نصوص هايكو بقلم: سعاد حجري

 




زيتون ~

بين فكي الرحى

ذهب أصفر


من الشمس

 تستمد نكهتها ~

أثمار الزيتون


عناق عن بعد ~

على جانبي الطريق

أشجار زيتون


شموخ ~

مرصعة بالزمرد

شجرة زيتون


لا براح في قيمتك

أيها البٍكر  ~

زيت زيتون


سعاد حجري


نصوص هايكو متتالية بقلم: Khadija Idrissi

 






انتظار الفجر،

تسبقني كما العادة

زفرات الليل!


زفرات الليل،

تسحبني في العتمة

يد الذكرى!


يد الذكرى،

تسافر بي إلى ماض بعيد

ضمة حنان!


*خديجة *


نصوص هايكو بقلم: أحمد العكش

 






رملُ الصحراءِ،

أثرُ خطواتٍ يذوبُ – 

ريحٌ عابرة. 


أضواءُ مدينةٍ، 

تنعكسُ فوقَ زجاجِ المطرِ – 

ظلٌّ مسافر. 


غروبُ الشمسِ، 

طائرٌ يقطعُ الأفقَ – 

صمتُ المساء. 


..احمد العكش..


هايبون| عند محطة البدء بقلم مصطفى عبدالملك

 




هايبون| عند محطة البدء

هربتُ منّي إلى سطور كتاب، باحثاً عن محطةٍ أستريح فيها، فإذا بالكتاب يعيدني إلى أنايَ الأولى، تلك الضائعة في ظلالها الأقدم. بيني وبيني انبسطَ فراغٌ ممتدّ كعمر الأرض منذ بِدئها، حتى لمعت جملةٌ واحدة كشفتْ لي "ملحمة الهبوط".

لم يكن ميلتون يكتب عن التمرد الأول فقط؛ كان يضع مرآةً بين الحروف، مرآةً لا تعكس الوجه، بل تعكس إعادة ترتيب النور المفقود بعد كل هذا الظلام الذي يغشى الأرض رغم بُهرجها. كمسافرٍ بين صفحةٍ وأخرى، شعرتُ أنني أسير فوق حافة هاوية خبّأتها طويلا تحت ابتسامات خفيفة وزلَّةٍ تشبه أكل التفاحة الأولى.

لم أغلق الكتاب حزيناً على ما فقدناه، بل مُستبصِراً بالسقوط نفسه، وبالسبيل الذي قد يعود بالإنسان من ضياعه فائزاً.

نهايةُ الخِطْء–

تستعيد أشجار الجنة

نفَسَها الأول!


سقوط عظيم–

تفتح الأرض ليلها

لنور باهت!


بعد الضياع–

يتلمس مشكاته الأولى

نور باهت!

مصطفى عبدالملك الصميدي| اليمن


هديل الكلام بقلم : أ. محمد الصغير الجلالي

 





هديل الكلام

أ. محمد الصغير الجلالي

لمن يغرد

هذا الحمامُ

في الصباحِ

وفي المساء؟

يميلُ صوته

نحو نافذتكِ،

ميل عاشق

على وعدٍ قديم،

ويهمسُ:

ما زال في القلب متسع

لمن يجيء

ولو بعد حين.

ويتابعُ غناءَهُ

كأنَّهُ يلتقطُ

ما تناثرَ من روحِكِ

في ليلٍ طويل،

ويوقظُ فيكِ

طفلًا

كان ينامُ

على صدرِ الحكايا،

ويفتحُ نافذةَ القلب

لنسمةٍ

تَعرفُ اسمَكِ،

تدخلُ

كأنها آتيةٌ

من زمنٍ

كان يحبُّكِ.

هذا الحمامُ

لا يغنّي عبثًا؛

إنه يجمعُ نورًا

سقطَ من خطواتكِ،

ويحملهُ

إلى شجرةِ الصباح

ليصنعَ منه

عشًّا

يشبهُ حلمكِ.

وحين يرفرفُ

أسمعُ في جناحِه

رجعَ نبضٍ

كنتِ تخبـئيــنهُ

ليقيمَ فيكِ،

فأعرفُ أن الغناءَ

ليس للهواء،

بل لكِ…

وكأنَّ الحمامَ

مرآةُ قلبٍ

يتذكّرُكِ

كلما طار.

ويواصلُ نشيدَه،

كأنَّهُ يرشُّ على الصبح

ملحَ حضوركِ،

ويشيعُ في الدقائق

دفئًا

يأتي من جهةِ صوتكِ.

يرتفعُ قليلًا،

ثم يهبطُ،

كأنهُ يشرحُ للنهار

كيف يمشي الحنان

على قدمين،

وكيف يصدحُ القلبُ

إذا مرَّ طيفُكِ

خفيفًا

قرب النافذة.

وحين يدورُ

فوق السقيفة،

أشعرُ أنه يرسمُ

دوائرَ من ضوء،

يضعُكِ

في مركزها،

كأنَّ العالمَ

لا يستقيمُ

إلا بقلبكِ.

وحين يبلغُ

نهايةَ غنائه،

يرفرفُ

كأنهُ يمسحُ عن نافذتكِ

غبارَ المساءات،

ويتركُ في الهواء

خطًّا من نورٍ

يميلُ إليكِ.

ثم يقفُ،

هادئًا،

كأنهُ يقولُ ما لا يُقال:

إنَّ القلبَ

حين يحبّ،

يصيرُ له جناحٌ واحد،

والآخرُ

تهديه لمن تحبّ.

ويغدو الصباحُ

أوسعَ قليلًا،

والكونُ

أقربَ إليكِ،

حين ينهي الحمامُ

غناءهُ

على عتبةِ روحكِ,

ويتركُ لكِ

سلامًا

لا يسمعُهُ

إلا قلبٌ

يعرفُ كيف يطير.

تونس ، 


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات