موسيقى الحياة بقلم: محمود عبد الشافي

 




موسيقى الحياة

مرت على حروف اسمه

بقطعة قطن بيضاء

محته من الذاكرة

تنهدت بعمق

ياللرجل المسكين

لم يكن حبا

أعتقد

كان مايشبه الحب

أغلقت النافذة

استدارت

واجهتها آلة البيانو

فوق البيانو صورة تذكارية

لأول دروس الموسيقي

هو...نعم كأنه من الماضي البعيد

أصابعة النحيلة

تمر بخفة عصفور فوق مفاتيح البيانو

ليتماوج اللحن مع خفقات قلب يتعلم لغة

الموسيقى

هل كان وسيما بما يكفي؟

هل كان حنونا ك أب؟

مبهج كموسم ربيع

لم يتحمل قلبي العليل

كل هذا الحب

أنكرتة كما أنكر التلاميذ

السيد

لحن المساء الحزين

مع كل آنة عود

كان يسقط قلبي من الدور الخامس

وسط حديقة مهملة

أتعبني الحب  حين تورد خدي وتفتح أمامي ربيع أيامي، امتلأ القلب حتى الحافة بنعمة المحبة

أتعبتني الحرائق التي يتركها ترعي بجسدي

حين يغادر درس الموسيقى

الموت في حضوره بجوار أصابع البيانو

الموت حين أكون وحيدة بفراشي

مدت يدها لعلبة الدواء

تناولت حبة المهدئ

اشتعلت الغابة المحترقة من جديد

أخدت حبة أخرى حبتين ....غابت هناك

حيث الحلم الضائع والحديقة المهجورة

محمود عبد الشافي


هايكو بقلم: مصطفى عبد الملك

 



هايكو

يالزهر الربيع...

من قِطعٍ متجاوراتٍ

رائحة واحدة


ريح صرصر؛

كل الأوراق المتساقطة

سفر الغروب


نسمة ربيع

تقلبُ صفحة مفتوحة

على الشتاء


شعاع ضوء–

عالمٌ يفيض حركةً

جسيمات غبار


ريح المساء؛

صفير جذع أجوف،

عواء كلب!


صيفٌ ساكن–

تحلقُ كبطٍّ مهاجرٍ

غيمةُ الأصيل


ياللترف...

تفاحة لحاف النوم

تسد الجوع!


ياللمشروع…

مواسير مياه القرية

سقوف مرفوعة!


عود الثقاب–

لحظة ضوء قصيرة

 هبة ريح


فراشات الليل

حول فانوس جازِيّ

طواف الوداع


مصطفى عبدالملك الصميدي

اليمن


نهاية الحكاية بقلم :سعيد ابراهم زعلوك

 



نهاية الحكاية

جلست الحكاية على أطراف الليل،

تئنُّ تحت ثقل الكلمات الضائعة،

تغلق أبوابها برفق، كما يغلق الليل نافذة على المدينة،

وتهمس للغياب بما لم يُقال بعد.

الأحلام التي لم تولد بعد،

تنتظر ضوء الصباح،

والذكريات، حتى المرّة منها،

تتحول إلى نجوم صغيرة تهدي الليل،

ورائحة الغياب تمتزج بهمس الريح،

كأن الزمن نفسه يراقب خطواتنا الصامتة.

القلب يهمس باسمك،

ويبقي على ما بقي لنا من ضوء،

لعل الصمت يصبح لغةً تفهمها الروح،

والرحيل يتحول بداية،

وفي كل ظلٍ، نرى بصيص الأمل يلمع.

كل نهاية، مهما بدت حزينة،

هي دعوة لنكتب بأيدينا

ما لم يُكتب بعد،

بشغف، بحب، وبإصرار على ألا يزول النور،

ونمضي، حاملين معنا ضوء الحكاية،

ونؤمن أن الليل مهما طال،

هو مجرد مدخلٍ لفجرٍ جديد.

سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك


وهَنُ الحَرف بقلم: رؤوف بن سالمة

 




وهَنُ الحَرف

رؤوف بن سالمة/ الحمامات..تونس

أروم من وهن ملامسة الحرف

..وأتحرّق شوقا لنسج ما يعتريني

سطورا  تخترق إعيائي وفتوري

..فلا يسعني هذا الزمن ولا يسعفني

وبعزم أنهض وقد خانني الكلم

..وبعد فتور  نضا ثوب الظلام

أمسكت بتلابيب غابر الزمان

..وأشعّت من سناه  بيض الأيّام

وأبان الحنين شدّة وجدي

.. وماعتراني  من جنون الهيام

فسطره حبل آسر الذكرى

..على جدار بهي زاهر أيّامي

وأشرقت صفحات المجد

..وزانها طيب صادق إلهامي

رؤوف بن سالمة/الحمامات..تونس


سيرةُ الخطأ بقلم سعيد العكيشي

 




سيرةُ الخطأ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا الصوتُ الذي أضاعَ صداه،

الحنينُ الذي زرعَ معناهُ في طريقِ الانتظار،

كالذي يزرعُ الألغامَ

في طريقِ عدوٍّ لم يولد.

أُحدّثُ نفسي،

فيُجيبني الحزنُ بصوتي،

كما لو كنتُ خطأً مطبعيّاً في آلةِ القدر،

أو كلمةً تُركتْ لتكتبَ نفسها بنفسها

الحظُّ يمشي نحوي،

ليتأكّدَ أنني خطأُهُ القديم،

وأنا أبتسمُ له

كما يبتسمُ الغيابُ

لمن يبحثُ عنه في المنام.

الأشياءُ التي مرّت بي

تقولُ: نحنُ الأصل،

وأنت الاحتمالُ الخطأُ الذي حدث،

أبحثُ عن صدىً يعترفُ بوجودي،

فأجدُني الصدى الذي ينكرهُ الصوت.

أصبحتُ ثلاثة:

أنا، والصوتُ، والصدى،

أتناوبُ على السيرِ

في فراغٍ بلا نهاية،

أختبرُ ذاتي في الوجود.

الحنينُ يزرعُني لغماً في كلِّ طريق،

والحظُّ يتربّصُ لي في زاويةٍ لا أراها،

والكلمةُ تتلوّى بين أصابعي،

تحاولُ أن تكتبَ نفسها

دون أن تعرفَ من أنا.

أنا مجرّدُ ترهّلاتٍ

في مرآةِ السراب،

يفكّرُ الوقتُ أن يطيرَ بي

إلى العدم.

       سعيد العكيشي/اليمن


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات