مزاجية أنا كالبحر...
مزاجية انا، كالبحر،
لا تمسك بحد
ولا تُقاس بمزاج
الطقس
تتبدّل روحي حين يرفّ
القلب أو يسكن
تتقد نار في صدري ثم
تنطفئ في رمادٍ من حنين
في لحظةٍ أكون شمساً
تضيء للعالم
وفي اللحظة التي
تليها أعود غيمةً تائهة لا ظلّ لها
في المدّ والجزر بيني
وبيني
تولد امرأة من زبد
الأسئلة
تبحث عن مرساها في
فضاءٍ لا يعرف اليابسة.
مزاجيّة أنا...
حين يبتسم الصبح،
تتوضّأ روحي بنداه
وحين يعبس، أنسحب إلى
داخلي
أغلق نوافذي، وأخفي
سفني في ضبابٍ داخليّ
كأنني مدينة تحرس
خرابها بخشوع
لا أنتظر أحداً، ولا
أبحر تماما
في الانتظار غصّة،
وفي الإبحار فجيعة
أبقى على الشاطئ
المائل بين يقيني وشكوكي
أمدّ يدي للضوء،
فيصافحني السراب
وأعانق فكرة تتنفّس
في هواء الغياب
كأن الوجود نفسه
فكرةٌ لم تكتمل.
مزاجيّة أنا...
فيّ من الموج
اندفاعه، ومن الغيم حيرته
ومن النار نزيفها
الخفيّ الذي لا يُرى
ومن الرمل ذاكرة
الريح حين تنسى أثرها
أكتب لأن الكتابة
نجاتي المؤجلة
وأصمت لأن الصمت لغة
لا تخون
لأن الكلام لا يقدر
على الغوص حيث أغرق
كل حرفٍ أكتبه، جزيرة
أنجو إليها
وكل سطرٍ أتركه، أثر
موجٍ يختفي بعد اعتراف عابر
مزاجيّة أنا...
أرى العالم من
انعكاساته المتكسّرة
أرتشف الجنون بجرعة
من وعيٍ يجرّحني
وأضحك على حافة
الملوحة
كمن يختبر طعم الحياة
في دمعة لم تجف
أمشي فوق خيطٍ من
الذاكرة، لا أسقط ولا أنجو
في داخلي عاصفةٌ
مؤجلة وهدوءٌ متواطئ
تغزلني الريح،
وتفكّني الموجة
ويعيدني الليل إلى
أصلي الأول
إلى امرأةٍ من ملحٍ
وضوءٍ وارتباك
أنا ابنة اللحظة حين
تشتهي أن تكون مطرا
وحفيدة الغيم حين
يشيخ فوق الأفق
ووريثة الغياب حين
يطول الانتظار
مزاجيّة أنا... لا
أستقرّ في لون
ولا أختار وجهي
للنهار
أنا الفيض والنقصان
معا
أنثى تكتب لتتعافى
وتتعافى لتعود إلى
جنونها الأول
حيث البدء كان شعورا،
والنهاية احتمال مطر
انفاس الحروف (Lou
dji)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق