المقالات والادب في
مجلة ديوان العرب
وقعت على قصيدة
كتبتها بتاريخ 1-ايار -2004
اسمها طرابلس ..فيها
ثلاثة مقاطع تتحدث عن مدينتي الجميلة وتاريخها وعظمتها عبر التاريخ
ها انا اعيد نشرها
عسى ان تعبر عن ما في قلبي لهذه المدينة التي ولدت فيها وترعرعت وكانت بالنسبة لي
تاج عز وفخر
1 أيار مايو 2004
بقلم محمد رشيد ناصر
ذوق
**طرابلس الفيحاء**
طرابلسُ الفيحاءُ يا
نَبْضَ السَّنَا
يا لُؤلُؤاً سَكَنَ
الزمانَ فأزهَرا
فيكِ المآذنُ
والعتيقُ حكايةٌ
تُتلى على حَجَرِ
الدروبِ وتُسفِرا
بابُ التبانةِ شاهدٌ
لمكارمٍ
والصبرُ في عينيهِ صارَ
مُجوهِرا
والنهرُ، نهرُ أبي
عليٍّ، صامتٌ
لكنَّهُ حملَ الجراحَ
ومرَّرا
قلعتكِ الشمّاءُ
تحرسُ حلمَنا
وتعدُّ تاريخَ
الشعوبِ وتذكُرا
في خانِكِ العطّارُ
يفوحُ عبيرُهُ
كأنَّ عِطرَ الشرقِ
عادَ مُعطَّرا
بحرُ الميناءِ يحتوي
أسرارَنا
وعلى المراكبِ علَّمَ
الصبرَ الورى
يا فجرَ القلوبِ
الحلو فيك شهادةٌ
أنَّ الفقيرَ إذا
أحبَّ تَسَكَّرا
يا أمَّ فقرٍ لم
تُذِلَّ كرامةً
بل علَّمتْ كيفَ
العطاءُ يُفاخَرا
طرابلسُ، رغمَ
الجراحِ، قصيدتي
تبقى ويسقط حسادك
والعدو اندثرا
-————————
**طرابلس الشرق**
طرابلسُ الشرق التي
في اسمِها
سيفُ الحضارةِ والندى
والإقدامُ
مدينةُ الفيحاءِ، كمْ
في صدرِها
عِطْرُ العصورِ وتحتَ
عطرِكِ زحامُ
قَلعتكِ الشهباءُ
فوقَ رؤوسِنا
تاريخُ نصرٍ، لا
يُدانَى، شامخُ الهامُ
قلعةُ الكرامة، هل
تُجارى هيبةً؟
في صخرِها سكنَ
الزمانُ وأقسموا
والجامعُ المنصوريُّ
بحرُ وقارِه
في صحنه تتكسّرُ
الأصنامُ
طهرتِهُ الآياتُ حتى
خِلتُهُ
فجرًا يُؤذِّنُ
والملائكُ حُشّامُ
والنورِيُّ العتيقُ
يشدُّ ركوعَهُ
فكأنما في محرابه
الإسلامُ
وبجامعِ البرطاسيِّ
فنُّ عبادةٍ
في الحسنِ حيثُ
الجمالُ مُقامُ
و خانُ الصابونِ
شاهدُ تاجرٍ
أنَّ التجارةَ حكمةٌ
ونظامُ
وحمّامُ عزِّ الدينِ
نارُ وقارِه
دفءُ المروءةِ، لا
دُخانُ حِمامُ
والأسواقُ القديمةُ
ان رتلت
سورًا من الأرزاقِ
حيثُ الكلامُ
نحاسُها، عطارُها،
وخياطُها
حِرَفٌ إذا نُطِقَ
الزمانُ تُرامُ
نهرُ أبو عليٍّ يشقُّ
ضلوعَها
كالسيفِ لكن في يديهِ
سلامُ
بابُ التبانةِ
والصنايعِ إخوةٌ
رغمَ الجراحِ وتجمعُ
الأحلامُ
يا طرابلسُ، ما كنتِ
ظلَّ مدينةٍ
بل كنتِ شمسًا حولَها
تتقادمُ
إن قيلَ أينَ المجدُ؟
قلتِ: هنا
حيثُ الأذانُ وساعدً
مقدامُ
----------------------
**طرابلس التاريخ**
طرابلسُ التاريخِ، يا
سفرَ الدُّنى
ويا آيةً كُتِبَتْ
بمدِّ المُطلَقِ
طرابلسُ المجدِ
العتيقِ تألّقي
فالفكرُ في أفيائِكِ
المتأنِّقِ
فيكِ المماليكُ
استقامَ بناؤُهم
علمًا، وحكمًا،
وهيبةَ المُتَحَقِّقِ
وهمّ المماليكُ
الأُلى خطّوا الرؤى
وبظلِّهم سكنَ
الزمانُ وصدّقِ
هذي القرطاويّةُ
الغرّاءُ ارتفعتْ
فغدتْ منارَ فقيهِها
المُتعمِّقِ
قامت مقامات كآياتِ
الهدى
حجرٌ يُعلِّمُ
والضريحُ يُعلِّقِ
والسَّقرقيّةُ التي
في صمتِها
نبضُ القرونِ، وحكمةُ
المتأنِّقِ
نورُ العلومِ بساحِها
متدفِّقٌ
كالنهرِ من فِكَرٍ
ومن متعمِّقِ
والبرطاسيّةُ استظلَّ
بحجرِها
فقهُ الشريعةِ، والعقولُ
تُحلِّقِ
نور اسلامٍ مرَّ
فزادَ فيكِ هيبةً
ورعى المعارفَ
بالوقارِ الأسبقِ
في الطواشيّةِ انحنى
زمنُ العُلا
وتعلّمَ التاريخُ
كيفَ يُوثِّقِ
في جامعِ الزيتونِ
صوتُ مؤذِّنٍ
يروي الحروفَ لركعةٍ
ومُحقِّقِ
والجامعُ المنصوريُّ
شهِدَ الذي
صاغَ المدينةَ
بالكتابِ والمِطرَقِ
حيثُ الحروفُ
تُرتَّلُ قرآننا
بصدى المآذنِ
والوقارِ المُطْبِقِ
والعلمُ بين جدارِها
متوشِّحٌ
شمس المعارف في ثنايا
المشرق
مرَّ العثمانيُّ
الوقورُ فزادَها
نظمًا، وأبقى العلمَ
خيرَ المُرفِقِ
والمولويةُ الغراء
تقف بنهرها
نورا وعلما فتسابقُ
المتسابقٍ
فغدت طرابلسُ مدرسةَ
أُمّةٍ
فيها الزمانُ
تَعلَّمَ التحقُّقِ
والعلمُ بين جدارِها
متوشِّحٌ
شمس المعارف في ثنايا
المشرقِ
ثوبَ الخلودِ بمدرسٍ
ومُدرِّسِ
انت القصيد وبيت الفن
فأشرقي
والساعة الحميدية قد
وقفت
في تلها والوقت
الدقيقُ تَدَقّقِ
يا درّةَ الشرق التي
من علمِها
بقيَ التراثُ منيعَ
حدٍّ مُشرِقِ
محمد رشيد ناصر ذوق