هايكو بقلم: كمال مناع عيسى

 




موسيقى

الأمواج تغازل الشاطئ

الريح تعزف السمفونية.


أفق

تتساوى السماء بالبحر

الشمس دليل إثبات.


قواقع البحر

تتماوج بهدوء صاخب

لحن خفيف وعميق.


الشاطئ الرملي

يصافح الأمواج القادمة

المد والجزر يختلفان.


على الصخور

تنبت أعشاب البحر

الموج يرطبها دائما.


كمال مناع عيسى.

اطرابلس ليبيا.


هايكو بقلم : كمال مناع عيسى




موسيقى الأمواج تغازل الشاطئ الريح تعزف السمفونية.

أفق تتساوى السماء بالبحر الشمس دليل إثبات.

قواقع البحر تتماوج بهدوء صاخب لحن خفيف وعميق.

الشاطئ الرملي يصافح الأمواج القادمة المد والجزر يختلفان.

على الصخور تنبت أعشاب البحر الموج يرطبها دائما.

كمال مناع عيسى. اطرابلس ليبيا.

نشيد الغريب بقلم : سعيد إبراهيم زعلوك






نشيد الغريب


غريبٌ أنا،
أخافُ أن يسبقني الموتُ،
فأُدفنَ في أرضٍ لا تعرفُ اسمي،
ولا تُعيدُ إلى أذني
أذانَ طفولتي.
غريبٌ أنا،
أحملُ على ظهري حقائبَ الحنين،
أُخبّئُ قلبي من البرد،
وأُحدّثُ وجهي في المرايا،
فلا يعرفني أحد.
غربةٌ تسكنني،
تمضي بي في شوارعَ صمّاء،
يُنادى عليَّ فيها بالأرقام،
وينسى الناسُ أن لي اسمًا،
وأن لي أمًّا تنتظر.
أكتبُ رسائلي للغيم،
علَّه يسقطُ مطرًا على قريتي،
فتشمُّ البيوتُ رائحةَ خطوي،
ويورقُ في الساحة ياسمينُ طفولتي.
أنا الغريبُ،
أضحكُ بوجهٍ لا يعرف الضحك،
وأبكي بلا دموع،
وأمشي كظلٍّ يبحثُ عن جسد.
ومع ذلك،
أحملُ في داخلي نجمةً لا تنطفئ،
تقول:
كلُّ طريقٍ – مهما ضلَّ – عائد،
وكلُّ غريبٍ – مهما ابتعد – راجع.
وسأعودُ،
كما يعودُ النهرُ إلى منبعه،
كما تعودُ الطيورُ إلى أعشاشها،
لا كغريبٍ…
بل كعاشقٍ يفتحُ الأبواب،

ويغفو في حضنِ السماء.

سعيد إبراهيم زعلوك 

هايبون - في محرابك بقلم رضا الشايب



في محرابك

كانت حروفها هي النور الذي يشرق من شمس سطورها التي تنفذ من خلال محراب قصائد سمائها الصافية. كنت أنتظرها بين الحين والآخر مع كل فجر يغرد على مآذن أقلامها ويشرق النور عند عناق أناملها، بقلم مشاعرها متسللة من محرابها، تكتب بحروفها كل أحلامي الحالمة. لا يفك طلاسمها إلا روحي الغارقة في محراب عشقها.

وتعود سريعا إلى محرابها تخبئ كالعادة، وأنا كالطفل أنادي: "خذيني في محرابك حتى أتنفس من عطر حروف أقلامك". وأكتب في محرابك أول قصيدة عشق ليس لها سطور إلا على جدرانك.

في محرابك

حروف الروح

قصيدة عشق

رضا الشايب 🇪🇬 مصر

Reda elshayb

 

عرش الغياب بقلم ابراهيم ميزي - الجزائر


 


عرشُ الغياب..

الأرملةُ… ليست امرأةً فقدت زوجًا، بل روحٌ فقدت نصف أنفاسها، تمشي في الطرقات كأنها تسند الغياب على كتفها.

هي امرأةٌ خُلقت من صبرٍ وصلابةٍ ودمعٍ متجمّدٍ على أطراف الذاكرة، تخيطُ الألمَ بخيوط الدعاء، وتُربي أبناءها على ظلّ رجلٍ غاب ولم يغب.

في عينيها بحرٌ من الوداع لم يجفّ بعد، وفي قلبها وطنٌ صغير اسمه الوفاء.

الأرملة ليست ضعيفة… بل هي امرأةٌ تحرسُ الموتَ بالحياة، وتزرعُ الأمل في تربة الفقد..

الأرملةُ... كوكبٌ فقدَ شمسه، ومع ذلك يظلّ يُضيء بنورٍ مستعارٍ من الإيمان.

تسيرُ بين الناس بخطًى هادئة، لكنّ في صدرها عاصفةٌ من الحنين لا تهدأ.

تخفي وجعها خلف ابتسامةٍ خجولة، كأنها تعتذر للحياة عن بقائها بعده.

حين تنظرُ إلى السماء، تشعرُ أن الغيمَ يحمل ملامحه، وأن الريحَ تمرُّ حاملةً صوته.

هي امرأةٌ تعلّمت أن تخبّئ الدموع في جيب الصبر، وأن تزرع الرجاء في تربة الغياب في ليلها الطويل، تسامرُ الذكرى كصديقةٍ عنيدةٍ لا ترحل.

تكتبُ له على وسادةٍ صامتة: “نمْ مطمئنًّا، فالأمان ما زال يسكن بي” .. وحين يضحك أبناؤها، ترى فيهم ظلَّه يعودُ للحياة.

الأرملةُ ليست كسرًا، بل قصيدةٌ كُتبت بالحبر والدمع معًا ؛ هي التي تُكملُ رواية الحبّ بعد فصل الموت، وتُعيد ترتيب الفقد ليصبح جمالًا.

تمشي كأنّها صلاةٌ مؤجّلة، وكأنّ الحزنَ تاجٌ من نور؛لا تشتكي، لأنّها أدركت أن الحزنَ عبادةُ الصامتين، في عيونها حكمةُ الأرض بعد المطر، وفي قلبها عناقٌ أبديّ بين الغياب والبقاء.

الأرملة… ليست نهاية الحكاية، بل بدايةُ الخلود في ذاكرة الوفاء.

قلم: ابراهيم ميزي-الجزائر


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات