سلسلة حوارات مع هند
ألا هُبّي بصحنك
فأصبحينا يا هند.
لست ساقية أيها
الواجم ، قل لي… هل ابتعدتَ عن السياسة أيها العصري؟
نعم… وذلك والله
طلاقٌ بائن.
ولِمَ ذلك يا ضائعًا
بين عتبات الزمن؟
الكذب يا هند. لعلّك
لا تعلمين شيئًا عن الميكافيليّة؟
لا… لكنها تبدو
وكأنها نسبٌ لأحد ما!
لا بأس، هي كذلك.
بالله قولي لي: ألكِ من الوقت ما يسمح بالاستماع إلى قصتي اليوم؟
واللّات… ما أتيتُ
إلا لذلك. هاتِ ما عندك، فإني لك مُصغية.
قد عملتُ يومًا في
التجارة، فطلبت من أحد التجار الكبار بضاعة كانت قد نفدت من عندي، فوعدني بأنها
ستصل يوم كذا وكذا. وفي الموعد المحدد اتصلت به… فاعتذر مرة أخرى، وحدد لي موعدًا
آخر، واعدًا: " وعد شرف"… وكعادتي اتصلت به لأتأكد، وهنا كانت المفارقة
يا هند.
ماذا حدث؟
قال إن السيارة
انطلقت منذ الصباح، وهي على وشك الوصول، وطلب أن أجهّز إفطارًا للسائق ومرافقه.
هذا جيد!
لا، ليس جيّدًا… لأني
أعلم كذبه. ذهبت إلى مطعم قريب، وجهزت الحمص والفول والفلافل والمقبلات… وانتظرت
ساعة ولم يأتِ صاحبي.
وبعد؟
اتصلت بالسائق. فأجاب
بصوت يغلب عليه النعاس أنه لم يستيقظ بعد! وأن السيارة لم تُحمّل ببضاعتي أصلًا،
وأن وجهته في ذلك اليوم ليست جهتي!
والآن؟
والآن لا شيء… كما
ترين . اعتزلت التجارة، ومثلها السياسة. وأقرض الشعر… لعلّي أتجاوز كذب أهل الزمان
بصدقي مع نفسي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق