القصيدة الخامسة والأخيرة تندارى 5 بقلم: مهدي مصطفى






القصيدة الخامسة والأخيرة

تندارى  5


أو الرقصة الهرمة

صحا طائرُ الوحشةِ العارِمة...

أخيراً سيعرفُها،

يتلمّس أفقَ نهاراتِها،

ثَمَّ ذاكرةٌ تتعّرى،

يمران ملتصقينِ،

ومبتعدينِ،

وبينهما مطر غابر

أخيراً سيعرفُها

خرجا من خُطا الوحلِ،

وانحدرا فى المَمَرّ الذى سوفَ

يُفضى إلى جسدينِ،

كأنَّ البدايةَ تحبو على وحشيةٍ،

ما الذى سوفَ يخرجُ من عين مقبرةٍ؟

إن تندارىَ الآن ترقصُ عاريةً،

والبهاليلُ يختبئونَ وراءَ نهارٍ

صغيرٍ،

إذنْ ما الذى ينحدرُ الآن:

رأيتُ أعدائى يمرونَ،

وأمّى تَرتقُ الثوبَ الوحيدَ،

والنهارَ مثلما يأتى أتى،

يقصّ عن أسلافِهِ حلماً،

وكيفَ غادرتْ أسماؤهم حوائطَ البيوتِ؟

زهورٌ ميّتةٌ تندلقُ من شبابيكَ،

ظلامٌ يدخلُ الدمَ،

أجراسٌ تطفو على الرنينِ،

أسماءُ طفولةٍ تراقصُ الجدرانَ،

أجسادٌ تخرجُ من خرائبَ،

صحا طائر الوحشةِ العارمة!

جاءها كان وحيداً،

حاضناً كهفاً،

غباراً،

تعباً،

عاصفةً،

وجهَ طريقٍ

رأسُهُ أطلالُ موتٍ غامضٍ،

قدّاسُ خوفٍ قديمٍ،

- أنتِ تندارى؟

- سأبدو هكذا.

كالنهرِ، تاريخٌ له مرعى من القتلى،

ولكنّى سأرقصْ..

- وأنتَ...؟

- سأسيرُ جسمى عابراً جسمى،

أطيرُ إلى نخيلِ أبى،

أبى بيتٌ وحيدُ،

سقفُهُ مطرٌ،

نوافذُهُ دمى،

سألمُّ أيامى،

وأمشى خلفَ ليلٍ،

والنوافذُ سوفَ تبصرُنى،

أقودُ غمامتينِ،

أجرّ تاريخاً مدمّى!!

- كم نهاراً مات أيها المنذورُ

للمنَسْىِ...؟

صحا طائرُ الوحشةِ العارمة!

رآها تُخَوّضُ فى الدمع،

والطلقُ يدخلُ مستوحشاً،

تتشقّقُ أحجارُها شبقاً،

تختفى وتبينُ بطيئاً،

فترقصُ ذاكرةُ الطائر العدمى!

ترتجُّ الخرافاتُ،

يصيرُ الموتُ إيقاعاً....!

هذا هو الديوان بالكامل 

هايبون- خيط رفيع بقلم: سامية غمري

 






هايبون - خيط رفيع


قلت لنفسي:"عفويتي هي زادي و لا أحب اللون الرمادي "

و قالت :"العفوية دليل نقاء القلب وصفاء السريرة

والحسابات و تنميق الكلام دليل على النفاق والتملق

 أما الألوان فهي مؤشر للمواقف وللأسف قد نضطر  أحيانا أن نختار الرمادي لأن الأبيض موقف

والأسود موقف و بينهما نتيه إلى كفة من سنرجح.

 الرمادي حل لمن إختار الحقيقة التي لا تجرح  المشاعر وتقرب المواقف لأن مواقفنا كالألوان

  يمكن أن نمزجها  من أجل الحفاظ على محبة من نحبهم 

و ما دامت كل الحقائق غير قابلة للبوح

 فالأسود  ستر والأبيض نقاء والرمادي  إنفتاح لما بينهما ."

ثم قلت: لروحي بعد نهاية الحوار

" الأرواح قريبة من بعضها البعض يفصل بينهم  "خيط رفيع  ".


غيوم سوداء

قد تتلاشى في لحظة

موقف دبلوماسي


على جسر الحيرة

بين بوح و آخر تسدل

  ستائر رمادية


خيط رفيع

بين الأرواح كل الألوان

آيلة للتغير


سامية غمري


هايكو الفصول بقلم: راتب كوبايا

 




هايكو الفصول
…………………
1
خشخشة أوراق-
بباكورة تشرين ..زاهية؛
ألوان الخريف !
..
2
تشرين الأول -
بالجوري المتجدد
صيف ثاني 🌷
..
3
مقعد الرصيف
قطرات المطر الراكدة
خير جليس
..
4
تتمزق اليرقة  -
على خد الوردة
تحط فراشة
..
5
من قلب الماء
راكب الأمواج..
يقتحم الهدير
..
6
بياض الربيع ~
ينبثق من أغصان الشجرة 
زهور التفاح
..
7
 زمجرة الريح،
سيلفي المجموعة
بدون صدى!
..
8
مطر ربيعي
يتلاشى الماء بالماء
بحيرة أونتاريو
..
9
شتاء آخر~
على ابواب الربيع؛
يطرق الثلج!
..
10
الشواطئ المنعزلة
تنشر النوارس المذعورة
ضجيج الرياح
..
11
شتاء آخر~
على ابواب الربيع؛
يطرق الثلج!
..
12
تكسرت الأغصان
على الأغصان..
لا يزال الثلج جاثماً!
راتب كوبايا 🍁كندا


القصيدة الرابعة تنداري -4 بقلم: مهدي مصطفى

 




القصيدة الرابعة

تنداري 4

أو كان هامشياً فى مدينة هامشية

هل نهاياتُها أشْرقتْ؟

قدمانِ تخوضانِ فى لجّةٍ مّا،

وعينانِ تخترقانِ وراءَ الوراءِ،

وضوءٌ يمرُّ على هيئة الجرح.

رائحةٌ تغمرُ الليلَ، ثَمَّ براحٌ يشيخُ،

ويغفو على عتباتٍ، ستُفضى إلى

خطوةٍ ما، وذاكرةٍ خرِبَةْ!!

هل نهاياتُها أشْرقّتْ؟

قادَ أسئلةً،

ومضى يتلمّسُ بين المفازاتِ أسلافهَا،

لم تكنْ غيرَ رائحةِ النزفِ،

بينَ العناكب،

أحجارُها شبهُ حلمٍ قديمٍ،

يكرّر أحداثهُ:

المشاعلُ خارجةٌ كالتماثيلِ،

من ندم داكنٍ،

مطرٌ هامشىٌّ يرخُّ،

بعيداً،

وراءَ بيوتٍ،

سأصبحُ أبوابَها بعدَ ليلٍ،

بشرٌ،

يبدءونَ الغناءَ،

ورائحةُ الطلقِ تدنو.

نساءٌ صَرَخْنَ:

توهّجْ على دَرَجِ النّارِ،

كُنْ بَدْءَ مَنْ سيكَونُ السلالةَ،

فى جسدٍ تتدفّقُ فيهِ الحروبُ،

وتأتى إليه البلادُ الغوامضُ،

تنصبُ رقصتها فى مهبّ الرياحْ،

صَرخْنَ طويلاً:

أيّها الموتُ جئتَ دماً،

يتسرّبُ من جسدين إلى ومضةٍ،

ستكونُ البداية تحبو إلى بلدٍ ميّتٍ

فى طريقٍ،

فّكُنْ سرَّ أشجارِهِ،

ونوافذَ أسوارِهِ،

وسراجَ تواريخِهِ،

فى كهوف مبلّلةٍ بالظلامِ

بدايةَ مَنْ سيعرّى الفضاء،

ويكتبُ فوقَ المياه،

صرَخْنَ، تلاشينَ،

لم يبقَ غيرُ القماطِ الذى تحتَهُ

شبحٌ غارقُ، ورمادٌ يغطّى وجوهاً،

ستهربُ حمراءَ، زرقاءَ، سوداءَ،

حائلةً من معاركَ ما،

فصحا طائُر الوحشةِ العارمةْ....

اقتربْ خطواتُهُ من دَمِهِ،

كان هناكَ جسدٌ،

مبلّلاً يخرجُ من بحيرةٍ،

يعومُ فيها قمرٌ،

يلتصّ تاريخاً قديماً،

فيرى تاريخَهُ القادمَ،

بيتاً، دار فيه دورةً مبهمةً،

واغتسلَ النسيانُ فيه..!

كيف تبدأُ الرحى..؟

ثّمَّ نَجمانِ يمارسان حبّاً،

قبلما تصحو البحيرََةُ التى

تساقطتْ من لحظةٍ هاربةٍ،

فاقتربت خطواتُهُ من دمِهِ،

تناسلَ الخوفُ مع البحيرة التى

تلاصقتْ وحزَنهُ،

ففحّتِ المياهُ،

شفّتِ الرغبةُ عن نيرانِها،

فامتزجَ الجسمان فى قوسِ قزحْ...

صحا طائرُ الرغبة العارِمةْ

رأى دَمَهُ شبحاً،

حاضناً شبحاً،

لابساً زمناً،

يتوهّجُ فى دفقةٍ عاريةْ،

ثمَّ سرابانِ التقيا!!

عَرفتْ بوحَ نداهُ اقتربتْ،

نزعَ الشجرَ العالق فى سرّتُها،

أبصرَ كهفاً مجروحاً،

فى الكهفِ سلالاتٌ ميّتةٌ

وبقايا لبلادٍ، وزهوُرٌ صماءُ تغنّى،

فالتصقا،

أنفاسهما شجرُ يتكلم،

فانتبها،

وانحنيا،

يلتقطانِ بذورِ الندمِ...،

ثَمَّ سرابانِ التقيا

فصحا طائرُ الوحشةِ العارمة

هل نهاياتُها أشرقتْ...


القصيدة الثالثة تنداري -3 بقلم : مهدي مصطفى

 





* القصيدة الثالثة

تنداري 3 

أوسيرة المنسى

لم يَعُدْ ثَمَّ جسدْ

يحملُ الروحَ التى تَنأى عن الجدرانِ،

عن رائحةٍ فى البيتِ،

كان السورُ، والمرأةُ،

والسور هو الميراثُ،

هل كانَ طريقاً حجرياً...؟

أينما تعرفْ تَمُتْ!

قالتِ المرأةُ:

كان العشبُ خبزاً لوْنَ أسمائى،

وكان الحُزْنُ حطّاياً،

مضينا بيننا نافذةٌ،

فى ليلةٍ جاء قتيلٌ،

كفُّةُ مملوءةٌ بالطينِ،

صرنا نعرفُ الميراثَ،

لم ننسجْ له إلا حقولَ الروحِ،

قلنا: أينما تنهضْ مراعٍ مّا سنأتى!!

... على رصيفٍ مّا،

قطاراتٌ،

أساطيرٌ،

ـ هل انتظرتَ ..؟

ـ كان الطفلُ شاخصاً أمامَ النورِ..؟

ـ هل فتحت بابَهُ..؟

ـ رأيتُ السورَ محنياً عليهِ،

حينما اقتربُ صارَ جسمُهُ مسيرةَ الأسلافِ،

ـ كيف أدخل الجرجَ إذنْ..؟

ـ سأجبلُ الطين الذى يمشى عليهِ،

والذى أمشى عليهِ، ثَمَّ بيتُ،

أبيضَ الأحفاَد،

ـ لكنَّ الخُطَا مُنذ الصباحِ كيفَ أمحوها؟

وأعوامىَ التى تركتُها فى بئرِها الأولى

ستصحو..؟

ليكنْ!

سأطرقُ البابَ التى يعبرُ منها الميتونَ،

ألِجُ السؤالَ من عينيهِ،

سوفَ أنزعُ المدينةَ الأخرى،

وليكنْ

دمى فضاءهُ...

يا رقصةَ المطرِ

فليدخلِ البيتُ من أبوابِهِ السبعةْ

نهراً له ألفُ سرٍ حاملاً رأسَهْ.

ـ أينَ الصبىُّ؟

يمرُ الآنَ قربَ نهايةِ الضحى وجِلاً،

تبصُّ رائحةُ البيوتِ،

أينَ الذى كان الصبىَّ؟

أخيراً صار مسوراً،

له نوافذُ لا يراها،

نصفُ منسيةٍ،

وسوفَ يُقضى إلى رحىً تدورُ،

إذنْ!

لابدَّ من رقصةٍ أخرى لأعرفَ،

أين كنتُ،

فى الرقصةِ الأولى،

وأمحو خطاىَ من سلالمَ مّا..!؟

- يالحظّكِ يا أمُّ،

كيفَ وصلتِ هناكَ،

وكفُّكِ مملوءةٌ بالخرافاتِ،

والبابُ موصدةٌ..؟

- كان الوقتُ قمحاً،

يتجّولُ فى غسقٍ مّا،

أسماكٌ ترقصُ والأعشابَ،

فوقَ ظلهِ المعكوسِ فى مياهٍ،

قدما الغامض حافيتانِ،

ويداهُ شِبهُ جريدتينِ، يابستينِ،

خلفَهُ مدنٌ من بكاءٍ،

وكانتِ الجنازاتُ سرَّها..،

وكنتُ:

1ـ كهفَ الأسرارِ

2ـ حرارة الجِماعِ

3ـ خزانةَ الأطفالِ

4ـ قناديلَ البيوتِ

5ـ خُسرانَ الطريقِ

فكتبتُ في كفيَّ:

كلما تتجّولُ أبعدَ من دفقةٍ البِدْءِ،

أقربَ من غسق مّا،

سياجٌ يشدُّ الطريقَ من القدمينِ

إلى البيتِ،

والبيتُ كان سحيقاً،

هناكَ عجوزٌ تلمُّ الخُطا،

تنحنى قربّ شيخوخةٍ،

فى رداءٍ ممزّقةٍ،

رجلٌ من رُعاةِ العناكبِ،

يعدو وراءَ سؤالْ...!

- إذنْ!

فى الأفقِ كوةٌ،

سأدخلُ منها،

أرى أيامى أسراراً،

ترتدى أسمالاً،

أجلسُ برهةً،

أنظرُ ورائى،

ألمُّ الأشياءَ التى أعرفُها،

لماذا انفجرّ الأفقُ حينما أبصّرنى

أجرُّ سلالم الأسلاف...؟

- يادَرَجَاً حجريّاً،

سُدّ كوى الذاكرةِ الأولى،

إن الأسلافَ يمرونَ الليلةَ فى كلماتٍ،

يختبئونَ وراءَ قميصِكَ،

تبصرُهم شبحاً شحباً وتنامْ..

- يالحظّكِ يا أمُّ،

كيفَ وصلتِ هناكَ،

وكفُّكِ مملوءةٌ بالخرافاتِ،

والبابُ موصدةٌ...؟

- فى صباحٍ سيأتى،

رأيتُ على العتباتِ،

بقايات نهارٍ،

ورأساً بلا جسدٍ،

نصفُهُ داخلَ الهاويةْ،

نصُهُ خارجَ الهاويةِ،

طائرينِ يتيمينِ،

عَينىْ سؤالٍ تلوحانِ،

بعدَ حنينٍ،

سيأتونَ من خلفِ أحزانِهم،

حاملينَ معاولهم،

كلما اقتربوا،

أَخْتفى،

فإذا تَعبُوا، يلجُونَ حكاياتِهم...

عن قميصٍ يدلُّ على دَرَجٍ،

سوفَ يُنهى الطريقَ إلىَّ،

ولكنَّهم يمرونَ مثلَ الخرافاتِ،

أجسادُهم مُدُنٌ،

شِبهُ غارقةٍ فى ظلالٍ،

ولن يبصرُونى!

عَبرَتْ تنداري ضحاها،

شبابيكُها ظهيرةُ حربٍ،

أبوابُها نصفُ منسيةٍ،

وأسماؤها قربَ ليلةٍ تختفى

والظلامُ يفتحُ أسرارَها،

فتبصرُ قتلاها

قاتليها،

وراء السور الذى سوفَ يُمْحى..!

اللحظةَ الأولى خرجتُ،

رأيتُ صرختَها شتاءً آتياً،

فصحوتُ،

أهلاً،

- مَنْ؟

أخيراً ظلّى المعقوفُ!

- كيف دخلتَ؟

- من بابٍ مُضّرجةٍ بوجهٍ ميّتٍ!

- هل أنَت ليلُ نبيّها،

أين الفراشاتُ التى قبلّتُها،

فَتَساقطَ التاريخُ من جرحٍ سيأتى؟

- إننى أصحو أرانى لحظةً مقلوبةً،

ونهايةً عمياءَ،

- هل تصطادُ شُبَّاكاً من الجدرانِ

أم أرضاً تُسيّجُها زهورُ الرغبةِ الأولى،

خطا الموتى على دَرَجِ الظلامِ،

عواءُ نافدتينِ شاردتينِ من بئر السؤالْ..؟

- الدّفقَةَ الأخرى حللتُ،

عرفتُ أنَّ سلالة الأشباحِ،

شهوةُ عاشقينِ،

يسميانِ الأرضَ والقتلى،

رأيتُ السرَّ فى جسدِ الطريقِ،

نجوتُ فى أسوارِه،

لكنَنى فى ميتتى سمّيتُهُ إسماً،

وكان الوحلُ يتبعُنى،

أحدّقُ أبصرُ الأغوارَ أينَ الخطوةُ الأولى؟

- تنقّبُ فى دمها عن صِبا،

عن ظهيرةِ حلمٍ، فليتصقانِ،

تحدّقُ فى جسمِهَا البضّ،

تبصر أجنحةَ الطين مرميّيةً،

وعلى سلم الريحِ،

تَهرُمُ أمطارُها،

فتعِنُّ نوافذُ شيخوخةِ الليلِ،

والعُنفُ يأتى،

- آه تندارىَ العابرةْ،

طينتى أخذتْنى إلى حانةٍ،

بدنى كان يمشى أمامى،

نصفَ موتٍ ونصفَ حنينٍ،

يمران فى جسدٍ عابرٍ،

يالحظّك يا أمُّ،

كيفَ وصلتِ هناكَ،

وكفُّك مملوءةٌ بالخرافاتِ،

والبابُ موصدةٌ...؟


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات