عرش الغياب بقلم ابراهيم ميزي - الجزائر


 


عرشُ الغياب..

الأرملةُ… ليست امرأةً فقدت زوجًا، بل روحٌ فقدت نصف أنفاسها، تمشي في الطرقات كأنها تسند الغياب على كتفها.

هي امرأةٌ خُلقت من صبرٍ وصلابةٍ ودمعٍ متجمّدٍ على أطراف الذاكرة، تخيطُ الألمَ بخيوط الدعاء، وتُربي أبناءها على ظلّ رجلٍ غاب ولم يغب.

في عينيها بحرٌ من الوداع لم يجفّ بعد، وفي قلبها وطنٌ صغير اسمه الوفاء.

الأرملة ليست ضعيفة… بل هي امرأةٌ تحرسُ الموتَ بالحياة، وتزرعُ الأمل في تربة الفقد..

الأرملةُ... كوكبٌ فقدَ شمسه، ومع ذلك يظلّ يُضيء بنورٍ مستعارٍ من الإيمان.

تسيرُ بين الناس بخطًى هادئة، لكنّ في صدرها عاصفةٌ من الحنين لا تهدأ.

تخفي وجعها خلف ابتسامةٍ خجولة، كأنها تعتذر للحياة عن بقائها بعده.

حين تنظرُ إلى السماء، تشعرُ أن الغيمَ يحمل ملامحه، وأن الريحَ تمرُّ حاملةً صوته.

هي امرأةٌ تعلّمت أن تخبّئ الدموع في جيب الصبر، وأن تزرع الرجاء في تربة الغياب في ليلها الطويل، تسامرُ الذكرى كصديقةٍ عنيدةٍ لا ترحل.

تكتبُ له على وسادةٍ صامتة: “نمْ مطمئنًّا، فالأمان ما زال يسكن بي” .. وحين يضحك أبناؤها، ترى فيهم ظلَّه يعودُ للحياة.

الأرملةُ ليست كسرًا، بل قصيدةٌ كُتبت بالحبر والدمع معًا ؛ هي التي تُكملُ رواية الحبّ بعد فصل الموت، وتُعيد ترتيب الفقد ليصبح جمالًا.

تمشي كأنّها صلاةٌ مؤجّلة، وكأنّ الحزنَ تاجٌ من نور؛لا تشتكي، لأنّها أدركت أن الحزنَ عبادةُ الصامتين، في عيونها حكمةُ الأرض بعد المطر، وفي قلبها عناقٌ أبديّ بين الغياب والبقاء.

الأرملة… ليست نهاية الحكاية، بل بدايةُ الخلود في ذاكرة الوفاء.

قلم: ابراهيم ميزي-الجزائر


هايكو - بقلم أنور الأغبري




في اليمن

حتى الحمام

تشم رائحة البارود!

___

ساعة السحر

أصوات صراصير الليل

وصياح الديكة!

___

جبل صبر

فجأة، تشرق الشمس

برائحة المشاقر!

___

بائعة الورد

حينما صورها المصور

أحمرت وجنتيها!

___

ياللحزن

آخر ثمرة قشطة على الشجرة

أكلها خُفاش!

___

في الليل

خرير الماء في الوادي

يقطع هدوء القرية!

___

بعيون الصقر

يُحدق في أقدام المارة

ماسح الأحذية!

___

ياللقمر

يضيء على ناطحات السحاب الطينية

ومقاعد العاشقين!

___

أوراق الخريف

إلى أين تذهب

أحلام المتشردين!

___

ضوء القمر

على سطح البحيرة

وصفحة كتابي!

_______

أنور الأغبري

اليمن






 

على درب المودة بقلم جوليا الشيخ

 





على درب المودة 🌺

يا من هواك نسيم روحي إن نأى

يبقى حضورك في المدى مرساه

أهواك إن ضاق الزمان وإن

طغت أيامنا وتعثرت خطواه

قد كنت نبضي حين ضاق ترددي

وإليك أوقدت المساء ضياه

كم غبت عني والحنين مجامر

تبقي بقلبي للهوى شذاه

لو غبت عن عيني فحبك قبلة

تسري بدفئك في دمي نجواه

يا من زرعت النور في أوردتي

وسقيت عطشي من رؤاك نداه

إني على درب المودة باقية

أمضي وإن جار الزمان خطاه

جوليا


هايكو بقلم : أحمد العكش

 




ثُلاثيَّةُ الأَبعادِ 
صُورتُكَ تَنبُضُ في قَلبي 

مِن كُلِّ الزَّوايا

 

ثُلاثيَّةُ الأَبعادِ 
أَوراقُ الخَريفِ تَمضي 
في كُلِّ اتِّجاه


ثُلاثيَّةُ الأَبعادِ 
تَسقُطُ القَلعةُ وَحدَها 
رُقعةٌ صامِتَة

 
ثُلاثيَّةُ الأَبعادِ 
شَجَرَةُ ياسَمينٍ 
تَتَدَلّى بِنُعاس

 
ثُلاثيَّةُ الأَبعادِ 
نَجمٌ يُضيءُ وَجهَكَ 
في لَيلِ الغِياب

 
ثُلاثيَّةُ الأَبعادِ 
مَطرٌ يُلامِسُ ظِلّي 
في زاوِيَةِ الحُلم

 
..احمد العكش..


هايكو بقلم : رضا الشايب


       



شطيرة خبز

حلم الأمهات

أطفال غزة


شطيرة خبز

بقايا الطعام

موائد الأغنياء


شطيرة خبز

تحتوي أطفال

طاولة الطعام

 

رضا الشايب 🇪🇬 مصر


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات