تراتيل حزن، بقلم: سعيد العكيشي

 





تراتيل الحزن
-----------------
حينما تثاءبت الحياة
من فمها الأدرد،
فردت الريح أجنحتها المكسورة،
مطّ السحاب شفاهه
هطل السراب…،
بقى الفراغ يمشّطُ أكتافَ المقاعد،
يسألُ المدى عن أسمائنا
يهمس الصمت:
ابتلعها الحزن وخبأها
في أحراش النسيان
وأنكر الحاكم حدوث الجريمة،
ووضع جثامين أحلامها
في توابيت صدورنا
كجلاميدٍ ثقيلة.
ومشت الشمس فوق رؤوسنا
على عكاز من عمىٰ
تعثرت بعكازها
وفقأت عينها.
النهار سكن الظلام
وفاض الظلام بالظلام
فتلمست وجوهنا أصابع الخراب،
ونصبت الكآبة خيامها
على قلوبنا،
وأغلقت النوافذ عيونها باليأس،
وبقت الحياة تئن
فوق قبور أحلامنا.
ناديناها بأشداق الصبر،
أجابت تراتيل الحزن
من فوهات البنادق
ومن ثرثرة الحنين.
سعيد العكيشي/ اليمن

همسات الليل، بقلم: محمد العتبي

 




همسات الليل...
حين يتثاءب الليل...
تلدك نجمةبعيدة...
تومض لي بأجمل الصور..
تطلعين الي..في لجة الدجى
تعيدين صياغة كوني المحزون...
اعيادا ومهرجانات ضوء
وأشياء أخر....!
تقضين علي مضجعي ..
بأاطيافك الهانئة
بثورتك المجنونة..
حد الخطر..!
ياهول زيارتك الصاخبة
في دربي...
المغشى بالسكون..والحذر!
لافتاتك المكتوبة في عينيك
تاخذني إليك عنوة.
وتقول الكثير الكثير
اقرأها بصمت مريب
فهي...
ثورة كبرى..لاتبقي ولاتذر!
من وحي عينيها

محمد العتبي

غروب، بقلم: أنفاس الحروف

 






تنام الشمس غروبا على خد الذكريات، تضع أوجاع النهار بين جفنَي الغروب، وتترك للسماء شجنها الأخير.
يذوب الضوء في أطراف الأفق، ويهمس المساء بتراتيل الوداع،تتثاءب الأرواح على حافة الصمت، فتتدفق من مسامات الذاكرة أصوات بعيدة، وعطور اندثرت، وقلوب ما زالت تسكن الوقت، كل شيء يميل نحو سكونٍ مهيب، والحنين يتدلّى من غصن القلب، يقطر دفئا على رماد الحضور.
هناك، حيث انتهى النهار، تولد القصائد من رمق الضوء، وتحرسها نجمة تسهر على جرح لا ينام.

بقلم: انفاس الحروف) Lou dji

صلى الإله، بقلم: Ahmed Faraj

 



👇صلى الإله👇
لا أكتب الشعر من ضجر ولا سقم
إني أسطر في الأبيات آناتي
لا أتقي الطعن من غدر ومن كدر
أو أنسج الحرف من سكر بكأساتي
أو أشحذ الفخر من أبيات خاطرتي
كلا وقلمي لا يستجدي رآياتي
وأكتب الشعرفي صلف لهاجرتي
وأكتب الشعر في رسلي بآياتي
ولو تبين له ألف و تهجرني
تبقى حروفي في هدي المسرات
حتى كتبت عن المحبوب خاطرتي
طه الرسول له في الشعر نفحات
أعتق الحرف في اللاهين عن قلبي
وأنشر الحرف كي تسمو كتاباتي
كأنما الحرف في قبري سيأسرني
وتنطق اليد ما سطرت في ذاتي
وقد بانت له في الحي هاجرتي
فجئت أحمد أستعطفه في الآتي
ياخير من طلعت شمس توآزره
وسبح الطير في أعلى سماوات
صلى الإله وثنى من ملائكة
وثلث الخلق في أبهى صلاوات
هنا أستفاق مداد الحبر ويدفعني
إن أكتب الشعر سيأسرني بخلوات
وأستظل بظل من شفاعته
وأطلب السقيا في حوض لهمساتي
ياصاحب الحوض كم للناس من أمل
ترجو الشفاعة من هول المجرات
وأنا ألوذ بمدح في تطلعنا
أن يشفع الحرف عن جل المعرات
صلى الإله على طه وأبصره
في المسرى وفي المعراج آيات
وعلم الخل كم يأتي لأمته
في قابل الغد ما تلهو بدنيات
وعن نساء قوم سوف يشملهم
كل اللهيب الذي سعره في آت
وعن رسول الهدى تدنو مآثره
بفضل الإله له يحظى بنفحات
صلى الإله وأثني في تفضله
بآي ذكر له تتبعه آيات
عن النبي الذي قد شق من قمر
وحن جذع له ينعاه في الذات
أحمد عبد الحي ١٣ - ١٠-٢٠٢٥

وصية مسافر، بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك






وصيّةُ المُسافِر
لن نَبقَى هُنا... سَأغادِرُ عَمّا قَريبْ،
فالأرضُ ضاقَت، وضاعَ المَدى في الدُّروبْ،
كَمْ أحرَقَتنا خُطانا على وَهْمِ أُفقٍ،
وكمْ غَرِقَ الحُلمُ في صَمتِ بحرٍ كَئيبْ.
أمضي... ولا خَوفَ يَسْكُنُني أو هُروبْ،
لكنْ أريدُ فَضاءً يُفتِّحُ في القَلبِ نُورْ،
أرضًا إذا ما وطئتُ تُرابَها أنبَتَتْ،
زَهرًا يُجدِّدُ عُمري، ويَغسِلُ عني الجُذورْ.
أهاجِرُ... عن لَيلِنا المُثْقَلِ بالعَذابْ،
عن وَهْمِ أحلامِنا المَصلوبةِ في الضَّبابْ،
عن كُلِّ صَوتٍ يُناديني فلا يَجيءْ،
وعن دُموعٍ تهاجِرُ في صَمتِها كالشِّهابْ.
أخطو... وإنْ سَأَلوني: إلى أَيْنَ تمضي الخُطى؟
سأقولُ: نحوَ البِدايَة، نحوَ الحُلمِ القَريبْ،
نحوَ سَماءٍ إذا أنصَتَ القلبُ أنشدَتْ،
ونحوَ بَحرٍ يُعانِقُني لا يُكرِّرُ موجًا غريبْ.
أمضي... وفي الرَّحيلِ نَجاةٌ، ومَولدُ رُوحْ،
يُهدي الفُؤادَ سَبيلًا، ويَغسِلُ عني الجُروحْ،
فإمَّا رَبيعٌ يُزَهِّرُ في الطُّرقاتِ غَدًا،
وإمَّا شِتاءٌ يُعلِّمُني أنَّ في البَردِ رُوحْ.
أمضي... وأعلمُ أنَّ وراءَ السَّفرْ،
بَذرةَ نُورٍ تُناديني: هُنا يَبتَدِئُ الطَّريقْ،
فخَلفَ الغُيومِ شَمسٌ تُضيءُ بلا ميعادٍ،
وتَمنَحُ قَلبَ المُسافِرِ فَجرًا جَديدًا عَميقْ.
هنالكَ... ينهَضُ ضَوءُ الصَّباحِ كأنَّهُ بُشرى،
تُغَنِّي الطُّيورُ على أفْقِه الوَعيدْ،
ويُفتَحُ بابُ البِحارِ لأشرعَةٍ جَديدة،
تَحملُني حيثُ يَزهرُ في الدَّربِ وُجودٌ جَديدْ.
أرى في العُيونِ وُجوهًا تُشابهُ رُوحي،
تُناديني: جِئتَ أخيرًا... هُنا الوطنُ القَريبْ،
هُنا الزَّرعُ يُورِقُ، هُنا الضّحِكاتُ تَكبُر،
وهُنا أجدُ نفسي، وأفقًا يُعيدُ إليَّ الحَبيبْ.
يا أيُّها الرَّحيلُ... كُنتَ مَنفًى ومَولدًا،
طريقًا منَ النّارِ، لكنَّهُ فَتحَ البَواباتْ،
علَّمتَني أنَّ في النِّهايةِ ميلادَ فَجرٍ،
وأنَّ وراءَ الفَقدِ، تنبُتُ آلافُ حَياةْ.
فامضِ يا قَلبُ... لا تَخشَ دَربًا جديدًا،
فكُلُّ الطُّرُقِ إذا صدَقتْ تُفضي إلى المَصيرْ،
وهُنا... على عَتبةِ الغيابِ كتبتُ وصيّتي:
إنَّ في الرَّحيلِ حَياةً، وفي البَدايَةِ نَصيرْ.

سعيد إبراهيم زعلوك 

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات