ظل الطفولة
نعشق الطفولة…
عذبة، صادقة، جميلة…
أيامها تنبض بالنبل
وأفراحنا كثيرة
ودموعنا قليلة
كان القلب يطفو على الصفاء
يتنفس الطهر
ويرتدي النقاء
ويحمل الصفات الأصيلة كأجنحة ترفرف في سماء
العمر
في بستان سري
تنمو الزهور بلا خوف
وترقص الشمس على وجه كل صباح
تنساب الأنهار الصغيرة في حكاياتنا
ونطارد الفراشات في حدائق لم يعرفها العالم بعد
كانت أيامنا أجنحة من ذهب
تحملنا فوق بحور الضحك
وتنثر في قلوبنا ألوانًا لم تذبل
ودموعنا… قطرات نادرة على صفحة صافية
كان القلب مرآة للنقاء
يطهر كل ما يلمسه
ويخزن الصفات الأصيلة كأحجار كريمة في صمت الزمن
يتعلم الصبر قبل أن يعرف معنى الألم
ويعانق الأمل قبل أن يتألم من خيبات الحياة
الطفولة لغة صادقة
لا تعرف الكذب، ولا تخاف من البوح
ضحكاتنا فيها موسيقى
وأحلامنا سماء واسعة بلا أسوار
وكل لعبة… مغامرة
وكل قصة… عالم كامل ينتظر أن يُكتشف
الأماكن التي كنا نزورها
كانت تتنفس معنا
تسمع همساتنا
وتحتفظ بأسرارنا كصديقة وفية
تزرع فينا حب الحياة
وتعلمنا أن نعيش النقاء قبل أن نعرف القسوة
وأن نحلم بحرية قبل أن يفرض العالم حدودًا على
الأحلام
ظل الطفولة معنا
جسر لكل ما هو جميل، صادق، صافي
البداية التي لا تنتهي
وظل يحرسنا من الوحدة
ويهمس بأن القلب لا يشيخ ما دام يتذكر براءة
الأيام الأولى
نحمل الطفولة في صدورنا كنجم مضيء
تهتدي بها أرواحنا في ليالي العمر الطويلة
ونعلم أن العودة إليها ليست مستحيلة
بل رحلة صامتة بين السطور، بين الأنفاس، بين
القلوب
نعشق الطفولة
لأنها الحياة كما ينبغي أن تكون
أصيلة، صافية، حرة، نقية، جميلة
ونحن نكبر
تبقى الطفولة فينا
ظل، همس، نور، وحب لا ينتهي
سعيد إبراهيم زعلوك