نصوص هايكو: بقلم مهدي مصطفى

 



ريحُ المساءِ

تمرّ على أطلالِ قلبي

تنسى اسمَه


 

على بابِ الغياب

وضعتُ حجرًا صغيرًا

يدلّني الطريق


 

لا شيء هنا

إلا ظلّ صوتكِ

حين أنادي


 

غيمةٌ وحيدة

على جبينِ الجبل

تُعلّق حلمَها



كلُّ نجمٍ يسقط

يحملُ رسالةً

لم تُقرأ


 

تحتَ الشجرة

أسمعُ أوراقي القديمة

تتحدّث



في المقهى المهجور

فنجانُ قهوةٍ بارد

ينتظرُ عاشقًا


 

رفيفُ الحمام

يوقظُ نافذة

ذكريات البصرة



خطوةٌ على الرمل

تكفي لتقول

مررنا هنا



آخر الضوء

يتلاشى مع الأفق.

اسمي


المساء ...وأنت حكاية تختلف بقلم: عابر عزالدين

 



المساء ...وأنت حكاية تختلف

أحتاج لحبر وفنجان قهوة وهدوء لاكتب قصيدة

على هيئة اطلالتكِ بين الحروف ومعانيها

احتاج لهدوء عميق

يخيل لي أن كل القصائد ذابلة

إن لم تروى بهطول اسمكِ

كيف تنتفض المحابر هيبة إذا ما سطرت ذكرت إسمكِ

وكيف ينبت على ضفاف السطر الزنابق

وكيف تتلون الحروف بالوان الطيف

الم اخبركِ انني عندما اغرس محبرتي بصدر الورق

تبتهج الورود وتتفاعل الوان قوس قزح وتتطاير فرحاً

الم اخبركِ بذلك ساخبرك الذي تهب الأحلام روحاً

غذاء للروح بحجم الكون وحدائق الكون

والازهار التي تعانق اراضيها

 تلك الزهور  التي طالما أحببتها

تشبهكِ كثيراً وتتودد اليكِ كثيراً

كأنها تقول  لي .

عطر زهوري لا يكتمل الا بك

وكيف يتورد وجه القصيد اذا ما لفحه نسيمك

وكيف تنبت في كفي بتلاتك وتتفتح

عندما افتح عيناي وارى معاناتك بهذا الواقع

سيبقى حبر قلمي عاجزا صارخاً

لحين انصافك روحاً وليس جسداً

لكل ما تبقى لي من بقايا الإنتظار

....

عابر عزالدين

     19 ..10 .. 2025. ليبيا..


خيبات بقلم: رسمي الزغول




خيبات

شعر رسمي الزغول

ضيعت بالتصويت كل حياتي

حتى جمعت لمقتلي حيّاتِ

وزرعْتُ في وطني بذارَ جهالتي

فجنيتُ شوكاً زاد في آهاتي

ورفعت شأنَ العابثين بعزتي

فتعثَّرت بجنونهم خطواتي

جمَّعْتُ للإحباطِ كلَّ مُداهِنٍ

يحثو غُبارَ الذُّلِّ والخيباتِ 

ورقة نقدية: "حين يلتقي القدر: الكوبليه الأخير في قارئة الفنجان". إعداد: محمد حجازي البرديني.







ورقة نقدية: "حين يلتقي القدر: الكوبليه الأخير في قارئة الفنجان".

https://www.facebook.com/share/v/1DNWEWiytK/

إعداد: محمد حجازي البرديني.

تمهيد

في لحظة الكوبليه الأخير من أغنية “قارئة الفنجان”، يبدو أن الكون كله قد توقف ليشهد اجتماع ثلاثة من عمالقة الفن الكبار: نزار قباني شعراً، محمد الموجي موسيقىً، وعبدالحليم حافظ غناءً.

هنا لا نسمع أغنية فحسب، بل نشهد ميلاد معجزة فنية، وولادة أسطورة، وظهور ملحمة لا تنتهي.

الكلمة عند نزار ليست مجرد لفظ، بل نبض قلب. اللحن عند الموجي ليس مجرد نغمة، بل روح تهتف. والصوت عند عبدالحليم ليس أداء، بل اعتراف إنساني حيّ.

نزار قباني – شاعر القدر والحنين.

الكوبليه الأخير هو ذروة الشعور والحكمة في الشعر.

نزار قباني لم يكتب هنا وصفًا عاديًا للحب، بل صاغ نبوءة العاطفة النهائية.

كل كلمة وكأنها شمعة تضيء الزوايا المظلمة في القلب، وكل جملة مثل رسم مصيري على جدار الوجد.

"ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان..."

الكلمات بسيطة للعين، عميقة للقلب، تحمل كل من الشوق والفقد، وكل من الانتظار والقدرة على الرؤية. إنها لغة الخلود، لغة العاطفة الحقيقية التي تتجاوز كل زمان ومكان.

محمد الموجي – الموسيقى جسد المشاعر.

الموجي هنا ليس مجرد ملحن، بل مهندس وجداني.

لقد صاغ الألحان لتتوافق مع انفعالات النص الشعري، فتصعد مع كل كلمة، وتغوص مع كل صمت.

المقامات الشرقية عنده تصبح فضاءً للأمل واليأس معًا، والنغمات تتماوج كما تتماوج أرواح العشاق.

كل لحظة موسيقية في الكوبليه الأخير تدفع النص نحو التجلي الفني الأسمى، وتمنحه بُعدًا وجدانيًا لا يمكن لأي مستمع أن يقاومه.

عبدالحليم حافظ – الصوت بوصفه كائنًا حيًّا.

عبدالحليم هنا ليس مغنيًا، بل كائنًا حيًا ينبض بالعاطفة.

صوته في الكوبليه الأخير يمزج بين الرقة والاعتراف، بين الحنين والنداء.

يبدأ همسًا كخوف الطفل، ثم يعلو كصرخة العاشق الذي عرف الفقد، ليجعل المستمع شريكًا في اللحظة العاطفية.

كل انحناءة في صوته، وكل توقّف للحظة، يحوّل الكلمات إلى دموع موسيقية تفيض على القلب، فتشعر أنك لا تسمع أغنية، بل تعيشها.

النتيجة الإبداعية – معجزة وأسطورة وملحمة.

حين يجتمع هؤلاء الثلاثة في الكوبليه الأخير، تولد المعجزة، حيث الكلمات واللحن والصوت يصبحون كيانًا واحدًا:

- معجزة فنية: لا يمكن لفنان واحد أن يحققها؛ فالعمل يُصنع من تلاقح العقول والقلوب.

- أسطورة: الأغنية تصبح خالدة، كل مرة تسمعها تشعر وكأنك تسمعها لأول مرة.

- ملحمة: كل لحظة تصعد بالعاطفة، فتعيش الحب والفقد والشغف في آن واحد، كما لو كانت حياة كاملة في دقائق معدودة.

باختصار، الكوبليه الأخير ليس نهاية أغنية، بل ذروة الفن العربي الأصيل، حيث الكلمة تصبح نبضًا، اللحن يصبح روحًا، والصوت يصبح اعترافًا حيًّا. وهكذا تتحول تجربة الاستماع إلى رحلة وجدانية خالدة.

mohammedalbordene@gmail.com

962776537021

استكملت الورقة النقدية بتاريخ الخميس 2 / 10 / 2025 م.


مجاراة / قصيدة جبران - أعطني الناي بقلم: راتب كوبابا



مجاراة / قصيدة جبران  

للشاعر جبران خليل جبران

غنتها المطربة الرائعة فيروز

بعنوان أعطني الناي وغني

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرُّ الوجود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

................................. .......

............ ...........................

هل تَخَذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور

فتتبَّعت السّواقي وتسلَّقت الصخور

.....................................

..................... .............

هل تَحَمَّمت بعطر وتنشَّفت بنور

وشربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير

.......................................

............. ..................... . .

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرُّ الخلود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

......................................

......................................

هل جلَسْت العصر مثلي بين جفنات العنب

والعناقيد تدلَّت كَثُريّات الذَّهب

....................................

.................... ...........

هل فرَشْت العشب ليلاً وتلحَّفت الفضا

زاهداً فيما سيأتي ناسيًا ما قد مضى

.............................. ........

........................................

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا عدل القلوب

وأنين الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوب

.....................................

.............. ......................

أعطني النّاي وغنِّ وَانسَ داءً ودواء

إنما النّاس سطور كُتِبَت لكن بماء

....................................

 

المجاراة

فالوجود لا يجود في وجود حدود

والغياب يجعل زفرة الأنفاس عبق عود

وهل تدبقت بصمغ الصنوبر المسحور

وتنشقت من لحاء المسك على النحور

وهل غرقت بشبر ماء وموج البحور

وتدحرجت بين مدّ وجزر بالزبد والشغور

أعطني الكأس وأثملني فالسكون غرور

كما الفناء رياء والرثاء رمز الأمل المنثور

وهل وقفت الظهر مثلي بين خيوط الشمس

ولم تعد تفرّق بين برد اليوم وقيظ الأمس

هل مددت ظل القمر مساء ً وتفيأت نور

معتماً على ما سيأتي خافياً للسرور

أعطني الجرأة واركب الامواج مثلي

فركوب الأمواج مزاج والشعور يغلي.

راتب كوبايا

 

 


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات