وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك




وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تَمْتَدُّ فِينَا كَخَيْطِ ضِيَاءٍ عَلَى جَفْنِ لَيْلٍ بَعِيدْ،

تَضُمُّنَا مَرَّةً،

ثُمَّ تَتْرُكُنَا فِي الرِّيَاحِ كَأَوْرَاقِ عُمْرٍ شَرِيدْ.

نَسِيرُ وَفِي الصَّدْرِ جُرْحٌ قَدِيمٌ،

يُغَنِّي مَعَ النَّبْضِ أَلْحَانَهُ الخَافِيَةْ،

وَنَخْفِي الدُّمُوعَ كَمَنْ يَخْجَلُ مِنْ وَلَهٍ،

وَنَبْتَسِمُ… كَيْ نَمُرَّ عَلَى الوَجَعِ بِكِبْرِيَاءِ المَحَبَّةِ.

وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تُقَدِّمُ لِلْقَلْبِ وَرْدَةً،

ثُمَّ تَسْرِقُ مِنْهُ الْعِطْرَ،

وَتَهْمِسُ: تَعَلَّمْ،

فَفِي كُلِّ خُسَارَةٍ نُورُ وَلَادَةٍ جَدِيدَةٍ.

نُخَاتِلُ لَيْلَ الحَنِينِ،

نُرَاوِدُ أَيَّامَنَا بِالضِّيَاءِ،

وَنَحْلُمُ أَنَّ الَّذِينَ أَحْبَبْنَاهُمْ

يَرَوْنَا فِي النَّجْمِ وَهُمْ يَنْعَمُونَ بِسَكِينَتِهِمْ الأَبَدِيَّةِ.

وَلَكِنَّهَا الحَيَاةُ…

تُقَاوِمُنَا كَالْمَوْجِ،

نُحَاوِلُ أَنْ نَسْتَرِيحَ عَلَى كَفِّهَا،

فَتَأْخُذُنَا نَحْوَ بَدْءِ جَرِيحٍ،

نَسِيرُ وَنَخْشَى السُّقُوطَ،

وَنَعْلَمُ أَنَّ الْخُطَى – مَهْمَا تَبَاعَدَتْ – سَتَصِلُ.

وَنَبْقَى…

نُقَاوِمُ أَنْ نَنْكَسِرْ،

نُخَبِّئُ فِي أَعْمَاقِنَا أَمَلًا ضَئِيلًا كَنَبْتَةِ صَبْرٍ،

وَنَسْمَعُ فِي رُوحِنَا صَوْتَ الْحَيَاةِ يَقُولُ:

لَا تَتْرُكِ الْحُلْمَ… فَهُوَ آخِرُ مَا يَبْقَى.

وَفِي آخِرِ اللَّيْلِ،

تَهْمِسُ نَجْمَةٌ فِي سَمَاءِ الْوُجُودِ البَعِيدْ:

سَتُفْلِحُ يَا صَاحِبَ الْوَجَعِ،

فَإِنَّ الصُّبْحَ لَا يَخُونُ الَّذِينَ صَبَرُوا.

سَعِيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي  

الإشراق بقلم: أحمد هاني الحمدان



الإشراق


خلف نافذة القلب باب

يُفتح للنور القادم

يبدد ظلام الإنتظار

 وينسى الغياب

كطفلة ببراءة تلوح للشمس

وبيدها وردة

من صفحة كتاب

تستقبل شعاع الحرف الأول

تستلهم الأمل

بذرة تشقق عنها التراب

لتغدو شجرة

تأوي إليها العصافير

 ورق أخضر

 والثمر مُستطاب

...

الإشراق يأتي من الداخل

حين تحن الروح للإنطلاق

تتحطم جدران العتمة

وينحلُ كل رباطٍ ووثاق

،

فكم تتوق الأرواح لكسر قيود

كبلتها طويلاً

وكم تتوق للإنعتاق..!!؟؟

.

بقلمي

أحمد هاني الحمدان

 

أزمة إنسانية بقلم : عابر عزالدين





أزمة إنسانية


السودان الوجع يختنق في صمت فاجر

ودماء تسكب كأنها ماء فائض

أرحام تغتصب تحت عيون مغمضة

وأطفال يدفنون وهم يتنفسون

العرب في سكرتهم يتجادلون على فتات الشاشات

يتفرجون على المذبحة كأنها فيلم مؤجل للنهاية

الخيانات تباع بالنفط والصمت صار سياسة

حسبي الله على كل يد صافحت الجريمة

اللهم أجرني في صمتي حين تتزاحم الكلمات


عابر عزالدين

ليبيا 29.10.2025 

" يا مُـرتجىٰ " بقلم: وليد الحريري الشوالي

 



" يا مُـرتجىٰ "

يا مَـلجَأَ الــضُّعفاءِ أنـتَ  الـمُرتجىٰ

               رُحماكَ مَنْ تـرضَ عـليهِ فـقَدْ  نَـجا

إنّـا  عـبادُكَ  مـا  لــنا  مِـن  مَـخرَجٍ

               ضَـاقتْ بِنا فاجعلْ رِضاكَ الـمَخرَجا

وافـتحْ  لـنا أبـوابَ  رَحـمَتِك  الّتي

               وَسِعتْ ذنوبـاً كمْ يضيقُ بِها الدُّجىٰ

مَـن دقَّ  بـابَـكَ  لا يـضِلُّ  وحــسبُهُ

               بِـعَظيمِ لُـطفِكَ ،  يا أمانَ مَن الـتَجا

مالي  سِـواك إذا الـخَطايـا  أزفـرتْ

               وسَــعـيرُها  في   مُـقلتيَّ   تــأجَّـجا

إلّاكَ   يَـرحـمُ  مَـن   أتــاكَ   بِـذنـبِهِ

               عـبداً   تَـجَمَّلَ  بِـالــنَّدامَـةِ  مُـحرَجا

 وليد الحريري الشوالي


هلوسات بقلم: وليد الحريري الشوالي




"  هلوســات "

وَمِـن بـيتٍ إلى بـيتٍ مَــشينا

               لِآخِـرِ مـا نَـظَمتُ مِـنَ الـقَصيدِ

وَكـانَ  لِـكُلِّ مُـفرَدَةٍ  سُــكوتٌ

               وإحساسٌ تَـغَلغَلَ في الــوَريـدِ

كَـطِفلَينِ الـتَقَينا ، كَـمْ ضَحِكنا

               كَـأنّـا  قَـد خُـلِـقنا  مِـن جَـديـدِ

غَـرِقـنا في بُحورِ الـشِّعرِ ، ذُبـنا

               كَـماءٍ ســالَ مِنْ  طَـرفي جَـليدِ

بِــوادٍ  غــيرِ  ذي  زرع ٍ   فَـكُـنَّا

               ريــاضـاً  ســاحـراً  بِـفَناءِ  بِــيْدِ

وأَزهَـرَتِ  الــمَشاعِـرُ  عَــابِـقاتٍ

               بِـعِطرٍ  فـاحَ  مِـن ثَـغرٍ   وجِــيدِ

تَـجاهَلنا  هُــمومَ الــعُمرِ  حـتّى

               تَــبَعثَرَ   لــيلُنا    كَــنهارِ   عــيدِ

وعِـندَ  فِـراقِـنا  نَـهَرَتْ  دمــوعٌ

               على الـوَجْناتِ تـرغَـبُ بِـالـمَزيدِ

ولكنَّ  الــزّمانَ   جَــنَىٰ   عـلينا

               وَعـادَ الــيَأسُ  لِلـقَلبِ الــوَحـيدِ

كَـأنَّ  اللَّـيلَ لـمْ  يـأنَـسْ لُـــقانـا

               فَـظَـلَّ يَـجُرُّ   بِـالــصُّبحِ الــعَنيدِ

تلاشىٰ طيفُها في الـضُّوءِ عـنّي

               وعُــدتُ أبــوحُ  شــوقاً   لِلـبَعيدِ

كـأنّـي والـوِصـالُ عـلى خِــصامٍ

                عــنـيدٍ ، سَـــرَّهُ  ألَــمُ   الـــوَلـيدِ

        وليد الحريري الشوالي         ..

 

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات