قصص قصيرة جدا
للكاتب الجزائري
المتألق: عبد الرزاق بوكبة.
🔴 سيجارة خاصّة
رغم أنّ بيته بات
مثقوبًا، حتّى أنّه يستطيع أن يستضيف فيه الهواءَ الطّلق، إلّا أنّه يصرّ على
تدخين سيجارته في بقايا الشّرفة. وفاءً
لأطفاله الذّين كان يُبعدهم عن دخانه قبل أن يُقصدفوا.
خرج ليُدخّن فأدهشه
اجتماع المخيّم على شموعٍ وموائدَ هي من بقايا الرّكام ونكتٍ تضحك على جبن جنود
الاحتلال!
ظهرتْ له غزّة تُدخّن
العالم؛ وتُبعد أطفالها عن الدخان إلى السّماء!
🔴 عطش خاص
حَمَلَهُ العطشُ على
تقبّل أن يشرب من البحر، ثمّ حملته الملوحة على طرح الفكرة.
وهو بين ركام حيِّ
الزّيتون، وقف على بِركة سوائلَ عرف منها الدم والماء، فعافَ أن يشرب.
باسَ القمرَ المنعكسَ
في البِركة حتى ارتوى!
🔴 وجبة خاصة
استحى من تشهّيهِ
الزعترَ بزيت الزّيتون، بينما الأفواه والبطون لا تجد خبزًا، فقرّر أن يعتذر
بالمغامرة/ الخروج إلى حقل الزّعتر والزّيتون.
تحت زيتونةٍ سمّاها
له جدُّه، وقف على مقاومٍ استشهد مبتسمًا، وغيرَ بعيدٍ عنه صحنُ زعترٍ وزيت.
استحى أن يترك
البندقية من غير حامل والصّحنَ من غير أكل.
🔴 حضن خاص
فرّق القصف بين ابنته
وقطّتها. ارتقت الأولى وجُرحت الثّانية، فصار يُعاملها كما ابنتِه.
حزنت القّطّة على
رفيقتها، حتّى أنها زهدت في الجرذان التّي اضطرّها الرّكامُ إلى الخروج!
كثرت إطلالات ابنته
عليه في المنام، تطلب منه أن يُرسل إليها قطّتها. وليس من عادته أن يرفض لها
طلبًا.
احتضن القطّة باكيا
وراح يُعاتبها: أنت تحبّين قطّتك أكثر منّي. طلبتِها ولم تطلبيني!
لم ينته إلى أنه
احتضنها أكثر من اللّازم فالتحقت بصاحبتها.
🔴 ولادة خاصّة
لم ينتبهوا إلى صراخه
في قسم الولادة بمجمّع الشّفاء: "زوجتي تلد. زوجتي تلد"، فقد تحوّل
القسم إلى ملحق لقسم الجراحة لكثرة الإصابات.
كانت زوجته تصرخ في
الرّواق حتّى وضعت طفلًا مخنوقًا! إلى جانب أرملة شهيدٍ حاملٍ لفظت أنفاسها فيما
ارتفع صراخُ وليدها!
استغلّ إغماءة زوجته
وغيّر موضع الطّفلين.— في برج بوعريريج - Bordj
Bou Arréridj