على حافة الضعف... ولد النور، بقلم: نادية الإبراهيمي





على حافة الضعف... ولد النور
نحن لا نولد أقوياء.. نتعلّم القسوة كما يتعلّم الطفل الأبجدية، ونرتديها كلّ صباح كي لا يرانا العالم حفاة القلب.
لكن الحقيقة أن فينا مساحة لا يطالها الصخب،
تسكنها رعشة خوف قديم، ودمعة لا تجد طريقها إلى الضوء،وحنين إلى من فهمنا دون أن نسأل.
الضعف الإنساني...
ليس سقطة إنّه نافذة تطلّ على جوهرنا النّقي
حين تسقط الأقنعة، ونسمع صوت الروح كما هو: خائفا، محتاجا، حيّا.
نخاف الاعتراف به لأننا نهاب صورتنا المنكسرة،نخشى أن نرى أنفسنا في وجع الآخرين،فننكر ضعفهم كي نخدع ضعفنا.
لكن الله...يعرفنا في لحظة انكسارنا أكثر مما يعرفنا في لحظة قوّتنا.هو وحده الذي يرى دمعتنا المخبوءة،ويغفر ما لم نقدر أن نقوله في دعاء ويقبلنا كما نحن: عراة من كلّ ادعاء.
حين نضع رؤوسنا المثقلة على سجادة من ضوء،ونبوح له بما لا نبوح به لأحد،نشعر أن الضعف ليس هزيمة، بل عودة.
عودة إلى أصلنا الطاهر قبل أن تشوّهنا الأقنعة.

الضعف الذي نخفيه عن الناس،هو ما يجعلنا أقرب إلى الله،وأصدق في إنسانيتنا.فمن عرف عجزه، عرف ربَّه،ومن اعترف بفقره، أغناه الغفران.
في نهاية الأمر،كلّنا بشر نحاول أن نبدو بخير، لكن بيننا من يجيد إخفاء الدموع أكثر من غيره، ومن يتقن الابتسام فوق الرماد.
أما أنا.. فقد تعلّمت أن أُصغي لضعفي،أن أحتضنه كما يُحتَضن طفل خائف في العتمة، لأن الله هناك — في العتمة نفسها —يضيء قلبي كلّما أطفأه الخوف.
فضفضة قلم

ناديةالإبراهيمي 

عابثة، بقلم: محمد العتبي

 






عابثة...

*الى تلك العابثة المتمردة...!!

كفاك ايتها العابثة... عبثا

اما يتعبك هذا التأرجح

 على اوتارقلبي...ألا يقر لك قرار؟

صارت حياتك محصورة

بين لطف وصد

 بين إقبال وادبار

.. وانا ثابت في هواي

وحدي اتلقى الاعصار..!

ضحكتك سيل من اغنيات

تنبت في الروح شتلا

صمتك ليل داج غارت نجومه

مسهدا. يرقب النهار...!

غدوت أزامل رسومك

القابعة في روحي

اكلمها.. اعاتبها... اوبخها

ثم احتضنها مذعنا.. لسحرها الجارف

انا لا اتيك راغبا.... عنوة يأخذني إليك التيار..

اني ارقب يوما ينقشع فيه جنونك

وتتفرق غيومك السوداء

ليحل السلام في روحي..

وتنحسر عني وعنك....

تلك الأوضار...

محمد العتبي...!





اللعنة النبيلة، بقلم: أ. محمد الصغير الجلالي

 





اللعنة النبيلة

 أ. محمد الصغير الجلالي


ما عُدتُ ألعنُ أحدًا،

تعلّمتُ

أنّ اللّعنةَ النبيلة

أن ترى،

ولا تكره،

أن تمرّ على الهاوية

بصمتِ نبيٍّ

يعرفُ أسماءَ الهابطين.

اللّعنةُ النبيلةُ

أن تغفرَ للخيبات،

لا لأنها تستحقُّ الغفران،

بل لأنّكَ أكبرُ من اللعنِ،

وأصفى من الغضب.

اللّعنةُ النبيلةُ

أن تعرض عن موائدِ الزيف،

وتتعلم من الصمت،

ثم تمضي،

كما الريح تسري

في صحراءِ الله،

لا تلوي على شئ.

فليغرقوا في كلامِهم المبتذل،

وليحرُسوا موتهمْ

بالأناشيد القديمة،

أمّا أنا—

فسأزرعُ قمحًا

لجموع الجائعين،

وورودًا للعاشقين،

وأقولُ للعالم:

اللّعنةُ—

حين تطهُرُ…

تصيرُ صلاةً.

تونس – 24 أكتوبر 2025


اندثار، بقلم : ‏‎Ahmed Hani Al-hmdan‎‏.

 





....  اندثار....
...
خيط من وهم يمتد
من أول الفراق إلى آخر حد
يصارع الليل
العتمة على اطرافه
تخون بصيص النور
تلاحق إنبعاثه حين يشتد
لا يثنيه انطواء المدى
مسافة شوق تدميه
بين الشوك والورد
...
وبعد
...
كيف للبراءة الدافقة
من عينيه ان تنطفيء
وقلبه الطفولي
أن يجد تفسيراً
لهذا الكم من الحقد..؟؟!!
....
2024/11/1

نصوص هايكو: بقلم أنور الأغبري




نصوص هايكو
الحمام الأبيض
فجرًا هديلها يملأ
زنازين الأسرى!
___
قمر بهي
تتطلع إلى المرآة
امرأة ستينية!
___
صباح شتوي
عجوز يفرك يديه فوق
الطنجرة الساخنة!
___
البيت القديم
أفتح خزانة الملابس
فأستنشق الماضي!
___
ربيع آخر
من خوذة الجندي
ينبت النعناع!
___
يا للنقائض
نعوش وغرف نوم
من الشجرة!
___
مطب هوائي
المضيفة بابتسامتها العريضة
تحدق بالوجوه!
___
كمشة قمح
أنثرها في الأرض
تتجمع الحمام!
___
أجواء فلسطين
يتخلل نسيم الصباح
عِطر الياسمين!
___
شمس خافتة
بنصف إغماضة تستقبل الصباح
زهرة الماغنوليا!
______
أنور الأغبري


اليمن 

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات