سُورِيّا... أُنثى الحُرُوبِ الجَمِيلَةِ بقلم: محمد منصور الموسى




سُورِيّا... أُنثى الحُرُوبِ الجَمِيلَةِ

سُورِيّا...

يَا أُنثىً تُـمَشِّطُ شَعْرَهَا بِلَهِيبِ القَذَائِفِ،

وَتَكْتَحِلُ بِالدُّخَانِ،

وَتَرْتَدِي فُسْتَانَهَا المُطَرَّزَ بِالشُّهَدَاءِ.

يَا قُبْلَةَ الأَرْضِ،

وَيَا جُرْحِي القَدِيمَ الجَدِيدَ،

مِنْ أَيْنَ تَأْتِينَ بِكُلِّ هَذَا الصَّبْرِ؟

مِنْ أَيِّ رَحِمٍ وُلِدْتِ وَفِيكِ كُلُّ الأُمَّهَاتِ؟

وَفِيكِ كُلُّ النِّسَاءِ...

وَكُلُّ الأَوْطَانِ المَصْلُوبَةِ عَلَى أَبْوَابِ الأُمَمِ؟

دِمَشْقُ،

مَا زِلْتِ تَبْكِينَ فِي فِنْجَانِي

حِينَ أَقْرَأُ خَبَرًا عَنْ حَيٍّ مَاتَ أَهْلُهُ دُفْعَةً وَاحِدَةً،

عَنْ طِفْلَةٍ تُـمْسِكُ دُمَيَتَهَا فِي المُشْرَحَةِ،

عَنْ رَجُلٍ يَحْمِلُ حُرِّيَّتَهُ مَلْفُوفَةً بِكَفَنٍ.

يَا بِلادًا خُلِقَتْ مِنَ العِطْرِ وَالسِّكِّينِ،

مِنَ الزَّيْتُونِ وَالغَازِ المُسِيلِ،

مِنَ اليَاسَمِينِ وَالدُّمُوعِ،

يَا بِلادًا تُصْلَبُ عَلَى شَاشَاتِ العَالَمِ

كُلَّ مَسَاءٍ...

وَلَا يَصْرُخُ أَحَدٌ!

أَنَا شَاعِرٌ مَسْكُونٌ بِالثَّوْرَةِ،

وَحُرُوفِي بُنْدُقِيَّةٌ لَا تَصْدَأُ،

فَحِينَ أَكْتُبُ عَنْكِ

أَشْعُرُ أَنَّ الكَلِمَةَ قُنْبُلَةٌ فِي وَجْهِ الطُّغْيَانِ،

وَأَنَّ الحِبْرَ...

دَمٌ يَسْرِي مِنْ حَمَاةَ إِلَى دُومَا،

مِنْ دَرْعَا إِلَى إِدْلِبَ،

وَمِنْ قَلْبِي... إِلَى الجِدَارِ.

يَا سُورِيّا،

يَا شَهِيدَةً تَمْشِي عَلَى قَدَمٍ وَاحِدَةٍ،

يَا أَيْقُونَةَ الجِهَادِ فِي زَمَنٍ

تَبَدَّلَ فِيهِ الشُّرَفَاءُ إِلَى بَائِعِينَ!

أُقْسِمُ أَنَّ القَصَائِدَ خَجْلَى،

وَأَنَّ الكُتُبَ تَمَزَّقَتْ،

وَأَنَّ الشِّعْرَ بَاتَ بِلَا جَدْوَى

مَا لَمْ يُكْتَبْ مِنْ تُرَابِكِ...

وَبِدَمِكِ...

وَمِنْ نَبْضِ مَنْ رَحَلُوا كَيْ تَبْقِي.

حُرِّيَّتُكِ...

لَيْسَتْ نُزْهَةً فِي الحَدِيقَةِ،

وَلَا شِعَارًا عَلَى الجُدْرَانِ،

هِيَ طَلْقَةٌ تُطْلَقُ فِي وَجْهِ الغِيَابِ،

وَصَوْتٌ يَقُولُ: "أَنَا هُنَا"

وَلَوْ لَمْ يَبْقَ سِوَى حَجَرٍ...

يَنْطِقُ بِاسْمِكِ، يَا سُورِيّا.

محمد الموسى


القصيدة الخامسة والأخيرة تندارى 5 بقلم: مهدي مصطفى






القصيدة الخامسة والأخيرة

تندارى  5


أو الرقصة الهرمة

صحا طائرُ الوحشةِ العارِمة...

أخيراً سيعرفُها،

يتلمّس أفقَ نهاراتِها،

ثَمَّ ذاكرةٌ تتعّرى،

يمران ملتصقينِ،

ومبتعدينِ،

وبينهما مطر غابر

أخيراً سيعرفُها

خرجا من خُطا الوحلِ،

وانحدرا فى المَمَرّ الذى سوفَ

يُفضى إلى جسدينِ،

كأنَّ البدايةَ تحبو على وحشيةٍ،

ما الذى سوفَ يخرجُ من عين مقبرةٍ؟

إن تندارىَ الآن ترقصُ عاريةً،

والبهاليلُ يختبئونَ وراءَ نهارٍ

صغيرٍ،

إذنْ ما الذى ينحدرُ الآن:

رأيتُ أعدائى يمرونَ،

وأمّى تَرتقُ الثوبَ الوحيدَ،

والنهارَ مثلما يأتى أتى،

يقصّ عن أسلافِهِ حلماً،

وكيفَ غادرتْ أسماؤهم حوائطَ البيوتِ؟

زهورٌ ميّتةٌ تندلقُ من شبابيكَ،

ظلامٌ يدخلُ الدمَ،

أجراسٌ تطفو على الرنينِ،

أسماءُ طفولةٍ تراقصُ الجدرانَ،

أجسادٌ تخرجُ من خرائبَ،

صحا طائر الوحشةِ العارمة!

جاءها كان وحيداً،

حاضناً كهفاً،

غباراً،

تعباً،

عاصفةً،

وجهَ طريقٍ

رأسُهُ أطلالُ موتٍ غامضٍ،

قدّاسُ خوفٍ قديمٍ،

- أنتِ تندارى؟

- سأبدو هكذا.

كالنهرِ، تاريخٌ له مرعى من القتلى،

ولكنّى سأرقصْ..

- وأنتَ...؟

- سأسيرُ جسمى عابراً جسمى،

أطيرُ إلى نخيلِ أبى،

أبى بيتٌ وحيدُ،

سقفُهُ مطرٌ،

نوافذُهُ دمى،

سألمُّ أيامى،

وأمشى خلفَ ليلٍ،

والنوافذُ سوفَ تبصرُنى،

أقودُ غمامتينِ،

أجرّ تاريخاً مدمّى!!

- كم نهاراً مات أيها المنذورُ

للمنَسْىِ...؟

صحا طائرُ الوحشةِ العارمة!

رآها تُخَوّضُ فى الدمع،

والطلقُ يدخلُ مستوحشاً،

تتشقّقُ أحجارُها شبقاً،

تختفى وتبينُ بطيئاً،

فترقصُ ذاكرةُ الطائر العدمى!

ترتجُّ الخرافاتُ،

يصيرُ الموتُ إيقاعاً....!

هذا هو الديوان بالكامل 

هايبون- خيط رفيع بقلم: سامية غمري

 






هايبون - خيط رفيع


قلت لنفسي:"عفويتي هي زادي و لا أحب اللون الرمادي "

و قالت :"العفوية دليل نقاء القلب وصفاء السريرة

والحسابات و تنميق الكلام دليل على النفاق والتملق

 أما الألوان فهي مؤشر للمواقف وللأسف قد نضطر  أحيانا أن نختار الرمادي لأن الأبيض موقف

والأسود موقف و بينهما نتيه إلى كفة من سنرجح.

 الرمادي حل لمن إختار الحقيقة التي لا تجرح  المشاعر وتقرب المواقف لأن مواقفنا كالألوان

  يمكن أن نمزجها  من أجل الحفاظ على محبة من نحبهم 

و ما دامت كل الحقائق غير قابلة للبوح

 فالأسود  ستر والأبيض نقاء والرمادي  إنفتاح لما بينهما ."

ثم قلت: لروحي بعد نهاية الحوار

" الأرواح قريبة من بعضها البعض يفصل بينهم  "خيط رفيع  ".


غيوم سوداء

قد تتلاشى في لحظة

موقف دبلوماسي


على جسر الحيرة

بين بوح و آخر تسدل

  ستائر رمادية


خيط رفيع

بين الأرواح كل الألوان

آيلة للتغير


سامية غمري


هايكو الفصول بقلم: راتب كوبايا

 




هايكو الفصول
…………………
1
خشخشة أوراق-
بباكورة تشرين ..زاهية؛
ألوان الخريف !
..
2
تشرين الأول -
بالجوري المتجدد
صيف ثاني 🌷
..
3
مقعد الرصيف
قطرات المطر الراكدة
خير جليس
..
4
تتمزق اليرقة  -
على خد الوردة
تحط فراشة
..
5
من قلب الماء
راكب الأمواج..
يقتحم الهدير
..
6
بياض الربيع ~
ينبثق من أغصان الشجرة 
زهور التفاح
..
7
 زمجرة الريح،
سيلفي المجموعة
بدون صدى!
..
8
مطر ربيعي
يتلاشى الماء بالماء
بحيرة أونتاريو
..
9
شتاء آخر~
على ابواب الربيع؛
يطرق الثلج!
..
10
الشواطئ المنعزلة
تنشر النوارس المذعورة
ضجيج الرياح
..
11
شتاء آخر~
على ابواب الربيع؛
يطرق الثلج!
..
12
تكسرت الأغصان
على الأغصان..
لا يزال الثلج جاثماً!
راتب كوبايا 🍁كندا


القصيدة الرابعة تنداري -4 بقلم: مهدي مصطفى

 




القصيدة الرابعة

تنداري 4

أو كان هامشياً فى مدينة هامشية

هل نهاياتُها أشْرقتْ؟

قدمانِ تخوضانِ فى لجّةٍ مّا،

وعينانِ تخترقانِ وراءَ الوراءِ،

وضوءٌ يمرُّ على هيئة الجرح.

رائحةٌ تغمرُ الليلَ، ثَمَّ براحٌ يشيخُ،

ويغفو على عتباتٍ، ستُفضى إلى

خطوةٍ ما، وذاكرةٍ خرِبَةْ!!

هل نهاياتُها أشْرقّتْ؟

قادَ أسئلةً،

ومضى يتلمّسُ بين المفازاتِ أسلافهَا،

لم تكنْ غيرَ رائحةِ النزفِ،

بينَ العناكب،

أحجارُها شبهُ حلمٍ قديمٍ،

يكرّر أحداثهُ:

المشاعلُ خارجةٌ كالتماثيلِ،

من ندم داكنٍ،

مطرٌ هامشىٌّ يرخُّ،

بعيداً،

وراءَ بيوتٍ،

سأصبحُ أبوابَها بعدَ ليلٍ،

بشرٌ،

يبدءونَ الغناءَ،

ورائحةُ الطلقِ تدنو.

نساءٌ صَرَخْنَ:

توهّجْ على دَرَجِ النّارِ،

كُنْ بَدْءَ مَنْ سيكَونُ السلالةَ،

فى جسدٍ تتدفّقُ فيهِ الحروبُ،

وتأتى إليه البلادُ الغوامضُ،

تنصبُ رقصتها فى مهبّ الرياحْ،

صَرخْنَ طويلاً:

أيّها الموتُ جئتَ دماً،

يتسرّبُ من جسدين إلى ومضةٍ،

ستكونُ البداية تحبو إلى بلدٍ ميّتٍ

فى طريقٍ،

فّكُنْ سرَّ أشجارِهِ،

ونوافذَ أسوارِهِ،

وسراجَ تواريخِهِ،

فى كهوف مبلّلةٍ بالظلامِ

بدايةَ مَنْ سيعرّى الفضاء،

ويكتبُ فوقَ المياه،

صرَخْنَ، تلاشينَ،

لم يبقَ غيرُ القماطِ الذى تحتَهُ

شبحٌ غارقُ، ورمادٌ يغطّى وجوهاً،

ستهربُ حمراءَ، زرقاءَ، سوداءَ،

حائلةً من معاركَ ما،

فصحا طائُر الوحشةِ العارمةْ....

اقتربْ خطواتُهُ من دَمِهِ،

كان هناكَ جسدٌ،

مبلّلاً يخرجُ من بحيرةٍ،

يعومُ فيها قمرٌ،

يلتصّ تاريخاً قديماً،

فيرى تاريخَهُ القادمَ،

بيتاً، دار فيه دورةً مبهمةً،

واغتسلَ النسيانُ فيه..!

كيف تبدأُ الرحى..؟

ثّمَّ نَجمانِ يمارسان حبّاً،

قبلما تصحو البحيرََةُ التى

تساقطتْ من لحظةٍ هاربةٍ،

فاقتربت خطواتُهُ من دمِهِ،

تناسلَ الخوفُ مع البحيرة التى

تلاصقتْ وحزَنهُ،

ففحّتِ المياهُ،

شفّتِ الرغبةُ عن نيرانِها،

فامتزجَ الجسمان فى قوسِ قزحْ...

صحا طائرُ الرغبة العارِمةْ

رأى دَمَهُ شبحاً،

حاضناً شبحاً،

لابساً زمناً،

يتوهّجُ فى دفقةٍ عاريةْ،

ثمَّ سرابانِ التقيا!!

عَرفتْ بوحَ نداهُ اقتربتْ،

نزعَ الشجرَ العالق فى سرّتُها،

أبصرَ كهفاً مجروحاً،

فى الكهفِ سلالاتٌ ميّتةٌ

وبقايا لبلادٍ، وزهوُرٌ صماءُ تغنّى،

فالتصقا،

أنفاسهما شجرُ يتكلم،

فانتبها،

وانحنيا،

يلتقطانِ بذورِ الندمِ...،

ثَمَّ سرابانِ التقيا

فصحا طائرُ الوحشةِ العارمة

هل نهاياتُها أشرقتْ...


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات