أنبئيني بقلم : محمد العتبي


 


أنبئيني....


من أي فج سوف تبزغين...

 

ومن أي صوب ستنحدرين.!

 

أي… ضوع الياسمين… وهمس الفراشات

 

وعصارة السنين...

 

خبريني ولو بإيماءة خجلى

 

أو بطائف منك على جناح الأثير

 

يأتيني...!

 

غمست كلماتي برذاذ المطر…

 

ولونتها بعطر حكاياتك المقيدة

 

على أهدابي...

 

وأذعتها مدونة للعابرين...

 

ما تفتأ ترانيمي تشدوك

 

نشيدا لا يبلى...

 

ترنيمة تخالط دمي...

 

تشعل بي جذوة الجوى...

 

تعطيني وهجًا... تمنحني دفقًا

 

تسلمني لأبواب الفراديس المكنونة

 

تثملني خيوط الفجر...

 

إذ تأتيني...بريحك…

 

فأبعث من جديد...

 

#محمد العتبي

عبقرية المتنبي والسرقات الشعرية: بقلم: عماد خالد رحمة

 




عبقرية المتنبي والسرقات الشعرية:

مناظرة بين الإبداع والاقتباس في النقد العربي القديم

يظلّ المتنبي قامةً شاهقة في تاريخ الشعر العربي، شغلت شعره الأفهام قبل العيون، حتى غدا ظاهرةً تُقرأ أكثر ممّا تُروى. غير أنّ هذه العبقرية كانت سببًا في إثارة عواصف النقد حوله، خصوصًا في قضية «السرقات الشعرية» التي تحوّلت من طعنٍ في شاعر إلى جسرٍ فكريٍّ أنجب وعياً نقدياً متجدداً.

المتنبي بين التهمة والعبقرية

اتّهم خصوم المتنبي بالشطط في تمجيد الذات والمبالغة في تصوير البطولة، ورأوا أنّ في شعره اقتباسًا من السابقين يرقى إلى «السرقة». ولكن أنصاره، وفي مقدمتهم ابن جني، اعتبروا أنّ التشابه ليس انتزاعًا بل تحويلٌ خلاّق. فقد قال ابن جني كاشفًا سرّ عبقريته:

«يأخذ المعنى فيردّه أعذب مما أخذه»

كان هذا القول إرهاصًا مبكرًا لفكرة إعادة تشكيل المعنى، وهي لبّ البلاغة الحديثة.

الجرجاني وابن فورجة:

تفكيك النص بين النقد والدفاع

لم يكن عبد القاهر الجرجاني — على شدّة دقته — خصمًا مطلقًا للمتنبي؛ في الوساطة حاول حماية الذوق من الإفراط في تعظيم الشاعر، معترفًا له بالسبق والصياغة المحكمة، لكنه لم يُعفه من المآخذ والانتحال.

أمّا ابن فورجة فجعل نفسه في صفّ المتراس، يردّ الاتهامات بالتحليل المقارن، مؤكّدًا أن المتنبي:

لا يعيد المعنى كما وُلد بل يخلقه خلقًا جديدًا

وقد برز اتجاه ثالث يرى أنّ الشعر ميراثٌ تراكميّ، ولا عبقرية تقف خارج التاريخ.

حدود الإبداع… أين تبدأ السرقة؟

أشعلت مناظرات المتنبي سؤالًا ما يزال حيًّا في النقد الحديث:

الإبداع السرقة

تحويل الموروث إلى جديد تكرار بلا ابتكار

امتلاك النص روحًا وشكلاً استلاب صريح للمعنى

توسيع الصورة وإشراق العبارة نسخ جامد لما سبق

وخرج سؤال فلسفي يعلّق في الهواء:

هل يمكن للشاعر أن يخلق من فراغ؟

أم أنّ الذاكرة رحمُ الإبداع؟

أثر المتنبي في تطوّر النظرية البلاغية

مفارقة كبرى صنعت مجد المتنبي:

اتهامه بالسرقة أطلق شرارة البحث في أصل المعنى ومبنى العبارة، ورسّخ ما سيُعرف لاحقًا بـ التناصّ دون أن يُسمّى. لقد تحوّل شاعر واحد إلى مختبر نقديّ ضخم:

انتقلت البلاغة من وزن البيت إلى روح المعنى

وُضعت معايير الفارق بين «التأثر» و«الاستلاب»

ظهرت الذات الشاعرة بوصفها صانعة للغة لا ناقلةً لها

المتنبي… شاعر يبتكر نسبه

لم يكن المتنبي ناسخًا بل خيميائيّ المعنى؛ يأخذ من التراث ما يشاء، ثم ينفخ فيه من كبريائه وهواجسه، فيولد نصًّا لا يشبه إلا نفسه. لذلك قال بثقة نادرة:

ما أرانا نقول إلا معادًا

قد تُريد العصور قولَهُ فَيُقالُ

إنّ القصيدة عنده جسر بين الموروث والعبقرية، وليست أبدًا حفرًا في الماضي.

خاتمة

إنّ معارك المتنبي النقدية لم تهزه، بل رسّخت مكانته. فقد خرج من صراعاته أكثر وهجًا، لأنّ نتاجه أعاد للغة سلطانها، وللخيال أفقه المفتوح.

ولذلك بقي المتنبي — كما قال الجرجاني — شاعرًا:

«ما رأى الناسُ مثلَه، ولا رأى هو مثلَ نفسه»

فالعبقرية لا تُقاس بما اقتبسته من الآخرين،

بل بما أضافته إليهم.

لهذا صار المتنبي معيار الإبداع:

لا يتكرّر… بل يُكرِّر تعريف الشعر نفسه

هايكو بقلم : محمد العلوي آمحمدي

 





أعشاب خضراء

تطفو على زرقة البحر

رائحةُ المدِّ

 


في ضوء الصباح

يهدهد البحر خس البحر

نكهة خضراء

 

محمد العلوي آمحمدي


يتسلل بقلم: سعاد الجزائرية

 




يتسلل إلى ليلي

مثل نور يحدث الظلام

بلطف يتسرب دون جدال

لا الظل يمنع وجوده و لا

ذلك السكون يرفض ضوضاء

حضوره مثل إعصار كافر....

وشى شهاب ساقط أنك ستزور

الليلة مضجعي و بين الكتب

تركت الوردة اليابسة الورق

تتنفس الحروف التي تشبه

أبجدية همسك لي ...

بين شفاهها علق عطري

و بعض سحري ألغيت

تدفق الشوق غالبني هرب

لالتحاف صوتك الدافئ

 قبل أن ترن نبرته بسمعي ....

خلف صورة حماقاتي

أهذي على وقعات خطوات

الذهول أنك ترتعش حبا بي

تلفني في خرنقة عشقك

تجعل لي جناحين لأرفرف

بين دهاء الخيال أجعل من

السراب حقيقة للحظة الهيام...

أطلق العنان لأفكار تدفع

بانفعالات تتضور جوعا للحب.....

تدفعني همجية الرغبة

لأفعال لم تكن ضمن خطط اللقاء

قبلة غير مبرمجة في العرض و لا

في خاتمة الوداع غيرت حوار السهرة

كاملا إلى أبعد أفق الهذيان ...

لتقود خطواتي خلف آثار قدميك

لأغرق في ملذات الغرام على طاولة

الحنين حين تنفس بأنفاس التمني

أنت الهاوية التي أسقط فيها دون

مراجعة معصيتي .....

يا من تتسلل مثل دهشة تفتح

برهة هدوء على سفح الحب

حين تَتحَطمُ النجومُ لتعلن أننا

النجمين المفقودان من ذلك الفضاء....

هل حقا جئت تزورني بدافع الشوق

أم جئت لتوقظ وجعي تجعل العالم

يضيق حولي لأهرب مني لكَ أهوي

فيك من سابع سماء إلى أعماقِ صدركَ

فأجده شاسعا بحجم كَونينِ

كأن الأرض التي أتوغل فيها

انفجرت بألف عين من ينابيع العشق

همس من عيون تسحرني تروي ظمأ

تصف الهوى كأنه ورودا من حبٍ أزهرت في ليلة صمت ...

 

#يتسلل.             

سعاد الجزائرية






استعباد بقلم: خليل شوافقه

 



استعباد
عَلَت الأصوات باحثة عن ذلك الطفل الشريد وهو يُهرّب الحدود المعزولة والهواء العالق في الحناجر.. الصوت لا يخرُج رغم بروز الأوداج إلى الحيّز.. قَرع البساطير مُدوي في أنحاء الأثير الغير مُتجانس
 

أصبح الجوّ بارداً ...!!!

 

خليل شواقفه

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات