مدن الفقد – سعيد إبراهيم زعلوك




مدن الفقد –
فقدنا الطفولةَ…
حين تساقطت الطائراتُ الورقيّة
في غيمٍ لم يَعُد يَضحك،
وحين ابتلعَ الزقاقُ ضحكاتِنا
كما يبتلعُ الغيابُ العُمر.
وفقدنا الوطن...
بيتًا صار ظلًّا على الخريطة،
وأذانًا غُرق في الضباب،
وزيتونةً تبحثُ عن يدٍ
تغرسُها من جديد.
وفقدنا الحبَّ...
لم تعد النظرةُ تُزهِّر،
ولا الهمسةُ تشعلُ ليلًا،
صرنا نُطارد مرايا مُتعبة،
وأرواحًا تتزيّن بابتساماتٍ مُستعارة.
حتى نفوسُنا…
تاهتْ في الغربة،
وغدونا غرباء عن وجوهِنا،
نستجدي ملامحَنا
من زجاجٍ لم يَعُد يعرفُنا.
ومع ذلك،
رغم الخراب،
ما زال في العيونِ بريقٌ صغير،
وفي القلوب جذوةٌ لا تموت،
كأننا نولدُ من رمادنا
في كلِّ انكسار.
✍

سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك 

قصيدة من شعر الهايكو.. محمد حجازي البرديني




قصيدة من شعر الهايكو





قمرٌ على خدِّكِ،
همسةُ الريحِ تداعبني،
قلبي يذوبُ حبًّا.

زهرةُ في الفجرِ،
نظرةٌ منكِ تشعلُ الروحَ،
العشقُ يترنمُ.

أهيمُ في الليلِ،
أحلامي تبحرُ بلا ميناءٍ،
ماءٌ في الصحراءِ.

نسيمٌ يمرُّ صامتًا،
أنتِ في قلبي دائمًا،
الوقتُ يبتسمُ.

بقلمي: محمد حجازي البرديني. 

أمطار تشرين...محمد الصالح بوبكر

 








أمطار تشرين...
في البيادر المحروقة
لاحراك لأشلاء الفزّاعة!

مطر الرّصيف..
أثقل من همومها؛
معطفها الأنيق!!

دفتر الخريف
ورقة ورقة
يمتلئ درب الرحيل!!

زخّات تشرين
تبلّل رسائل الماضي؛
دموع الذكريات!

محمد الصالح بوبكر/الجزائر

في محرابك .. أحمد العكش

 




في محرابك

تأتي الفراشات لتقدم لك الطاعة والولاء
وتتوجك بتاج الجمال
تزهو بجمالها من جمالك
وتتزين بألوانها من سحر ألوانك
تبتهج فرحًا أنها تشبهك
في محرابك
لا صوت يعلو فوق صوت الحب
يهمس لك همس العاشقين
يتلو على مسمعك رواية العشق
ويقتبس من نورك قناديل العابرين
في محرابك
للحروف أجنحة الطير
ولها عبق الزهر والياسمين
تتراقص الظلال على جدران الحنين
وتنثر الأرواح أهازيج الشوق
كأنها ترتل صلاة العاشقين
في محرابك
تغفو الأحلام على وسائد الأمل
وتستيقظ النجوم لتكتبك قصيدة
تُغنى على وتر القلوب المرتجفة
في محرابك
تتوضأ الكلمات بنور حضورك
وتسجد المعاني في حضرة سكونك
فأنت المعنى حين يغيب المعنى
وأنت الحضور حين يعجز الحضور
في محرابك
تتلاشى المسافات بين القلب والقلب
ويصبح الزمن لحظة خالدة
تُكتب فيها أسطورة الحب الأبدي

..احمد العكش..

( إلى ورد في ذات حلم) بقلم أحمد هاني



( إلى ورد في ذات حلم)
.....
....
بين خيبات ظني وتوجسي
حلمٌ يرتاد نومي وتنفسي
كأن الأفكار لصوص ليلٍ
خفية تخشى قبضة العسسِ
والواقع المرُ يَمور كبحرٍ
هاج فماج فتبعثر مجلسي
تركني لشاطيءٍ لا رمل فيه
أتجرعُ كأس الغياب وأحتسي
أُنادي نداءً لا جدوى يُرتجى
جنوب أرضٍ قمري وتشمسي
فلا شرق ولا غرب يأخذني
ونبض قلبي أُنسي وتأنسي
خُطى روحي تعثرت شوقاً
لمحاريب الطهر والتقدسِ
لا تُثنيني مسافات البعد تـيهاً
عن البسمة بوجه التعبسِ
لعلي ذات يوم أبلغ مرامي
عند تخوم حدٍ غير مُدنسِ
...
...
بقلمي
أحمد هاني الحمدان
الأردن

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات