على أكتافنا أثقال
الأيام دون أن نلتفت لجمال اللحظة. تمر السنوات كقطار لا ينتظر أحدًا، يسرق من
أعمارنا ما شاء، ويترك لنا بقايا ذكريات نحاول أن نلملمها في صمت. نكبر، لا لأننا
أردنا ذلك، بل لأن الحياة دفعتنا دفعًا نحو النضج، نحو محطات لم نخترها، لكنها
اختارتنا.
وفي لحظات السكون،
حين يهدأ الضجيج من حولنا، نسمع صوتًا خافتًا يشبه ارتجاف القلب، كأن الماضي يهمس
لنا من خلف ستائر الغياب. نحدّق في الصور القديمة، في الوجوه التي غابت، في
الأماكن التي لم تعد كما كانت. كل شيء تغيّر، حتى نحن.
أرواحٌ تنامُ
في زوايا الوقتِ
البارد
خيطُ عنكبوتٍ
صوتُ الذاكرة
يرتجفُ بين الأصابع
دفءٌ منسيٌّ
..احمد العكش.