نصّ لا ينتهي ... بقلم: معز ماني

 




نصّ لا ينتهي ...

نصّ يحوّل كلّ شيء إلى مرايا ..

وكلّ مرايا إلى كلمات ..

وكلّ كلمات إلى أصداء تحاول

أن تقنعنا بأنّها المعنى ..

لكنّها في الحقيقة

صدى الضحك على أنفسنا ...

نصّ بدأ بخطإ مطبعي

ثم تحوّل إلى فلسفة

ثم إلى مشروع حياة

ثم إلى جدال في مقهى مزدحم

ثم إلى تغريدة تتحدّث عن الوعي

ثمّ إلى شيء .. لا شيء لكنّه لا ينتهي ..

في الساحات ..

يتجمّع الناس حول اللاشيء

يلتقطون صورا جماعية مع الغياب

ويكتبون تحتها ذكريات جميلة ..

كأنّ الغياب كان صديقا قديما

والنقص حالة فنية ..

المدينة من حولنا تتظاهر بالهدوء

الرياح تمشّط شعر الأرصفة

والأرصفة تبتسم بشقوقها المتعبة

كأنّها تقولها قد عادوا ..

يحملون حقائب الكلام الفارغ

ويظنّون أنّهم يسيرون إلى الأمام ..

الشمس نفسها تراقب المشهد من الأعلى

تقول وهي تمدّ أشعتها كسطورٍ من سخرية ذهبية

كم مرّة سيعيدون نفس الجملة ؟

كم مرّة سيؤمنون أن النهار جديد ؟

ثمّ يجيء المطر

يصفّق على النوافذ كالمجنون

ويقول ببرود شعريّ ..

أنا أغسل وجوه الكذب كلّ موسم

لكنّها تعود أنظف شكلا وأكذب مضمونا ..

في الليل ..

تتسلّل الأفكار مثل لصوص نبيلة

تسرق ما تبقّى من المنطق

وتوزّعه بالتساوي على الشعراء والمجانين

لأنّهما الفئتان الوحيدتان

اللتان تعرفان أن الضحك شكل من أشكال الفهم ..

ثمّ فجأة ينهض النصّ من نومه

ينظر إلينا بكسل وجوديّ ويقول ..

هل ظننتم أنّني سأمنحكم نهاية ؟

النهايات ترف لا يمنح للساخرين ...

                                    بقلم : معز ماني . تونس .


شوارع الغربة بقلم : محمد الموسى

 




شوارع الغربة

يلفها صقيعٌ

تُصفِرُ الرِّيحُ في مساماتها

شاحبة الملامح

يباسٌ هبوبها

لاتعرف وجوه المارة

تتسكع الأحلام خاوية

يتيمةٌ لا مأوى لها

تتمادى في الضياع

تمشي الأجساد على ثراها

دون أثرٍ أو ظلٍ يرافقها

عاريةٌ أرواح المغتربين

تثمل بنخب الضياع

على أرصفة الليل

لئلا تصحو

فتكتشف منفاها

أرض يباب بلا زهر

أو ياسمين

محمد الموسى


هايبون بقلم أحمد العكش

 




هايبون

نمضي في دروب الحياة كمن يسابق ظله، نركض خلف أحلامٍ تتبدد كلما اقتربنا منها، ونحمل على أكتافنا أثقال الأيام دون أن نلتفت لجمال اللحظة. تمر السنوات كقطار لا ينتظر أحدًا، يسرق من أعمارنا ما شاء، ويترك لنا بقايا ذكريات نحاول أن نلملمها في صمت. نكبر، لا لأننا أردنا ذلك، بل لأن الحياة دفعتنا دفعًا نحو النضج، نحو محطات لم نخترها، لكنها اختارتنا.

وفي لحظات السكون، حين يهدأ الضجيج من حولنا، نسمع صوتًا خافتًا يشبه ارتجاف القلب، كأن الماضي يهمس لنا من خلف ستائر الغياب. نحدّق في الصور القديمة، في الوجوه التي غابت، في الأماكن التي لم تعد كما كانت. كل شيء تغيّر، حتى نحن.

أرواحٌ تنامُ

في زوايا الوقتِ البارد

خيطُ عنكبوتٍ

صوتُ الذاكرة

يرتجفُ بين الأصابع

دفءٌ منسيٌّ

..احمد العكش.


ترانيم عشق وحنين بقلم:محمود البقلوطي.

 




ترانيم عشق وحنين

امرأة.. شاعرة مثقفة خفق قلبها، اهتز كيانها ابحرت وسافرت في بلاغة اللغة، تاهت في بحر الكلمات العاشقة،سافرت في أحلامها اللازوردية... اخذت القلم وكتبت اليه قالت:

عندما أكتب اليك أتخذ من ملامحك وسحر عينيك حروفي.. فيشتعل فوق الورق حبري.. يعلن لك حبي.

أكتبك في شعري وانتظر خروج كلماتك... نعم اليك اشتاق الى لألئ وسحر عينيك.. الي صورتك.. الى صوتك.. الى كلامك.. احن إليك واشتاق لنظرة من عينيك. احن للمسة من يديك.. احتاج لهمسة من شفتيك... اه ياحبيبي وماادراك من الحب والحنين متى نلتقي لتطفئ النار المشتعلة في شغاف القلب ولحاف الوتين.

قال لها:

قلبي يحلق في فلك محياك، وروحي تغوص ببحر هواك ونبضي يتوق لضمة يديك..

قالت له:

حرفي خلق لوصف هواك وكلماتي تخضع لسحر نجواك وابجديتي تطوف بمحراب سماك وانغامي تعزف لحن الحياة بين شفتيك وقلبي لم يعشق سواك ومناسك الحب تعلمتها على يديك..

قال لها:

نسمة انت احتوت رعشاتي وضيائي من نور بهاك، انت حلمي وعشقي.. انت واقعي... انت حياتي.. قل لي كيف انساك..

محمود البقلوطي. تونس


هايكو بقلم: داود بوحوش

 



ذات فراغ

أنّى للبرتقال ملء

مكان الثوم


☆☆☆

إبّان نقص

بشبيهه يملأ

فراغ


☆☆☆

على رؤوس الملإ

لكلّ مقام

لسان


ذ.داود بوحوش تونس


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات