حكاية أنت بقلم: وليد الحريري الشوالي

 




" حِكايةٌ أنتِ "

يـا مَن تُـحِبُّ  حِـكايـاتِ الـمَساءِ مـعي

          والــوَردَ  والـبُنَّ   والألــحانَ   والــغَزلا

كم أشتهي الـشّعرَ من خـدَّيـكِ أقـطِفُهُ

          حـبّاتِ  تـوتٍ  بـها  ما  زلـتُ  مُـرتَـجلا

حــسبُ الـمَساءِ  جَـمالٌ  أنْ  تُــشارِكَـهُ

          عـيناكِ  بِالأنـسِ مِـلءَ الـكَونِ  مُـنسَدِلا

إنْ تـاهَ  منّي  سبَـيلٌ  مـا نَـدِمـتُ فَـكَمْ

          أرشَــدتِني  وَلَـكَمْ   عَــبّّدتِ  لي  سُــبلا

وكَـمْ   أجَـبتِ   بِـوَعيٍ   دونَ   أســـئِلَةٍ

          عَـمّا  يُـحيِّرُني  يـا  خــيرَ  مَـن   سُــئِلا

كُـنتِ  الــقَصيدةَ   لـمّا   كُـنتُ   أكــتبُها

          على  ضِـفافِ  شِــفاهِ  الصُّبحِ  مُـحتَفِلا

مـازلـتِ  نـبضيَ حـينَ الــشُّعرُ  يَـكتُبني

          إنْ جِـئتِني  هـادِئـاً   أو  كُـنتُ  مُــنفَعِلا 

كَـمْ  سَــطَّرَ   الــقَلبُ  أشــعاراً   مُـكَرَّرةً

          إلّا   لِأجــلِكِ  كــانَ   الـــشِّعرُ   مُـنفصِلا

(حِـكايـةٌ  أنـتِ)   لَـمْ  تُـعرَفْ   نـهايـتُها

          لَـكَمْ   تَـمنَّيتُ   فـيها   أُصـبِحُ   الــبَطلا

إنّـي  أريــدُكِ   فِــكْراً   ظـلَّ   يــحـمِلُني

          إلىٰ  عَــوَالِـمَ  مـا  إنــسٌ  بــها   اتَّــصلا

إنّـي  أريـدُكِ  وحــياً  كيْ  أفـيضَ  رؤىً

          ما خـاضَـها  شــاعِـرٌ   فِـكْراً  ولا  جُــملا

ظـلِّي  بِـقُربيَ   كيْ   تــزدادَ    قــافيَتي

          حـرفاً ، شُـعوراً ، جـمالاً ، طـاقـةً ، أمــلا

وليد الحريري الشوالي


حدائق مهجورة بقلم: جوليا الشيخ

 




حدائق مهجورة

طيور تبحث عن ماء

نافورة جافة


حدائق مهجورة

ريح تلعب بها

أرجوحة مهملة


حدائق مهجورة

أوراق تكتب قصة

ممر مائل


حدائق مهجورة

تمشط الريح عشبها

بحثا عن الخطى


حدائق مهجورة

ينام المطر فيها

 ورقة نعناع


حدائق مهجورة

تقاوم الريح

نبتة وحيدة


حدائق مهجورة

ندى الفجر

يوقظ الحصى


بقلمي

جوليا الشيخ


نصوص هايكو بقلم : أنور الأغبري

 



نصوص هايكو

خسوف القمر

بحذر تنقش الجدة

كفيها!

___

السماء

تتنزه في صنعاء

غيث تموز!

___

شمس حارقة

يحصي مرتادي الشاطئ

بائع البوظة

___

مخزن الفواكه

طائر الحسون يختار مكان

لعشه!

___

شاطئ مهجور

هزيز الريح داخل الأصداف

سكون!

___

أيتها الحمام

أخرجي من أقفاصك

فالورود على فوهات المدافع!

___

قصيدة عشق

تعانق الشمس السحاب

وقت الغروب!

___

ضبع في القرية

يكسر هدوء الليل

خوف!

___

غروب الشمس

حمامة السلام البيضاء

أليس الصبح بقريب!

___

زخات المطر

النازح يمعن النظر

إلى السقف المتهالك!

______

أنور الأغبري

اليمن


**ظِلَالٌ تَبْكِي وَلَا تَمُوتُ** بقلم: محمد الموسى







**ظِلَالٌ تَبْكِي وَلَا تَمُوتُ** 

 (إِلَى الشُّهَدَاءِ... فِي سُورِيَا، فِي غَزَّةَ، فِي فِلَسْطِينَ) 

أَخْبِرُونِي، 

كَيْفَ يَنَامُ ظِلُّ الشَّهِيدِ فَوْقَ الرُّكَامِ، 

وَلَا تَصْحُو الْبُيُوتُ مِنْ بُكَاءِ الْأُمَّهَاتِ؟ 

كَيْفَ تَمُرُّ خُطُوَاتُهُ بِلا ضَجِيجٍ، 

وَتَتْرُكُ خَلْفَهَا شُقُوقًا فِي الْجُدْرَانِ، 

وَقُلُوبًا تَشْهَقُ كُلَّمَا هَبَّ الْغُبَارُ؟ 

أَخْبِرُونِي، 

كَيْفَ لِظِلٍّ أَنْ يَكُونَ أَحَنَّ

 مِنْ جَسَدٍ مَزَّقَتْهُ الْقَذَائِفُ، 

وَأَقْرَبَ مِنِ اسْمٍ مُحِيَ عَنْ قَبْرٍ، 

وَأَصْدَقَ مِنْ عَوَاصِمَ أَغْلَقَتْ نَوَافِذَهَا؟ 

هُوَ مَرَّ... 

مَرَّ مِنْ حِمْصَ مَكَبَّلًا بِالْأَمَلِ، 

وَمِنْ دِمَشْقَ يَحْمِلُ رَغِيفًا لَمْ يَصِلْهُ، 

وَمِنْ غَزَّةَ يَجُرُّ أَقْدَامَهُ بَيْنَ الْأَنْقَاضِ، 

مِنْ خَانِ يُونُسَ... يَسْأَلُ: هَلْ سُمِعَ النِّدَاءُ؟ 

لَكِنْ لَا أَحَدَ أَجَابَ. 

الطُّرُقَاتُ نَسِيَتْ وَقْعَ خُطَاهُ، 

وَالسَّمَاءُ انْشَغَلَتْ بِعَدِّ الطَّائِرَاتِ، 

وَأَنَا...  

مَا زِلْتُ أُرَاقِبُ ظِلَّهُ، 

كَأَنَّ رَفَحَ سَتَعُودُ مِنْ وَجَعِهَا، 

وَكَأَنَّ حِمْصَ تسَتَفِيقُ مِنْ غَيْبُوبَتِهَا، 

وَكَأَنَّ غَزَّةَ سَتَبْكِي مَرَّةً... دُونَ أَنْ تُقْصَفَ بَعْدَهَا. 

ظِلَالٌ تَبْكِي وَلَا تَمُوتُ، 

تَنْمُو فِي قُلُوبِنَا كَالزَّيْتُونِ، 

تُزْهِرُ فِي وَجْهِ الْعَتْمَةِ، 

وَتُضِيءُ دُرُوبَ الْأَمَلِ، 

يَا ظِلَّ الشَّهِيدِ، 

خُذْنَا إِلَيْكَ زَيْتُونًا وَدَمْعًا، 

خُذْنَا نَشْهَدْ مَعَكَ أَنَّ الْحُرِّيَّةَ، 

لَا تَمُوتُ، 

وَلَا تُؤَجَّلُ، 

وَلَا تُغْلَقُ عَلَيْهَا الْأَبْوَابُ. 

هِيَ فِي خُطَاكَ، 

فِي رِيحِكَ، 

فِي حَجَرٍ صَغِيرٍ عَلَى الزَّاوِيَةِ، 

فِي أُمٍّ تُخَبِّئُ صُورَتَكَ فِي ثَنَايَا قَلْبِهَا، 

وَتُرَتِّلُ كُلَّ مَسَاءٍ: 

اللَّهُمَّ احْفَظْ ظِلَّهُ... 

فَهُوَ مَا زَالَ يَسِيرُ. 

     محمد الموسى


سُورِيّا... أُنثى الحُرُوبِ الجَمِيلَةِ بقلم: محمد منصور الموسى




سُورِيّا... أُنثى الحُرُوبِ الجَمِيلَةِ

سُورِيّا...

يَا أُنثىً تُـمَشِّطُ شَعْرَهَا بِلَهِيبِ القَذَائِفِ،

وَتَكْتَحِلُ بِالدُّخَانِ،

وَتَرْتَدِي فُسْتَانَهَا المُطَرَّزَ بِالشُّهَدَاءِ.

يَا قُبْلَةَ الأَرْضِ،

وَيَا جُرْحِي القَدِيمَ الجَدِيدَ،

مِنْ أَيْنَ تَأْتِينَ بِكُلِّ هَذَا الصَّبْرِ؟

مِنْ أَيِّ رَحِمٍ وُلِدْتِ وَفِيكِ كُلُّ الأُمَّهَاتِ؟

وَفِيكِ كُلُّ النِّسَاءِ...

وَكُلُّ الأَوْطَانِ المَصْلُوبَةِ عَلَى أَبْوَابِ الأُمَمِ؟

دِمَشْقُ،

مَا زِلْتِ تَبْكِينَ فِي فِنْجَانِي

حِينَ أَقْرَأُ خَبَرًا عَنْ حَيٍّ مَاتَ أَهْلُهُ دُفْعَةً وَاحِدَةً،

عَنْ طِفْلَةٍ تُـمْسِكُ دُمَيَتَهَا فِي المُشْرَحَةِ،

عَنْ رَجُلٍ يَحْمِلُ حُرِّيَّتَهُ مَلْفُوفَةً بِكَفَنٍ.

يَا بِلادًا خُلِقَتْ مِنَ العِطْرِ وَالسِّكِّينِ،

مِنَ الزَّيْتُونِ وَالغَازِ المُسِيلِ،

مِنَ اليَاسَمِينِ وَالدُّمُوعِ،

يَا بِلادًا تُصْلَبُ عَلَى شَاشَاتِ العَالَمِ

كُلَّ مَسَاءٍ...

وَلَا يَصْرُخُ أَحَدٌ!

أَنَا شَاعِرٌ مَسْكُونٌ بِالثَّوْرَةِ،

وَحُرُوفِي بُنْدُقِيَّةٌ لَا تَصْدَأُ،

فَحِينَ أَكْتُبُ عَنْكِ

أَشْعُرُ أَنَّ الكَلِمَةَ قُنْبُلَةٌ فِي وَجْهِ الطُّغْيَانِ،

وَأَنَّ الحِبْرَ...

دَمٌ يَسْرِي مِنْ حَمَاةَ إِلَى دُومَا،

مِنْ دَرْعَا إِلَى إِدْلِبَ،

وَمِنْ قَلْبِي... إِلَى الجِدَارِ.

يَا سُورِيّا،

يَا شَهِيدَةً تَمْشِي عَلَى قَدَمٍ وَاحِدَةٍ،

يَا أَيْقُونَةَ الجِهَادِ فِي زَمَنٍ

تَبَدَّلَ فِيهِ الشُّرَفَاءُ إِلَى بَائِعِينَ!

أُقْسِمُ أَنَّ القَصَائِدَ خَجْلَى،

وَأَنَّ الكُتُبَ تَمَزَّقَتْ،

وَأَنَّ الشِّعْرَ بَاتَ بِلَا جَدْوَى

مَا لَمْ يُكْتَبْ مِنْ تُرَابِكِ...

وَبِدَمِكِ...

وَمِنْ نَبْضِ مَنْ رَحَلُوا كَيْ تَبْقِي.

حُرِّيَّتُكِ...

لَيْسَتْ نُزْهَةً فِي الحَدِيقَةِ،

وَلَا شِعَارًا عَلَى الجُدْرَانِ،

هِيَ طَلْقَةٌ تُطْلَقُ فِي وَجْهِ الغِيَابِ،

وَصَوْتٌ يَقُولُ: "أَنَا هُنَا"

وَلَوْ لَمْ يَبْقَ سِوَى حَجَرٍ...

يَنْطِقُ بِاسْمِكِ، يَا سُورِيّا.

محمد الموسى


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات