مجاراة / قصيدة جبران بقلم : Rateb Kobayaa

 




مجاراة / قصيدة جبران  

للشاعر جبران خليل جبران

غنتها المطربة الرائعة فيروز

بعنوان أعطني الناي وغني

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرُّ الوجود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

................................. .......

............ ...........................

هل تَخَذت الغاب مثلي منزلاً دون القصور

فتتبَّعت السّواقي وتسلَّقت الصخور

.....................................

..................... .............

هل تَحَمَّمت بعطر وتنشَّفت بنور

وشربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير

.......................................

............. ..................... . .

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا سرُّ الخلود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

......................................

......................................

هل جلَسْت العصر مثلي بين جفنات العنب

والعناقيد تدلَّت كَثُريّات الذَّهب

....................................

.................... ...........

هل فرَشْت العشب ليلاً وتلحَّفت الفضا

زاهداً فيما سيأتي ناسيًا ما قد مضى

.............................. ........

........................................

أعطني النّاي وغنِّ فالغنا عدل القلوب

وأنين الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوب

.....................................

.............. ......................

أعطني النّاي وغنِّ وَانسَ داءً ودواء

إنما النّاس سطور كُتِبَت لكن بماء

....................................

 

المجاراة

فالوجود لا يجود في وجود حدود

والغياب يجعل زفرة الأنفاس عبق عود

وهل تدبقت بصمغ الصنوبر المسحور

وتنشقت من لحاء المسك على النحور

وهل غرقت بشبر ماء وموج البحور

وتدحرجت بين مدّ وجزر بالزبد والشغور

أعطني الكأس وأثملني فالسكون غرور

كما الفناء رياء والرثاء رمز الأمل المنثور

وهل وقفت الظهر مثلي بين خيوط الشمس

ولم تعد تفرّق بين برد اليوم وقيظ الأمس

هل مددت ظل القمر مساء ً وتفيأت نور

معتماً على ما سيأتي خافياً للسرور

أعطني الجرأة واركب الامواج مثلي

فركوب الأمواج مزاج والشعور يغلي.

راتب كوبايا

 

 


قبل القيامة بقليل بقلم : محمد أحمد

 




قبل القيامةِ بقليلٍ

نهض الموتى

احدُهُم وضع أذنهُ على الهواء

فسمع وقع أقدامٍ تركضُ

قال: إنهم قادمون

ثم وضع الأخرى

فاشتدّ الركض

قال: الأحياء

الأحياء يركضون نَحونا

واحدٌ بينهُم قتل غدراً

قال: سأغلقُ الطريق عليهم

ركض إلى قبر ملك

سحب عظم ساقهِ الغلِيظة

رفعهُ في وجوههم

وأغلق الطريق

وأخر مات من الجوع

قال: لابد أنهم جائعون

تعالوا نَبصُق جميعًا على تراب قبري

حتى يصير وحلًا

واصنع منهُ وجوههم

تلك التي كنت أراها مبتسمةً

كُلما قلتُ لهم انا جائع

وواحدٌ قتلهُ الحب

رأى من بعيد بريقًا لامعاً

عرفهُ

كان خاتمهَا

 تركضُ مع رجلٍ غيرهُ

قال: سأقتُلها من إصبعها

كي لا تلوّح لأحدٍ بعدي

وواحدٌ استُشهد لأجلهم

هو وحدهُ الذي ركض نحوهم

ليعانقهم

لكنهم خافوهُ

داسوهُ بأقدامهم

وتكسّر

فقط كلبةٌ صغيرة

عرفتهُ هي الوحيدة من رائحةِ الوطن في دمهِ

اقتربت

لعقت دُمُوعهُ

و قال :

جميل أن أجد من يستحق أن اتحمل وجع الرصاصةِ لأجلهِ

تعالي

أدعوكِ إلى كأس شاي من عزائي

طعمهُ حُلوٌ

كان الجميع يحبون شربهُ

وهم يضحكون

ويتحدثون عن كل شيء

إلا عَنَّي

ثم ينفثون دخان سجائرهم

بعدها

في وجهِ أمي....

محمد أحمد


تالا بقلم : وليد الحريري الشوالي

 








" تـالا "

خـونـيْ الّـذيـنَ  تَـجاهَـلوا  يـا تــالا

               مــا  أنــصَـفوكِ    تــألُّـقاً   وَجَـــمالا

لـمْ يُـدرِكوا ما فِيكِ مِن سِـحرٍ ولـمْ

               يَـستَوعِـبوكِ  تَـوَاضُـعاً  ... إجـــلالا

لمْ  يُـبحِروا في مُـقلَتيكِ  لِــيَعرِفوا

               حَـجمَ  الأنـوثَـةِ   واقِــعاً   وَخَـــيالا 

مُـتَـماثِـلينَ  هُــم ُ  بِـكلِّ  صِــفاتِـهِمْ

               كانـوا  .. وكُـنْتِ بِـما لـــديكِ  مِــثالا

مـا أظــمَأَ الــقَلبَ الّـذي ذاقَ الأسـىٰ

               لِــهَوىً   يَـفـيضُ   تَــورُّعاً    وحـلالا

صُبِّيْ دمـوعَـكِ في فـؤاديَ وازرعي

               وجَـعَ الـــنَّوىٰ  كي  تـحصديـهِ  دلالا

وإذا  الـخَيالُ   أثـارَ   يـومـاً  دمــعةً

               قــوليْ لـهُ  : صــارَ  الأنـينُ   مـُـحالا

الـيوم  لا نـأسىٰ عـلى جـرحٍ  مـضىٰ

              لا  لـنْ  نـعودَ  إلى الأسىٰ   لا   لا   لا

وليد الحريري الشوالي


بعد موت أمي بقلم: رانية مرجية

 



بعد موت أمي

بقلم: رانية مرجية


بعد موت أمي، لم يعد الموت يخيفني.

صار وجهه مألوفًا،

كجارٍ قديمٍ يطرق الباب كل حينٍ دون اعتذار.

أدركتُ أن الفقد لا يحدث دفعةً واحدة،

بل يتسلّل مثل الليل إلى النوافذ،

حتى تستيقظ ذات صباحٍ لتجد العالم رمادًا بلا نار.

كانت أمي أول وطنٍ أسكنه،

وأول رحيلٍ علّمني أن الأرض تدور،

لكنها لا تعيد الذين نحبهم.

منذ غابت، تغيّر شكل الدعاء،

صار رجاءً صامتًا، يختبئ بين نبضٍ ونبض.

لم أعد أطلب شيئًا من السماء،

إلا أن تترك لي حلمًا واحدًا أراها فيه.

بعد موت أمي، صارت اللغة عاجزة.

كل حرفٍ يتلعثم،

كل كلمةٍ تبدو ناقصة،

كأنها تبحث عن صدرها لتكتمل.

تعلمتُ أن أُصافح الناس دون دفء،

أن أضحك كي لا يسألني أحد،

أن أبدو بخيرٍ وأنا أختنق من الداخل.

الحزن أصبح طقسًا يوميًا،

كصلاةٍ بلا قبلة،

وذكراها المعلقة في قلبي صارت إنجيلي الوحيد.

أحيانًا أظن أنني تجاوزت،

ثم أسمع صوتها في الريح،

فأعود طفلًا يحمل حقيبته نحو بابٍ لن يُفتح.

أمي لم تمت.

هي فقط انسحبت من الجسد،

وتركت في صدري وطنًا لا يُرى،

ومواسمَ حنينٍ لا تنتهي.

ومنذ ذلك اليوم،

كل موتٍ بعد موتها يبدو حدثًا صغيرًا،

عابرًا، لا يترك أثرًا،

لأنني فقدت كل ما يُوجِع بعد أن فقدت من كانت تداوي كل وجعي.


اشتياق بقلم : محمد العتبي

 



اشتياق...!!

وانت على مرمى حجر مني

اشتاقك.. حد الوله..لاخر مديات الوجد.

اتلظى.. بصمت كالجحيم..اذوب باخر قطرات الصبر.

تختزن ذاكرتي المورقة...صور شتى قاسمها المشترك

بسمتك الاشهى... القابعة في دمي..

صمتك القاتل.. يستنزفني

يهدد اشراقة روحي..بالافول...!

عيناك الشهيتان... تنخران ماتبقى مني..

ثغرك الآسر اوعدني بالفردوس

واني هاهنا قاعد.. ارقب قطاف ثمار انتظاري...

محمد العتبي....


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات