قراءة في كمشة قناديل فاطمة الفلاحي – بقلم الروائي فاضل العتابي

قراءة في كمشة قناديل فاطمة الفلاحي – بقلم الروائي فاضل العتابي


الإبداع هوَ ما يميزُ القائد عنْ التابع..

-     ستيف جوبينز

 خلفَ كُلّ حرفِ رواية وبعدَ كُلّ حركةِ حكايةٍ وفي كُلّ صولةٍ لها راية .
  كتابتنا وأديبتنا اليوم لها صولاتٌ وجولاتٌ في الشعرِ والقصةِ والنقدِ والبحثِ .
 في الشعرِ تشعرُ بها تغمزُ لكَ وحدكَ ، تُنِيرُ دربَ العاشقينَ بهمسها الخفيض .
 وفي القصةِ تسبرُ غورَ الكلماتِ لتنفجرَ شلالا منْ العواطفِ .
 وفي النقدِ معيارها الإبداعَ والدقةَ والبراعةَ في تفصيلِ الحكايةِ أوْ النصِ .
 وفي البحثِ غزيرة المعلومةِ غرضها أن تشبعُ جوفَ المتلقي الباحثِ عنْ المصدرِ .
إنها عراقيةٌ حدَ النخاعِ وتعتزُ بعراقيتها أينما تحلّ ، وتسبقها فوقَ كلِ منبرٍ .
 أما السياسةُ لكَ أنْ تتسلحَ بالمعلومةِ والمصدرِ والحجةِ وأنتَ تحاورها وتناقشها ولا تهادنُ عنْ أُلْحَقُ ومدافعةً حد نشبَ أظافرها في عينِ الظالمِ دفاعا عنْ المظلومِ .

من نص لها بعنوان
اشتاقك حد آخر المدى
ما عادَ ليّ من الوقت متسع
مشاغل تغتال يومي
لكني لم أسه عنك، اشتاقك
واشتاقك
حتى جرعات الألم
مشوبة بالشوق إليك
ودون وعي مني
تعرشت قلبي
اشتاقك حد التوسل
تمنيت رؤياك ولو من بعيد
سأجيز لنفسي حق الإعتراف
بالتخاطر معك

......

فاطمة الفلاحي
 شاعرة وقاصة عراقية
حاصلة على ماجستير أدب فرنسي
لها العديد من الدواوين الشعرية المنشورة :
- تراتيل أنثى
- حرائق مملكة الصمت
- ذاكرة معلقة
 -رسائل شوق حبيسة منفى
- فوضى قلم في ظل امرأة
- انسكابات
- ترانيم تقترف الوله
- التيه بين تنهيدتين
تقول في أغتيال العراق من ديوانها (رسائل شوق حبيسة المنفى)

اغتيال وطن

شهدت أجندة الغرب
وأصابع العرب
غيلتك
فتم اغتيالك
أثقلتك زج الرماح
في أقلامك
أصابوا الطيبة فشيعوها
أسجفوا العشير طوائفَ
وأسرجوا الدستور عرقيًا
لَمَّ اللهُ شعثَك ياعراق

* * *

بين رافديك ... سأقف
لألملــــم شتات ظلي
ونسيج الصمت في دجلة والفرات
يئن الكلم في جوانحي
ممزوجًا بدم الأحبة
ووحشة الغربة
فقايضني الألم بحورًا
وحسرة تنز من الأدمة

***
 دواوين شعرية قيد النشر :
- شهقات على قارعة القلب
- شوارد منقوعة على عزف منفرد

من (بواكير الفجر)

        لفحتني برودةً قارسةً، إتخذتُ من جسمي القرفصاء، أخبطُ بيدي يمينًا وشمالًا باحثةً عن شرشفي، كنت التحف بهِ نصفي الأسفل..فلم أجدهُ، يبدو إنهُ سقطَ أرضًا.. حاولتُ التغافلَ عن فكرةِ الغطاء. وأوهمت نفسي بقليل من الأحلام الندية، لأتغلب على الرجفة السارية في أوصالي .. تكورت أكثر طلبًا للدفء، محاولةً العودة لاغفاءتي بحلم لذيذ، كنت بطلته وفارقني في أولِ لفحةِ برد .
        غادرني النوم ،قمتُ محتضنةً ليداي صوبَ النافذة المشرعة للبحر، والمتوسد لموجاته، مددتُ يداي لغلق رتاجها الخشبي.. إستوقفني بعضًا من ظل لرجل يسارع بالوقوف أمام نافذتي ..أنه هو زائري.. تبادلنا النظرات.. سرحتُ بعيدًا ، أفقت من ذهولي، وهممت بغلق الرتاج، استدار للبحر يرتب عدتهِ.... مازال سحر اللحظة ينتشيني.. أسرعت بخطاي صوب المخزن لأأخذ عدتي، والنزول للشاطيء ليس فقط من أجل إنتظار شروق الشمس بل لأراه عن قرب .
        حاولت جاهدةً إيجاد بعض من احتياجاتي الضرورية، فلم أعثر على أغلبها، يبدو أن أيديهن قد طالتها، وحسبوا أني في إغفاءة طويلة بسبب الجهد الذي قمت به في ليلتها من إعدادات لزواج إحداهن، ولن أصحو لغاية عودتهن، لكن لم يكن في حسبانهن، إن الريح قد سامرتني ونقلت لي عطره ،لتمنحني دعوة الاستلقاء على شاطيء الأحلام..نزلت مسرعةً بقبعة كبيرة تغطي أغلب وجهي ونظارة سوداء أخفي بها لغبي .. وأعتمر شالًا زهريّ اللون يتناسق مع لبسي، لأتجنب اللفحات الباردة، عانقت قدماي شاطيء البحر بشوق، مبتعدة عن مَدِه ِ قليلًا، افترشت الرمال ومعي جردل من الأفكار الساخنة والمرتقبة .. وقصيدة يتيمة لم أكملها بعد، وورقي وقلمي، للأفهمه أني هنا من أجل تدوين ورسم شروق الشمس ..
        بضع أمتار تفصلنا ،إتخذ من احتضانه لساقيه ركيزة لذقنه، شاخصًا بنظره للأفق البعيد.لاأعرف بماذا يفكر..؟ حركة غير محسوبة مني، إلتفت إليهِ ،حين مَدَ عنقهُ صوبي مستنشقًا لنسمات الهواء المختلطة بعطري النافذ ... ارتسمت إبتسامة الجيوكاندا على ملامحي .. إعتبرها جوازًا لمروره .. جاء وبرفقته قدح كبير أظنه من القهوة ..
أردف قائلًا: هو لكِ، قدح من القهوة الكورسيكية لتشعري بالدفء ..(ليس بمقدوري رفضها إنها كورسيكية وكما أُحب فواصل حديثه معي)
- وسأجالسك لننتظر الشروق .. جلس مفترشًا لرملي وأختلط عطرانا .. أشاحت بواكير الفجر عن خدها الناعس بخيوطٍ أرسلتها الواحد تلو الآخر من أشعة الشمس الغافية .. راسمة شحوب لونها على صفحة خدي ..
- رفع قبعتي ونظارتي ، قائلًا: لأنظر كيف سيرسم إنبلاج الفجر خيوطه على وجهك .. أزاح بعض من الخصلات المتدلية، زاد حدة بريق عيني ووهجها بحمرة الخيط الأخير من الشمس ...

 المجموعات القصصية قيد النشر :
- الحب رحيل
- ما تبقى على أناملها
- الحدود الساحر
- حرائق حرب
- رواية مضارب بني غربان

أبحاث ودراسات وكتب قيد النشر:
* بؤرة ضوء
* أبحاث يسارية واشتراكية
* أبحاث عن (امرأة من الشرق)
* فكر يكتنزه الورق
* الأدب العالمي - المكتبة الإلكترونية

- تكتب في العديد من المواقع والمنتديات وبعض المجلات الالكترونية
- عضوة في الإتحاد العام للادباء والكتاب في العراق..
- عضوة بدارة الشعر المغربي
- عضوة بحركة شعراء العالم بتشيلي
- عضوة في الإتحاد العالمي للثقافة والآداب
- عضوة في مركز الأدب العربي...
لها حوارات ومقابلات بعنوان( بؤرةُ ضوءٍ ) حاورتْ الكثيرَ منْ الشخصياتِ الأدبيةِ فيها ولها حوارات ومقابلات كثيرةٌ فيها أخرها تسلطَ الضوءِ فيها على( جائحةُ كورونا ) وخطرها على العراقِ والعالمِ .
 تشعرَ أنَ ( فاطمة الفلاحي) الأديبةِ والشاعرةِ والثوريةِ تكتبُ حتى قبلِ ولادتها لغزارةِ نتاجها وكمهِ الهائلِ الراقي المحتوى .

طقوس عاشقة
1.
يا سيد القلب
وانسكاباتٍ من جنون
تجرفني حد عمق البحر
وتصبني أهزوجةً لاتفنى ،
 تتوضأ بمداك

2.
تكتبني قداسات وهج
تصطلي روحك
شجنًا
 وسكرة
لم يرددها الحب
في لوح الأحلام
3.
موتي مؤجل
بقعر فنجانك
وأنا
فنجان بلا قعر




__________________________________
_____________________* * * ________
إنك أعمق من أغواري
 أخاف استنفاد الكلمات ونزف حرفي ويصاب قلبي بفقر النبض

Comments


  1. الأديبة فاطمة الفلاحي أنت جديرة بالمتابعة لنتاجك الثر في كل المجالات. والكتابة عن منجزك شرف لي..

    ReplyDelete
    Replies
    1. شاكرة لفتتك الكريمة بحقي أيها الراقي

      Delete

Post a Comment

Popular posts from this blog

زعيم أعور

بواكير الفجر