*تأمل* بقلم: حم كلك طوبال

 





*تأمل*

بدجى الليلِ

 أشردُ بكأسِ نبيذٍ

 مابينَ ماضٍ وحاضرٍ

تقلبني ذكرياتٌ

فوق رصيفِ الذاكرة

 يستوقفتي حدودُ الصمتِ

لأكتبَ قصيدةًبلا عنوانْ

دفتراً ممزقاً يهاجرُ

بموكبِ قلمٍ مكسور

بخاصرةِ كتابٍ مهجورٍ

 وَرَفٍّ أثقلهُ الغبارْ****

              حم كلك طوبال الحزين


تذكروهم بقلم: سعيد العكيشي

 





تذكّروهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تذكّروهم،

الذين طلبوا الحرية

فابتلعتهم السجون،

ولم يجدوا من ينفض غبار الصمت

عن أسمائهم المنسيّة

على جدران الزنازين.

تذكّروهم،

الذين ظنوا أن الطريق إلى الله

عبر الموت المفخخ،

ماتوا…

ولم يجدوا نافذة واحدة توصلهم

إلى الجنة.

تذكّروهم،

الذين يحملون قلوبهم ممتلئة بالوجع

ويصعدون درجات الأيام،

يبللون أرصفة الانتظار بدموعهم

لخلاص لم يأتِ.

تذكّروهم،

الذين يبتسمون في وجه الحزن،

كأنهم يعتذرون لله عن وجودهم الثقيل.

تذكّروهم،

الذين تنكسر أصواتهم في منتصف الدعاء،

فيكملونه بدموعهم،

ولم تأبه لهم الأرض ولا السماء.

تذكّروهم...

قبل أن تنساكم الحياة…

ويذكركم الموت.

سعيد العكيشي/ اليمن


نصوص هايكو بقلم : محمود عبد الشافي

 





على حافة الطريق

طائر جريح

عائد من الحب

 

كثيرة هى الأحلام

وسط ضباب الروح

لا أثر للقمر

 

ضبابية اللحظة

تتكاثف بلا هوادة

هموم القلب

 

يمامتي الصغيرة

أيكبر جناحك يوما ما

أحلم بروعة الطيران

 

مجنونة هى اليمامة

كل هذا النواح

فرخها تعلم الطيران

 

أغنية الصباح

على تون صوتك

تبدأ العصافير بالزقزقة

 

سمراء منبتها

كلما هبت ريح الشوق

تتمايل السنابل

 

قبلة أخيرة

من رحيق زهرة

ماذا تركت أيتها النحلة

 

محرقة الوجع

تطهر النفوس

قديس المعبد

 

صندوق عرس قديم

سجينة الظلام

رسالة غرام

 

أحلام مشروعة

يالروعة اكتمال القمر

رغيف خبز أمي

 

تذوب في رقة

على وجه وردة

قطرة ندى

 

عشق ممنوع

متشبسة بجدار متصدع

لبلابة عتيقة

 

اكبر من الحب

عالقة بخيط

روح هائمة

 

محمود عبدالشافي


اسكبيني بقلم: أحمد العكش

 





اسكبيني عطرًا بين يديك لأنتشي دفئًا

واتلي على نبضي حروف عشق، لعلّي

بين يديك أولد من جديد

 


اسكبيني عطراً فوق تفاصيل الجمال

لعلي أحظى ليلة بأنس القمر

وأفيق فجراً لأجد في عينيك أوطان الزهر

وأشعر بأن العالم يبدأ من لمسة يدك


في رقة أوراق الخريف بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك

 






 

في رقة أوراق الخريف،

تتهادى الأرواح على نسيم الحنين،

تتنقل الألوان بين الذهب والبني،

وتهمس الأرض بحكاياتها القديمة والجديدة،

كأن الزمن نفسه يهمس بين أغصان الشجر.

 

كل ورقة تسقط،

نبضة خافتة للحياة،

حاملة سرّ الحب الصامت،

الفراق المختبئ، والفرح الذي لا يُرى،

والحنين المتسلل بين أطراف الأيام،

لتترك للروح مساحة لتتنفس، لتبتسم، لتغني،

وتكتب على صفحات الضوء قصائدها الصافية.

 

الشجر ينحني، والغيم يهمس لغيمه،

والأرض المبللة بالذهب تصغي للرقص الأخير للأوراق،

حيث يزهر الشعر على أوتار الخيال،

ويصبح الحلم وطنًا لكل من يبحث عن ذاته،

ورقةً تحمل قلبها،

نسمةً تنسج للروح لباسها،

وبذرةً تنتظر المطر لتنمو،

لتغدو ذكرىً متجددة في كل خريف جديد.

 

كل خيط من الشمس،

كل قطرة مطر هادئة،

تحمل أسئلة الأيام،

وأسرار الليالي الطويلة،

ويصبح الحنين لغةً،

والألم نبضًا،

والأمل أغنيةً صافية،

تزهر مع كل سقوط،

ومع كل شجرة تحني رأسها للريح،

ليكون الخريف قصيدةً حية،

موسيقاه في صمت المطر،

وصوره على ضوء الشمس المتسلل بين الأوراق.

 

الكلمات تتساقط كما الورقات،

لكنها لا تموت،

بل تزهر في الذاكرة،

تنسج حكايات جديدة،

وتفتح أبوابًا على الأمل،

وتترك للروح أن تعيش الحنين،

وتغني للحياة قصيدة أبدية،

كما لو أن كل فصل من الخريف،

لحظة مقدسة،

تزهر فيها الكلمات وتهمس وتغني،

ويصبح الخريف وطن الروح، ومكان الانصهار مع الضوء،

ومرآة للحلم، وموسوعة للحنين،

ومساحة لتجدد الحياة في كل نفسٍ من النسيم.

 

وهكذا، يصبح الخريف أكثر من فصل،

أكثر من لونٍ أو نسيم،

إنه تجربة، رحلة، وطن داخلي،

تزهر الكلمات فيه، تغني، وتهمس،

وتترك للروح أن تحيا، أن تتذكر، أن تحلم،

أن تعيش الخريف دائمًا…

وتصبح كل ورقة، كل نسمة،

قصيدة مفتوحة على كل الحكايات،

على كل الضوء والظل،

على كل ما يدفن الحنين ويطلّ بالأمل.

 

سعيد إبراهيم زعلوك


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات