حكاية عمر بقلم Lou Dji

 




تجلس على عتبة الوقت، تتكئ على صمت أثقل من ذاكرة الجدران، وتحدّق في نافذة تطلّ على الفراغ الذي خلفه الغياب، بين يديها هاتف أكله الصدأ، ينتظر رنّة تُعيد إلى الأيام نبضها، وإلى العمر معنى الانتظار.

كلّ شيء حولها يوحي بالقدم، غير أنّ الانتظار جديد كلّ صباح، يولد معها حين تفتح عينيها على غيمة من الذكرى، وتشيّع مساءها بنظرة معلّقة في أفق لا يأتي.

 يمرّ الزمن أمامها ببطء، يجرّ خطواته فوق بلاط القلب المتعب، وهي تنصت إلى الصمت كأنّه رسالة مؤجلة من ماض أبى أن يُفصح.

في وجهها أخاديدُ حكاية حفرتها السنين بإبرةِ الوحدة، وفي نظرتها وهج روح لم تستسلم بعدُ لتيبّس الحنين.

 كم من مرّة وعدها الغياب بالعودة، ثم مضى نحو مجهول لا يعرف الرجوع؟ وكم من رنّة كاذبة أوهمتها بأنّ على الطرف الآخرِ قلبا ما زال يتذكّر اسمها؟

صارت النافذة مرآة الروح، والزجاج يغشاها رماد المواسم. خلفه غابة من الفقد، تتعرّى أغصانها كلّما مدت عينيها نحو الأفق، ويد مضمومة تحت الذقن تروي حكاية قلب ساجد تعب من السؤال.

هكذا يتحول العمر إلى حوار صامت مع الغياب، وإلى يقين بأنّ الأشياء تفنى، غير أنّ الذكرى تبقى تتنفّس في الزوايا الباردة، هناك، بين سكون الجدران وأنين الهاتف العتيق، تنسج العجوز حوارا مع اللامرئي، وتستظلّ بظلّ الذين رحلوا، علها تظفر بنداء من وراء الغياب، أو تنهيدة تقنعها بأنّ الانتظار صلاة، وإن تأخر الوحي.

      Lou Dji  🏻


(تانكا): يوسف فلوح محمد

 




شمس الشتاء

نحو الغروب

تجر أذيالها،


وجهها الساطع

مرآة نور جمالها !



البيت .. صديقي البيت بعيد جدا بقلم مهدي مصطفى

 




البيت.. صديقي البيت بعيد جدا

عند الباب تغني

السيدة الهرمهْ

كنت شقيا..

أخلع أرديتي..

أُصبح آدم في اليوم الأول..

كانت جارتنا الابنة الصغرى للرجل المتجول في الليل.

تتراقص وتمثل دورا عن حواء

وكما سمعت من شيخ الجامع

يا ابن الهالك.

قال الجد الراكب فوق حمار أبلق.

قالت أم البنت الملعونة

اقتربت آخرتي

قال الجد.. إن زمانا يتقلب..

اللعنة..

سوف نمر سريعا دون مشاهدة الغابة..

ابتسمت أم البنت من التورية الفاحشة لجد ينتظر المائة الأخرى.


نصوص هايكو بقلم: أنور الأغبري

 




نصوص هايكو

عجوز الحارة

تُحدق مليئًا في يديها

 تنهيدة عميقة!

___

هدير البحر

موجة تلو موجة

أغسل أحزاني!

___

أيتها الفراشات

تنافسين قوس المطر

بالجمال!

___

أصداف البحر

تبدو أكثر لمعانًا

بالأمواج!

___

نافذة الغرفة

من مسافة صفر

أقطف جوافة!

___

قوس الألوان

عيونك ترى كل الأشياء

بعين الجمال!

___

ليلة باردة

على بطانية الطفل يقف

دُب قطبي!

___

بيت مهجور

وحدها خيوط العنكبوت

تسكن فيه!

___

ألوان متألقة

قوس الألوان والفراشات

توأمان!

___

كل فجر

أطل على الشرفة

وأصافح عِطركَ!

______

أنور الأغبري

اليمن


سطر من حكاية بقلم: أحمد هاني

 




..سطرٌ من حكاية.....

على بتلات ورد تقاطر ندى

لم يكن له صوت

والرؤية ضباب

تضيع في المدى

حرفٌ يُسابقُ حرفاً

تصطفُ الكلمات بنسقٍ

ويغيب القمر

ولا يأتي الصدى

هي شذرات القلب

حين يمضي النبض

يرتد للَوتين

يُخالطه بشريان الهدى

ولا يظلُ الطريق

فتذهب العثرات سُدى

يا أنتَ..!!؟

كم يحدوك الصمت..؟؟!

بأول السطر كنت البداية

بآخر السمع

 تُنهي الحكاية،

فتكون أنت

يتعطر الوريد أريج الشذا

هاهنا. رسم ووشم

 على صفحة الأيام

تدور..

دوار الرحى....!!!

..

بقلمي

أحمد هاني


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات