الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في
عصر حقوق الإنسان ، من حوارنا مع د. راهب صالح* -
الحلقة الأولى – إيديولوجيا حقوق الإنسان - في بؤرة ضوء
إن مهمة المثقفين الأولى هو كشف
القناع عن اللغة الكاذبة في الكتب المدرسية , ووسائل الإعلام التي يستخدمها الغرب
ليحافظ على هيمنته بواسطة الأيدولوجيات الخادعة بحداثتها , وقبل كل شيء الديمقراطية والدفاع عن حقوق
الإنسان والحرية .. لقد كانت الديمقراطية دائمًا تمويهًا لأقلية , لمالكي العبيد ,
لأصحاب الثروة.
- روجيه جارودي
1. هل تشعرون بالقلق من تراجع الاهتمام
العالمي بوضع حقوق الإنسان في العراق؟
يجيبنا د. راهب صالح قائلًا:
للأسف، المجتمع الدولي تغافل وتغاضى
بل واغمض عينيه عما يجري في العراق.
مساحات شاسعة من أرض العراق وملايين
العراقيين تحت سيطرة ونفوذ المليشيات التي تتحكم بالمشهد السياسي في العراق، الشعب
العراقي يخضع لأيديولوجية التنظيم المتطرفة الراديكالية، فضلًا عن "الجرائم
البشعة وانتهاكات حقوق الإنسان".
لقد خذل مجلس الأمن الدولي الشعب
العراقي على مدار نحو ثمانية عشر عامًا، قُتل فيها نحو 2 مليون عراقي وهُجر
نحو 5 ملايين عراقي وغُيب مليون عراقي
واضطر 11 مليونًا لمغادرة العراق .
تمارس السلطات العراقية الانتهاكات
الخطيرة بطريقة منهجية لبث الرعب في المجتمع العراقي وإخماد كل أشكال المعارضة
ومنع الاحتجاج. وتم استهداف الطلاب والأساتذة والنقابيين والصحفيين والمحامين
والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين وغيرهم من الناشطين السلميين.
لقد مارست القوات الحكومية والمليشيات المسلحة،
منذ اندلاع الاحتجاجات جملة من الأساليب القمعية والوحشية ضد المتظاهرين، مما أسفر
عن مقتل المئات واغتيال عشرات الناشطين واعتقال واختطاف آلاف المحتجين وإغلاق عدد
من المؤسسات والمكاتب الصحفية.
وضعت جميع هذه القوانين الصارمة بيد
قوات الأمن والمليشيات التي ترتكب بشكل يومي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في
إفلات تام من العقاب؛ إعدامات بإجراءات
موجزة، اختطافات يليها احتجاز في السر واختفاءات قسرية، وتعذيب، واغتصابات،
واعتقالات تعسفية، ومحاكمات غير عادلة أمام المحاكم التي تصدر أحكاما قاسية بالسجن
وعقوبات بالإعدام.
------------